بقلم : طالب الوحيلي
الكل يعلم ان العراق يعيش زمن الفواجع بسبب ازدواجية المعايير لدى الولايات المتحدة والقوى الدولية الحليفة لها ،ففي الوقت الذي يستنكر جورج بوش الجريمة البشعة لهدم مئذنتي سامراء اللتان هما أهم من برجي نيويورك في ضمير الشعب العراقي ،ويعلن عن مواساته ومساندته لحكومة المالكي ،تتحمل قواته في العراق كل المسؤولية عن تلك الفواجع بحسب التزامها كقوات احتلال مازالت لم تغير صفتها على الرغم من صدور القرارات الدولية التي تحكم وجودها كما ينبغي ذلك في العراق ،فهي لم تغير أي نمط لعلاقتها مع الحكومات العراقية المتعاقبة منذ سقوط النظام البائد ،فضلا عن مطالبات الحكومة العراقية والقوى السياسية المتكررة لتحديد صلاحيات هذه القوات،ووضع أسس لعملها وانفلاتها الغير منضبط في تعاطيها مع كافة الملفات وليس الملف ألامني فحسب،ناهيك عن تدخلها المباشر في قيادة عمليات خطة فرض القانون ،بل ساهمت بشكل كبير في توسيع رقعة الرعب والدمار ان لم نقول بأنها هي الراعية لذلك ،حيث تؤكد الأحداث الميدانية على عدم جدية هذه القوات في قمع القوى الإرهابية بل تحاول الاستعانة بها في (محاربة) القاعدة في محاولة منها لتحييدها لصالح تلك القوات دون النظر الى موقع الفصائل تلك وما تحملته من آثام بحق الشعب العراقي ،كونها السبب والحاضن للقاعدة وللتكفيريين الذين استهدفوا الأمن الوطني وإشعال الحرب الأهلية في البلاد ، ناهيك عن غضها الطرف عن منظمة منافقي خلق وما تفرضه من أجندة إرهابية في محافظة ديالى وتحشيدها لبقايا النظام الصدامي للتآمر على الحكومة العراقية المنتخبة، وسط ذهول كبير من الأطراف السياسية الفاعلة،والجدير ذكره بهذا الصدد ان هذه المنظمة اختارت رئيس جبهة الحوار صالح المطلك رئيسا للمؤتمر السنوي لهذه المنظمة. وقال الإرهابي ثامر الدليمي احد منظمي هذا المؤتمر الطائفي إن نحو 10 آلاف شخص شاركوا في المؤتمر الذي عقد في معسكر أشرف التابع لمنظمة خلق في قضاء الخالص شمال شرق بغداد، وقد جاءوا من ديالى وكركوك وتكريت .
وثامر الدليمي بحسب المعلومات المتوفرة لدى وكالة انباء براثا هو احد ضباط المخابرات الصدامية ويتراس الان رابطة لدعم الإرهابيين من التكفيريين والصداميين ومقرها عمان . كما ان عددا من العسكريين الأمريكيين ـ حسب الوكالة ـ شاركوا في هذا المؤتمر أيضا وكانت المروحيات الأمريكية تحلق في الأجواء ويعتبر هذا المؤتمر تجاوزا على السيادة العراقية . وسبق لمسؤولين حكوميين ان طالبوا بطرد هذه المنظمة الإرهابية من الاراضي العراقية لقيامها بإعمال ارهابية وتوفير الملاذ الامن للتكفيريين والصداميين ،الا ان الجانب الامريكي كان يرفض ذلك بحجة استخدام المنظمة اداة ضد إيران ..
فيما لم نجد أي تأثير دولي للولايات المتحدة على الدول العربية التي تعني العمق الاستراتيجي للخراب والدمار والتآمر ضد الشعب العراقي ،وغبي من لا يعتقد بان الأنظمة العربية مأسورة تماما بيد الولايات المتحدة القطب الأوحد في العالم. وبخجل يعلن البعض استنكاره لهذه الجريمة ،حتى مجلس الأمن الدولي استنكر وأدان ،ولكن يدينون من ؟!! فيما تعلن محافل ال سعود عن فرحها بهذا الحدث الجلل وهي تتوقع ان يمتد رد الفعل ليحرق ما تبقى من غصن سلام في العراق لكي يقف الإعلام العربي المضلل ليتباكى على مساجد هدمت او احرقت ،حتى ولو بسبب حوادث عرضية أي قضاء وقدر ،حيث تقول الأنباء الواردة من السعودية ، ان عددا من علماء الفتنة الذين وقعوا على بيان تكفير الشيعة في العام المنصرم ، قاموا بتبادل التهاني والتبريكات بين بعضهم البعض ومع قواعدهم من المغرر بهم ممن ينتهج نهجهم الضال . وحسب معلومات مصادر مطلعة في المنطقة الشرقية ” العوامية فان شيوخ السوء بن جبرين، و الحربي والعمر تبادلوا هذه التهاني بتفجير ما تبقى من المرقدين المطهرين في سامراء ، وكان موقع نهرين نت اول من اشار الى نوايا بتفجير ما تبقى من المرقدين المطهرين عندما نقلت في تقرير خاص دعوة بن جبرين، لهدم ما تبقى من المرقدين المطهرين في ذكرى التفجير الاول الذي صادف الثاني والعشرين من شهر شباط الماضي . وحسب موظف يعمل في شركة موبايلي السعودية التي يشارك في الإشراف عليها مساهمون متعصبون من الوهابيين ، فان نسبة تبادل الرسائل بين المشتركين ، سجلت ارتفاعا كبيرا قبيل ظهر الأربعاء وحتى وقت العصر ، وقال هذا الموظف الكبير ان نسبة الزيادة بلغت سبعين بالمائة من الرسائل المتبادلة عصر ذلك اليوم ، مقارنة مع الأيام العادية ، وبرر هذا الموظف السبب ، بان هذه الرسائل كانت تتم بين المتعصبين من الوهابيين وتهنئ كل رسالة الآخرين بتفجير المرقدين المطهرين وتعتبره عملا جهاديا وتوحيديا وحربا على الشرك !! يذكر ان الحكومة السعودية هي التي كانت تقف وراء تشجيع مشاعر العداء للشيعة في السعودية والمنطقة العربية وحتى دول جنوب شرق أسيا وغيرها ، والحكومة السعودية هي التي كانت وراء اصدرا حوالي ثمانية وثلاثين مفتيا لديها ، لفتوى ظالمة ضد الشيعة تحرض فيها الآخرين لقتال الشيعة في العراق ، ولم يقدم المسؤولون السعوديون حتى الآن على مطالبة علماء الوهابية بالتراجع عن فتواهم تلك ولو ظاهريا ، ومن هنا فان السعودية تتحمل المسؤولية كاملة عما جرى ويجري في العراق من قتل وسفك للدماء واختطاف وتهجير.
الجريمة مستمرة ومازالت مراقد الأئمة الأطهار والمقامات الدينية لكل الطوائف هدف الوهابية وقوى التكفير وهي بالأصل وليدة عقائد آل سعود ونظامهم ومن يتبعهم ،فيما تقبع تلك الدولة وصويحباتها من دول الخليج تحت ظلال السيد الأمريكي وإسرائيل وحلفائهما ،فماذا يريدون من العراق وهو يدعوهم الى المودة والسلام ،الا ان تعاد فيه المعادلة الطائفية والعنصرية الغابرة..
https://telegram.me/buratha