بقلم : سامي جواد كاظم
لعل هذه الكلمة هي الاكثر رواجا بين رجال الساسة في العراق من حكومة وبرلمان وقوى اخرى لها تاثير على الساحة العراقية من خلال ما تقوم به من اعمال ارهابية وكما ان لدول الجوار حصة من الاهتمام بهذا المصطلح بل ولها كلمتها الحاضرة في اي محادثات او مناقشات تتم بين الاطراف المعنية بذلك وكما ان جل اهتمام الادارة الامريكية ان تتم صفقة المصالحة وذلك من خلال الزيارات المكوكية التي يقوم بها المسؤولون الامريكين وحتى ان المصالحة تاخذ حيز كبير من محادثات المالكي وبوش عبر اللقاءات التلفزيونية المغلقة ، واليوم بعد مرور تقريبا سنة من اطلاق هذه المبادرة من قبل رئيس الوزراء على الملأ ما هي النتائج والتبعيات التي تحققت واثرت على الساحة العراقية سلبا او ايجابالا اتحدث عن ماآلت اليه المحادثات بخصوص المصالحة الى الان ولكن اود الكلام عن استفهامات ترافق المصالحة والتي غالبا ما يكون الحديث عنها في الشارع العراقيهنا لابد من توضيح امر معين هو ان بنود المصالحة لم تكن من فكر المالكي لوحده بل هنالك اطراف اخرى شاركت في صياغة بنود المصالحة منها شيعية وسنية وكردية بعد عدة جلسات ومداولات بغية وقف العنف في العراق والالتفات الى علاج الجراح التي خلفها النظام السابق احد الاستفهامات هنا هو هل ان السنة في الحكومة هم الجهة الممثلة والناطقة باسم السنة المعتدليين ام المتطرفين ؟! والان ما المقصود بالمصالحة ؟ المصالحة تتم بين طرفين لكل واحد منهما لديه ما يعطي ويستحق ما ياخذ مع بعض التنازلات من كلا الطرفين لبعضهما البعض ومن غير المساس بالمبادئ التي يتمسك بها الطرفين مع شرعيتها ، هنا اود السؤال هل ان الاطراف المتنازعة لم تلتقي مع بعضها البعض لغرض التفاوض او التصالح ولو بطريقة غير مباشرة قبل طرح المبادرة من قبل المالكي ؟ الجواب كلا بل التقت وتشاورت فيما بينها وكان اول وسيط لذلك ايهم السامرائي وزير الكهرباء في حكومة علاوي حيث كلف من قبل الخارجية الامريكية وكان رد الجماعات المسلحة على ذلك انهم يقاتلون الامتداد الصفوي في الجنوب وانهم لم يطلقوا طلقة واحدة على القوات الامريكية مما ابعث هذا الرد السرور والارتياح لدى وزيرة الخارجية الامريكية ، اذن رفض الاحتلال من قبل ما تسمى بالمقاومة هو ناتج من كون لا لإنه محتل للعراق بل لانه السبب عن افرازات ونتائج حصلت على الساحة العراقية منها الانتخابات والدستور ودفة الحكم التي استقرت في احضان الشيعة (الصفوية ) هذا مع عدم استيعابهم ان السنة لا يحكمون العراق الان بعد (1400) سنة من الحكم في العالم الاسلامي هذا ما تطرق اليه شخصية سنية معروفة لدى الشعب العراقي ،فهذا الصنف من المسلحين يستحيل الصلح معهم وحتى انهم اعلنوا في بياناتهم انهم سيزيدون من اعمالهم الارهابية ضد الشعب العراقي حالما اعلن المالكي المبادرة وجاء رد هؤلاء ليس من فراغ بل من ما لديهم من دعم سياسي ومادي من بعض دول الجوار وحتى من القوات الامريكية والذين اصبحوا الامريكان ودول الجوار غالبا ما يتحدثون باسم المسلحين وعلنا في كل الاجتماعات التي تنعقد بخصوص الشأن العراقي .طرف اخر هم البعثيون الذين انتموا الى حزب البعث ولم يرتكبوا اي جرم بحق الشعب العراقي وهذا الطرف لا يمكن المصالحة معهم والسبب ليس فيهم بل في الواقع العراقي فهذه الشريحة بين مطرقتين هدفها واحد الا وهو القتل المطرقة الاولى الصداميون الذين يقتلون كل من كان معهم سابقا ولم يشترك في اعمالهم الاجرامية حاليا والمطرقة الثانية مجموعة من القتلة الذين منحوا انفسهم حق القصاص من البعثيين السابقين بغض النظر عن ما اذا كان مرتكب لجرم ام لا وهؤلاء منحوا الفرصة لاعداء الحكومة العراقية المنتخبة السابقة والحالية بوصفها حكومة طائفية مع اختراع كذبة فرق الموت وبطلها زلماي خليل زادة ( افغاني الاصل وهابي المذهب امريكي الجنسية ) وتنسيبها الى وزير الداخلية سابقا والمالية حاليا فتوافق هذا القتل مع كذبة فرق الموت جعلهم لا يميلون الى المصالحة وهذا هدف تتمناه الادارة الامريكية حيث تعتبره منجز من انجازات سفيرها في العراق انذاك .طرف اخر دخيل على الساحة العراقية اتاح له فرصة الدخول هو السفير بول بريمر بسبب ما اصدر من قرارات خلال فترة حكمه للعراق الا وهي القاعدة المتمثلة بالمقبور سابقا الزرقاوي والذي اغلب اهدافها اي القاعدة تتفق مع الصداميين في قتل الشيعة بالعراق مستندة الى ما افتى به بعض علماء السعودية الوهابية وهذه الشراكة بينهم ان التقت في نقطة فانها تختلف في نقاط وهذا ما حصل في الاونة الاخيرة من اعمال مسلحة فيما بينهم وسيحصل الاكثر لو تم استبدال حكومة المالكي بحكومة اخرى وفق فبركة سياسية خبيثة من قبل دعاتها وهم معروفين على الملآ ، ففي افغانستان عندما انسحب الجيش السوفيتي ادى هذا الانسحاب الى اقتتال شرس بين الجماعات المسلحة السنية للاستفراد بالحكم بعد ما كانوا يقاتلون سوية الاحتلال السوفيتي ومع المعونة الامريكية استطاعت جماعة طالبان ونسيبه ابن لادن من الامساك بدفة الحكم .فان الاقتتال بين الصداميين والتكفيريين يصب في خدمة السياسة الامريكية وذلك لاستخدام الغالب كورقة ضغط على الحكومة العراقية في تنفيذ املاءتها وما تسليح احد الطرفين من قبل القوات الامريكية مؤخرا بحجة مقاتلة القاعدة في العامرية هو خير دليل على ذلك، وهذه صورة طبق الاصل في افغانستان حيث ان القوات الامريكية ابقت على طالبان وابن لادن ليكونا الكفة الموازية لحكومة كرزاي .بعد هذا من هو الطرف الاخر في معادلة المصالحة التي يؤكد عليها كل السادة المسؤولين الامريكين واتباعهم من دول الجوار؟!لنتخيل معا شكل المصالحة بين الحكومة والطرف الاخر وطبيعة الحوار الدائر بينهم كان تقول الحكومة للطرف الاخر ماذا تريد فيجيب اريد السلطة فيقول وان لم اوافق يقول ازداد في القتل .بغير السلطة والغاء الفدرالية لاتوافق الجماعات المسلحة على بنود المصالحةاقول للحكومةلو تمت المصالحة طبقا للشروط الامريكية ودول الجوار فستكون نسخة طبق الاصل من اتفاقيات ( التحكيم ) يوم صفين وسيخلع الشعب بيعته لكم .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha