عندما تغفا كل ليلة وقلبك يعتصر من الالم لحدث ما ولتالي الليلة الثانية بحدث اكثر ايلاما ً من الذي سبق فاعلم انك عراقي ! ، هكذا غفينا ليلة امس على حدث مفزع اكبر من كونه مؤلم حدث توجب لمن اراد له تفسير ان ياخذ وقت كافي للتفكير فيه .
فلو استعبنا مسألة اهمال ايتام في مؤسسة حكومية من الطبيعي ان يزورها مشرفين على الدوام من وزارات مختلفة مثل وزارة الصحة والمؤسسات الاجتماعية الاخرى لوقفنا عند كون الاطفال عراة وان استوعبنا الامر فلماذا هم مقيدون ؟ هل هم مساجين مثلا؟ وان استوعبنا كل هذا فلماذا يجدون في مخازن هذه الدار مواد غذائية والاطفال يتضورون جوعاً!! وبعيدا عن هذا وذاك لو لم يداهم الامريكان والقوات العراقية المكان لكان الامر بقي سراً !! وهل المكان نائيا لهذا الحد الذي لا يصل له بشر؟ وان كان كذلك فمن يزودهم بالمواد التموينية ؟!!!
كل هذه التساؤلات لابد لها من اجابة عاجلة من المسؤولين فلا يمكن الاكتفاء بالقاء القبض على العاملين هناك لابد لنا من كشف هذه الجريمة ، نعم لا يمكنني ان افسر هذا العمل الا بكونه عمل اجرامي بتنفيذ المسؤولين عن المكان لصالح عصابة او جهة وهذا الذي لابد ان تكشفه التحقيقات لنا .
قرائنا البارحة مقالة للاخ الفاضل احمد الياسري والتي تفوح كاغلب مقالاته بالغيرة والحمية لعراقي غريب الارض قريب القلب لبلده وابناء بلده وليس كالعاملين الذين وجدوا في المكان يتبسون للكاميرا وكأن الامر طبيعي جدا حيث اشار الموقع الذي اسرد الخبر استغرابه من ردة فعلهم العادية هؤلاء الغرباء عن العراق وهم بداخله بل انهم غريبون عن الرحمة والشفقة والانسانية ليتركوا الايتام تصل لهذا الحال .
ولما امتلكت هذه الدار أو المؤسسة حراس وعاملات فلماذا حصل ما حصل الم يستطيعوا ان يتصلوا أو ان يطبخوا الطعام كما شاهدت في الصور من توفر مواد غذائية ممكن ان تسد رمق انسان وان لا يصل لهذه الحالة !! ونعتب هنا على وسائل اعلامنا لماذا نتوجه الى وسائل اعلام خارجية لنحتار معها فلا نعلم في أي موقع المكان ولا أي معلومات تفصيلية فاين تغطيتهم للخبر .
تألمت وانا اقرأ مقالة لعراقي يعيش خارج القطر فعنوان مقالته تفيض بألمه فلقد استوعب كل ما حصل للعراق الا انه لم ينطق هذه الجملة الا بعد هذا الحدث وكان عنوان مقاله I'm ashamed to call myself an Iraqi لقد خجل هذا العراقي من كونه عراقي فهو يقول ضمن مقاله انه يفخر كثيرا بكونه من عراق الحضارات واليوم وبعد هذه الكارثة يشعر بالخجل من الامر ، نتألم ونحن نجد ان الخذلان بدأ ينتشر حتى لمن يعيش بالخارج ولا استطيع ان الومه مطلقاً .
لكن من واجبي نقل صورة عشتها في بغداد تحديداً ، فلا يمكن ان يمر يوم في مكان عملك أو في محل سكانك الا ويـُطرق بابك ولتجد شخصاً يشرح لك ظرف اسرة مهجرة أو أيتام أو ارامل هو يعرفها ليتصدى الجميع لجمع المبالغ ناهيك عن الواجبات التي تـُجمع من اجلها النقود كان تكون عائلة قد استشهد ابنها أو خـُطف وعائلته بحاجة للنقود للبحث عن جثة ولدهم فالغيرة العراقية لم تمت .
ولقد التقيت بمجاميع شبابية تعمل بنسق جيد كالجان شعبية في المناطق مهمتها اعطاء صورة عن المنطقة خاصة الشعبية منها عملهم هو كتابة احصائيات بعدد العوائل المنكوبة والتي تحتاج للمساعدة وبعدها يتوجهون للتجار والى جهات مختصة بالامر لجمع المبالغ وشراء احتياجتهم التي في بعض الاحيان تفيض فياتؤن ويسألونا هل هناك عائلة قريبة لكم لاعالتها واغلبها مواد غذائية ومبالغ وملابس .
ذكرت الامر عندما سمعت مناشدة الاخ الياسري للمساعدة مشكورا واحسست ان هؤلاء الشباب لابد ان يـُلسط عليهم الضوء وعلى دورهم الرائع الذي يكون اروع بتعاون من هم في خارج العراق فهؤلاء على تماس بالواقع ويعملون بتناسق رائع وبتوجيهات من عقلائنا ووجهائنا .
لقد عشت في دائرة رسمية تستقطب موظفين من اغلب مناطق بغداد وسمعت كثير ورأيت اكثر مما يدفعني للاستغراب من ان يصل الامر في هذه الدار لهذا الحد فالعوز المادي هو اخر سبب ليصل بنا لهذه النتيجة المرعبة لابد من خيوط جريمة محاكة ضد هؤلاء الاطفال الذين لو كانوا في الشارع لما وصلوا لهذه النتيجة لكانت يد الرحمة قد احتضنتهم .
وننتظر التحقيقات السريعة في هذه الجريمة التي هزت وجداننا ولما وصلت القضية لتنتشر لكل العالم وليشعر من يسكن في العراق وخارجه انه يخجل من كونه عراقي نطالب وبشدة اقالة المسؤول المباشر عن هذه الدار والتي لا اعلم لاي وزارة تتبع ولا تنتظروا منه ان يقيل ذاته لانه لا يمتلك احساس فلو امتلكه لما وصل الامر لهذه الفجيعة وليمسح رؤوس ايتامنا الامريكان ليحصلوا على الاجر والثواب !!!! . اقيلوا المسيء فورا وليغفر الله لنا سهونا وجهلنا بامر هؤلاء الاطفال حيث صار الزاما للمواطن ان يكون عينا لبلده فأين جيران هذه الدار وابناء المنطقة ؟ مسؤولية الفرد غدت مفتاح لتحسين الحالة التي تتدهور يوما بعد يوم ونسال الله الفرج العاجل لاهل العراق الاغنياء الفقراء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha