( بقلم : سليم الرميثي )
هل انا في حلم ام في يقضة ياربّي؟ لا اصدق ماأرى ولم اصدق مااقرأ .أهذا كله يحدث في العراق وبين اهل العراق ؟ صور بشعة بمعنى الكلمة .صور مؤلمة وموجعة لكل من يحمل ذرة ضمير او عقل . تلك الصور التي شاهدناها .صور لاطفال بعمر الزهور وهم يتوسدون الارض فراشا . عراة حفات جياع . بطونهم طبقت على ظهورهم وهي خاوية .عظامهم الهشة بارزة تكاد تخرج وتخترق جلودهم الرقيقة .صورة قاسية .وكانها في ارض حدث فيها زلزال كبير او بركان.انها الفاجعة .وربما اقول انها الواقعة.انه لشيء عظيم. فمن المسبب ومن يكون الفاعل؟ وهل وصلت القسوة لهذا الحد يا الهي ؟ وفي العراق ؟ فهل نحن بالعصر الحجري ام باي عصر ياربي؟الكل يلوم الحكومة والساسة ولكني والله لا الوم كل هؤلاء ويجب ان نلوم انفسنا وننقد ذاتنا كأُمة وكشعب ونسال انفسنا اين الفرد العراقي واين المجتمع من كل هذا ؟ وهل نحن مسلمون ؟ فاذا كنا كذلك فلماذا هذه الجرائم تحدث بيننا؟ وهل ملجا الايتام هذا بعيد لهذا الحد بحيث لايراه ولايشعر به احد؟
انا اقولها وبصراحة قد دخلت حالة العنف والقسوة الى قلوب اكثرنا وعدنا لا نبالي بما يحدث من جرائم وكوارث تصيبنا نحن قبل غيرنا والا ماذا نسمي كل هذا الذي يحدث بين الناس من قتل وتعذيب وحشي؟ونٌزعت الرحمة من قلوبنا فلا ننتظرها بعد اليوم ان تنزل علينا من الله .
ليس من المعقول ان نرمي بالمسؤولية كلها على الحكومة او قوات الاحتلال وان كان الكل مقصّر او حتى سيئ. ويجب علينا نحن كمواطنين وكشعب ان نتحمل القسم الاكبر من المسؤولية امام الله والعالم وان نحمي انفسنا وارضنا من كل هذه الشرور و القسوة التي ليس لها مثيل في اكثر البلدان تخلفا .اين دور رجال الدين في توعية الناس ؟ اليس هذا هو يومهم ؟ فنرجو منهم جميعا ان لايجعلوا خطبهم ومحاضراتهم كلها سياسية فلوزعوا الادوار ويعملوا لهم جداول خاصة لتوجيهنا واهلنا. ولتكن خطبهم اجتماعية توجيهة فان مجتمعنا بامس الحاجة اليها الان.وليس رجال الدين فقط بل اناشد كل المفكرين والمثقفين والفنانين ان يكون لهم الدور الاكبر في توعية المجتمع واعادته للالفة والمحبة والرحمة والتراحم .
واناشد كل الهيئات التدريسية والتربوية ان تقوم باعداد مناهج خاصة لهذا الغرض لان ناقوس الخطر بدا يدق في مجتمعنا وعلى الكل ان يتحمل جزء من المسؤولية لنعبر هذه المرحلة الخطيرة والصعبة . واناشد الاعلاميين العراقيين الشرفاء وفي كل القنوات والاذاعات ان يكون لهم الدور الريادي في زرع الالفة والمحبة في قلوب الناس .
ماهذا الذي يحدث في بلادنا ياناس ؟ اين الرحمة واين الحضارة التي ندعيها واين الاسلام من كل هذا ؟جرائم وحشية لاتوصف بكلمة او قلم عاجز مثل قلمي .ولا اعرف كيف اعبر عما اشاهد او اقرا. فامام هكذا مصائب ونوائب لايبقى فكر ولا قلم الا واصابه العجز. .قال تعالى في كتابه الحكيم( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ))
فلنزرع في قلوبنا الرحمة بدل النقمة والحب بدل الكراهية ولنغير انفسنا ونتوجه الى الله ونتذكر اننا سنموت وسنٌحاسب على كل كلمة وفعل نقوم به. ان الرحمة الربانية عامة تسع جميع الخلق .لكنها تبلُغ الناس وتصل اليهم بما يناسب كفائتهم وشانهم .وان الله سبحانه وتعالى يغدق مبتدئا بنعمه المادية والمعنوية على جميع الخلق والامم . فاذا استفادوا من تلك النعم في السير نحو الكمال والاسمتداد منها في سبيل الحق تعالى والشكر على نعمائه.بالطريقة السليمة والصحيحة. فان الله سيثبت هذه النعم ويزيدها .اما اذا استغلها الانسان بصورة سلبية وفي سبيل الانحراف والطغيان والعنصرية .والكفر بالنعم والغرور والفساد. فان الله سيسلبهم تلك النعم او يبدلها الى بلاء ومصيبة . وبناء على ذلك فان التغيير يكون من قبلنا دائما. والاّ فان النعم الالهية لاتزول
https://telegram.me/buratha