المقالات

كنتم خير امة اخرجت للناس، تستنكرون

1445 23:35:00 2007-06-19

( بقلم : علياء الأنصاري )

لا توجد أمة على وجه الارض، كنحن... نجيد فن الاستنكار وعلوم الشجب والبيانات!!

احزابنا وكتلنا السياسية والبرلمانيون ورجال الدين واصحاب الاقلام على اختلاف طوائفهم ومشاربهم واتجاهاتهم، كلهم استنكروا ويستنكرون كل اعتداء آثم على المراقد الدينية الشريفة سواء أكانت للائمة الاطهار او للصحابة او المساجد او الكنائس، فليس عجيبا ان تأتي الاستنكارات تلو الاستنكارات لاستهداف الروضة العسكرية الشريفة في سامراء وقبلها مرقد سيدنا عبد القادر الجيلاني وبعدها مقام الصحابي طلحة في البصرة وما بين هذا وذاك مساجد وكنائس.

ولكن العجيب، ان الانسان الذي هو هدف الانبياء والمصلحين والذي لاجله قامت المساجد والكنائس، ذلك المخلوق المكرم من قبل السماء... يسقط سهوا من حساباتهم جميعا!!

فلم اسمع يوما او ارى، مسؤولا او زعيم حزب او كتلة او وزيرا او حتى من ينوب عنهم يزور مخيما للاجئين او النازحين او المهجرين او المضطهدين او اي اسم تشاؤون وتحبون ان تطلقوه على هذه الشريحة المعذبة التي اخرجت من ديارها بغير حق، وذبح رجالاتها ويُتم اطفالها وباتت بلا معيل وبلا مأوى وهي في وطنها!!

هذه العوائل التي تسكن الان الخيم او البيوت الطينية في ظروف صحية ومعيشية سيئة جدا، اضافة الى الواقع الانساني التي تعيشه من نساء ارامل فقدن الزوج والمعيل، واطفال لا ينتمون الى عالم الطفولة بأي شيء سوى نظرات بريئة حزينة مستفهمة عن السبب في كل ما يحدث من حولها وعن تلك الجريمة التي لا تعرفها ولكنها تدفع ثمنها!

في تلك المجمعات يوجد اطفال يتامى بلا اب ولا ام والبعض حتى فقد الاخوة واصبح وحيدا في عالم مجهول تحاصره علامات الاستفهام واوجاع القهر وسط لامبالاة رهيبة وصمت عجيب!

لا يختلف اثنان من المسلمين ان الكعبة أقدس بناء على وجه الارض بدليل انها توحدهم جميعا في الاتجاه اليها عند الصلاة، ولكن رسول الرحمة والانسانية عليه افضل الصلاة والسلام يقول "حرمة الانسان عند الله اعظم من حرمة الكعبة".

وعندما أحاط الجمع بامير المؤمنين علي ابن ابي طالب ذات يوم من أيام صفين وطالبوه بايقاف القتال لان القرآن على الرماح وهم يخافون عليه ان يسقط على الارض، رفض الفكرة، لان القرآن ليس مجموعة اوراق يخاف عليها ان تسقط أرضا، فلو وافقهم على ما يطلبون ستسقط كل المبادئ والقيم التي لاجلها جاء القرآن، وأصر الجمع آنذاك على ضرورة ايقاف القتال فوافقهم امير المؤمنين على مضض ليأتوه بعد حين نادمين!!

رغم الضبابية التي تحيط بنا من كل جانب، مازلنا قادرين على ان نقرأ التاريخ بوضوح لتمنحنا تلك القراءة فخرا بان أسلافنا أجادوا فن الحياة واستطاعوا ان يحتفظوا بمعالم الانسانية رغم كل الصعاب التي كانت تحيط بهم، ولكن...

كيف سيقرأ اطفالنا تأريخهم؟

والاهم من كل هذا كيف سنغرس في اطفالنا شعورا بالانتماء الى الوطن؟ ذلك الانتماء الذي يؤسس منظومة الافكار والمشاعر ويبرمج سلوكيات الفرد.

من كان يريد الاجابة على هذين السؤالين فليزر احدى مجمعات او مخيمات المهجرين على ارضهم، وان كانت لديه شجاعة فلينظر في عيون الاطفال.

علياء الأنصاري / مديرة منظمة بنت الرافدين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك