المقالات

ألتقشف في بناء ألمساجد

1704 17:41:00 2007-06-20

بقلم: محمد علي الاعرجي

احد ينكر ما للمساجد من أهمية عظيمة في نشر تعاليم الإسلام وإشاعة روح الجماعة بين المسلمين ، فهي فضلا عن كونها أماكن للعبادة وتعليم الدين فإنها تلعب دورا رئيسيا في إدارة بعض شؤون الناس الاجتماعية ، فبعد أداء الصلاة أو حضور دعوات العزاء أو المناسبات الدينية ، يشهد المسجد نشاطا اجتماعيا لا يمكن تجاهله فالتعارف والتسامح ومساعدة المحتاجين ومناقشة شؤون المنطقة كل ذلك يحصل على ارض تلك البقعة المقدسة ، وبالتالي فان بيوت الله فاقت كل المؤسسات الاجتماعية والإدارية والثقافية في هذا المجال .ولا ننسى إن اصطحاب الآباء لأبنائهم وهم يقصدون المساجد له الأثر البالغ على النشء الجديد في ترسيخ تلك العادة الحميدة وما لها من مردودات ايجابية وحصانة ضد المحرمات وصحبة السوء .وبما أن تربة العراق أصبحت مثوى الكثير من أنبياء الله وولاته البررة فقد تمتعت بعض مدننا بتلك القدسية والمكانة الشريفة وعلى رأسها مدينة النجف الاشرف بعد أن امتزج ترابها بجسد خير العابدين ويعسوب الدين وأبي السبطين ذلك هو علي ابن أبي طالب (ع) .وبعد بزوغ شمس المرجعية الدينية التي اتخذت من ارض الغري دارا لها وامتداد شعاعها إلى كافة أصقاع الأرض ، أصبحت النجف مقصدا للزائرين وطلاب العلم من كل الجنسيات فظهرت المدارس الدينية وكثرت حلقات الدرس والتفقيه واخذ المتعلمون ينشرون ما تعلموه في بلدانهم ، مما جعل الحاسدون والمنافقون المتسلطون على مقاليد الحكم في العراق يضعون هذه المحافظة ضمن دائرة الضوء ، فانتشرت الأجهزة الأمنية السرية وشنت حملات اعتقال واسعة طالت حتى مراجع الدين وطلبة الحوزة العلمية وتم التضييق على المدارس الدينية وأغلق الكثير منها ولم تكتفي السلطات بذلك بل أصدرت قرارا تعسفيا بتسفير كل من يحمل الجنسية الإيرانية حتى من ولد منهم في العراق بعد تجريدهم من ممتلكاتهم ، وقد أدرج تحت عنوان التسفير الكثير من العوائل العربية انطلاقا من نظرة طائفية ضيقة .وانعكست تلك السياسة الرعناء على المساجد حيث فرض حضرا تاما على إقامة المساجد والحسينيات في النجف ، ويشهد على كلامنا هذا قبة ومنارة مسجد ألشاكري المجاور لكلية الفقه سابقا (قبل أن تلغى وتحول بنايتها إلى نقابة أو منتدى للعمال زمن الطغمة المقبورة) .حيث بقيت الألواح الخشبية (السكلّة) منصوبة حول القبة والمئذنة منذ أن توقف العمل في هذا الجامع في سبعينات القرن الماضي حتى سقوط صنم بغداد عام 2003 !!ودليل آخر هو مرقد الصحابي الجليل كميل ابن زياد ألنخعي الذي بقي على حاله دون إكمال العمل فيه ومنذ السبعينات أيضا ولم تحرك دولة البعث ساكنا في هذا المجال أو تنفق عليه من واردات وزارة الأوقاف التي كانت معظمها من العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء بل إنهم منعوا حتى أهل الخير من المساهمة في إكمال تلك المشاهد وقسم منهم دفعوا حياتهم لذلك !!ومما يؤسف له حقا ، هو قول البعض الآن أن صدام كان في ظلمه عادلا بين العراقيين !!!!!!!!!!!ولو تركنا كل المآسي والمظلومية التي أسبغ بها صدام علينا وانفردنا بموضوع المساجد فسنجد أن هناك تميزا وطائفية واضحة جدا ، فعندما أنشئت منطقة الدور الهندية في النجف بالثمانينات وهي مجمع سكني شبه متكامل ويحوي (800) دار ، كان يخلوا من المسجد بالرغم من احتوائه على الأسواق ومركز للشرطة ومستوصف ومقرا لحزب البعث ، في حين لم يجهل النظام السابق ذلك عندما أقيمت مدينة عانة الجديدة أو المجمع السكني في مدينة الثرثار السياحية !ولعل البعض يرى عكس مانراه منطلقا من قناعة بان صدام ضيّق الخناق على الجميع في هذا المجال ولكنني أمد إصبعي في عينيه التي لم ترى عدد المساجد التي بنيت وتطاول بنائها في المحافظات الموالية لصدام ، وفي إحصائية واحدة لعدد المساجد في مدينة الفلوجة فقط وهي قضاء تابع لمحافظة الانبار نجده يتخطى عدد المساجد في محافظتي النجف وكربلاء وعليكم تصور هذا الظلم والإجحاف ولو اكتفينا بما فعله صدام لكان أهون ولكن المدافعين عنه والمبررين لأفعاله القذرة اشد مرارة وألما على النفس .وقد أقدم النظام ألصدامي بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991م بتدمير معظم المساجد والحسينيات والمدارس والمكتبات الدينية في محافظات الوسط والجنوب ونهب محتوياتها بعد قتل أو اعتقال القائمين عليها وزاد ذلك بان أمر النظام بإغلاق هذه الأماكن وتركها على حالها لمدة قاربت العام ، وتم تعميم هذا الأمر على الروضة الحيدرية في النجف والروضتين الحسينية والعباسية في كربلاء بعد أن تعرضت إلى أضرار بالغة ونهبت محتوياتها أمام أنظار العالم المتحضر والمؤسسات الإسلامية وهيئات الإفتاء التي انتفضت واستنكرت أفعال شرذمة طالبان عندما أقدمت على تدمير تماثيل بوذا في جبال أفغانستان !وبعد كل ذلك يظهر من يقول إن الطائفية أوجدها الاحتلال ولم تكن موجودة في العراق ، ولهؤلاء نقول إذا كان هدم المراقد ومساجد وحسينيات الشيعة وعدم السماح لهم بممارسة عقائدهم ونشر أفكارهم ومصادرة كتبهم ومنع نشرها أو تداولها ليس بطائفية فما هو إذن ، ونحن هنا لسنا نبرئ المحتل فهو السبب الرئيسي لجميع معاناتنا ، ولكن الطائفية كانت موجودة في استمارة المعلومات الأمنية وحظر السفر والحرمان من القيادة العليا في المجالين الإداري والعسكري ومنع الانخراط في كلية القوة الجوية والأركان ومنع التملك في العاصمة بغداد باستثناء( أبناء مدن صلاح الدين وديالى والانبار) ، ومحو ذكر أهل البيت من كافة المناهج الدراسية ، ومن ينكر ذلك فهو كاذب أو منافق وليتبوأ مقعده في النار.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك