( بقلم : د. محمد العراقي )
من المتعارف عليه فى الاوساط العلمية ان مصطلح الارهاب يطلق على اعمال القتل المروعة الهادفة الى ايصال رسالة سياسية ، تارة تمارسه الدولة من الافراد وهو ما يصطلح عليه بارهاب الدولة وتارة يمارسه الافراد ضد الدولة وهو ارهاب الافراد وما كان يعانيه الشعب العراقى قبل السقوط هو ارهاب الدولة حيث مارست ابشع صور التنكيل والتقتيل فى داخل السجون وخارجه لخمد كل الاصوات المعارضة اما بعد السقوط وانهيار المنظومة الحزبية لصدام واعوانه تحولوا الى افراد يمارسون التقتيل المروع فى صفوف الشعب لايصال رسالة الى الدولة الجديدة مفادها ان هذه الحكومة غير قادرة على حمايتكم حاملون عناوين مزيفة مختلفة ومتنوعة فتارة عنوان مقاومة المحتل وتارة عنوان الدفاع عن السنة العرب واخرى القضاء على المليشيات
وتحت هذه العناوين تمارس ابشع انواع الجرائم وتستهدف المقدسات والكفاءات والمعالم الثقافية والعمرانية ولكن هذه العناوين لن تنجح فى تغطية الوجه الحقيقي للارهاب فى العراق وما هى ادواته وبمن يستعينون الا ان ما يثيرالاستغراب هو موقف الاخرين من هذا الارهاب وتباين هذه المواقف مع حالات اخرى مشابهة كما يحصل الان فى لبنان حيث يواجه فتح الاسلام بكل ضراوة مع تاييد داخلى واقليمى عربى ودورى والاجماع على خطورة بقائه ولم تنجح كل المحاولات لنسبهم للفلسطينين او المقاومة الفلسطينية بل ايدة الحكومة الفلسطينية الموقف اللبنانى فى التصدى العسكرى ،
اذن لماذا لا تتعامل هذه الدول مع الفصائل المسلحة الارهابية فى العراق بنفس المعايير ولماذا هذا الاصرارعلى تسبغ صفة المقاومة عليها مع كل ما تقوم به من جرائم والتى تماثل تلك التى تقوم بها فصائل فتح الاسلام فلماذا هذا التناقظ فى المواقف ولماذا تمنع الحكومة العراقية من ضربهم وتُتهم بشتى انواع التهم فى حين يُشد ايدىَ الحكومة اللبنانية وتدعم فى عملياتها العسكرية ضدهم وهؤلاء بالامس القريب كانوا فى العراق ويسمونهم { بالمجاهدين؟!}،
ثم ان الادارة الامريكية بدورها اعطت كل الحق للحكومة اللبنانية فى مواجهة فتح الاسلام فى حين انها تقف عائق امام الحكومة العراقية ومؤسساتها الامنية فى مواجهة الفصائل الارهابية فى مناطق مختلفة كديالى وبغداد والادهى من هذا انها تدعم بعض هذه الفصائل من خلال التسليح اواطلاق المعتقلين منهم فى حين ان تصريحات الادارة الامريكية تصب فى سياق الدعم الكامل لحكومة المالكى فكيف يمكن ان نفهم هذا التناقض
https://telegram.me/buratha