( بقلم : علي صلاح )
بعد حادث التفجير الأليم لمأذ نتي الإمامين العسكريين (ع) في سامراء واستمرار مسلسل العنف في العراق لابد لنا ان نقف وقفه تامل عما تفعله قوات التحالف والقوات الأمريكية بالاخص في سبيل ايقاف هذا المسلسل الاجرامي باعتبارها المسؤول الاول عن استتباب الامن في البلد ويبدو ان الرئيس (الامريكي ) بوش حاله كحال السيد (المالكي) كلاهما مكبل اليدان من اتخاذ القرارات الحاسمة او انهما يتخذان القرارات ولكن تنفيذها يصطدم بسلسلة من المعوقات المانعة لتجسيدها على ارض الواقع ، فكم من مليارات الدولارات تخصص سنويا للعراق وامنه وكم خطة وضعت لتطهير بؤر الارهاب ولكن دون جدوى .ان المعوقات التي اشرنا اليها انفا تتحكم الجانبين الامريكي والعراقي ويمكن تلخيصها بالنقاط التي ندرجها لاحقا ونعتقد ان تجاوزها شرط اساس للقضاء على الارهاب ومن دون ذلك سيستمر الإرهاب ومن يموله دون رادع وبمأمن من العقاب .1- لعل من ابرز المعوقات التي تحول د ون تطبيع الاوضاع في العراق ولاسيما الوضع الامني هو استشراء الفساد في الجسد الحكومي العراقي والأمريكي وإن بدرجات متفاوتة بين الاثنين ففي العراق ظهرت اولى بوادر الفساد في الأيام الأولى لسقوط الطاغية عندما أغار جمهور غير منضبط واقتحموا دوائر ومؤسسات الدولة لنهب و سرقة محتوياتها بمرأى من القوات الأمريكية ولا سيما في بغداد وكركوك واستغرب العراقيون حينها عندما برر الرئيس الأمريكي ( بوش ) تلك السرقات بأنها تأتي من اناس محرومين ماديا ً لا ينبغي منعهم من ذلك . أما في الجانب الأمريكي فان عمل الحاكم العسكري الأمريكي ( جاي كارنر ) لم يقل فسادا وخطورة من عمل السراق العراقيين ، فهذا الحاكم وما أن وطأت قدماه ارض بغداد حتى بدأ يفضح نفسه بنفسه من خلال الصفقات المالية المشبوهة المخالفة للقانون الأمريكي والتصريحات اللامسؤولة عن مستقبل العراق فأسرعت الإدارة الأمريكية بإنهاء مهمته كي لا يتمادى في غيّه أكثر فأكثر واليوم وبعد مرور أربع سنوات على سقوط الصنم اللعين نرى إن الفساد يمكن لمسه لمس اليد في معظم المرافق العامة التي يشترك العراقيون والأمريكيون في إدارتها والإشراف عليها . ففي الجانب العسكري والأمني يتم شراء ذمم بعض القادة والأمراء العسكريين والأمنيين من قبل الارهابين وهذا ما يعرفه معظم العراقيين فبعض القادة التنفيذيين من العسكريين والأمنيين والمحصنين خلف ستار طائفي غالبا ما يغضون النظر من أفعال الإرهابيين وان وقعت أمام أعينهم أو يلقون القبض على الإرهابي ثم ما يلبث أن يطلق سراحه بعد سويعات أو أيام معدودة ولا ننسى هنا دور القضاء المشبوه في معاونة الإرهابيين والتواطى معهم وكل ذلك مقابل أموال طائلة يتلقونها منهم أو ممن يقف خلفهم من المنظمات والدول ذات الإمكانيات المادية الهائلة والتي تساعد الإرهاب دعما لنشر فكر سلفي متحجر عفى عليه الزمن ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يجد له مكانا في عقول محبي أهل البيت ( ع ) أو حتى في عقول غيرهم من الذين انتبهوا أخيرا لعقم هذا الفكر وقاموا بصحوتهم المباركة . وللدلالة على ما نقول نشير هنا إلى إن قائد قوة حماية حرم العسكريين ( ع ) يوم التفجير كان نفسه قائد منطقة حي العامل في بغداد وكان معروفا بطائفيته ومساعدته للإرهابيين حتى اشتكى الأهالي من سوء أفعاله ويبدو انه عقوبته كان النقل إلى سامراء دون أي إجراء عقابي أخر ، وفي مجال القضاء كلنا شاهدنا أداء رئيس محكمة الأنفال كيف كان يداهن المجرم الطاغية دون أن يخجل من عوائل شهداء العراق حتى ضاق صدور الناس بأدائه وقضائه فكانت عقوبته أن تم تنحيته من رئاسة المحكمة فقط . وفي الجانب الأمريكي ورغم الستار الحديدي المضروب على تحركات وتصرفات القوات العسكرية إلا أننا نسمع بين حين وأخر فضائح فساد هنا وهناك ولعل آخرها فضيحة المؤسسة المسؤولة عن رعاية عوائل العسكريين القتلى والجرحى في العراق . وهناك أيضا أوامر المنع التي تصدر إلى القوات الأمنية العراقية أو إلى قوات صحوة عشائر الانبار بعدم تعقب الإرهابيين في بعض المناطق ، وما جاء على لسان العديد من العسكريين العراقيين وعلى لسان الناطق باسم صحوة عشائر الانبار الشيخ ( علي حاتم ) دليل على تواطئ بعض القادة الأمريكان الميدانيين مع الإرهابيين وما نقل أو إنهاء مهمة القادة العسكريين بين فينة وأخرى إلا دليل على ما نذهب إليه . 2 – عدم الكفاءة أو سوء السريرة لدى البعض من المسؤولين الذين تبؤوا المناصب بمحاصصات طائفية . ففي مجلس النواب هناك العديد من النواب الإرهابيين الداعمين للإرهاب علنا والداعين إلى إسقاط حكومة المالكي والإتيان بحكومة دكتاتورية شبيهة بحكم الطاغية المقبور ولعل من ابرز هؤلاء النواب ، مشعان الجبوري وخلف العليان وصالح المطلق . وأما في الجهاز التنفيذي فهناك الكثير من الوزارات العاجزة عن أداء مهامها بالشكل الذي يمنع الإرهاب من تحقيق أهدافه فأجهزة وزارة الداخلية مثلا عاجزة عن القيام بمهامها بالشكل الصحيح وأجهزة وزارة الدفاع أصبحت بؤرة لتجمع البعثيين ونعتقد إن عدم تسليط الضوء على خفايا ما يجري في هذه الوزارة سيجلب الكثير من الويلات على مستقبل العراق وان كنا لا نتمنى ذلك . وأما على صعيد المحافظين فان الفئوية والحزبية تؤثر كثيرا على أدائها وتمنح الإرهاب فرصة القاط الأنفاس واستغلال الانقسامات بين أجهزة المحافظة . ففي البصرة مثلا نجد الانقسام والتشرذم واضحا بين ما يمثله المحافظ من جهة وبين مجلس المحافظة فالمحافظ وكلما سنحت له الفرصة لإجراء مقابلة تلفزيونية معه فانه يصب جام غضبه على ( إيران ) باعتبارها مصدر الفوضى والإرهاب ولا نعلم مادخل إيران بأحداث البصرة إلا يرى السيد المحافظ دهاقنة الإرهاب القاعدي يتواجدون في معظم دول الخليج العربي ويرسلون الأموال الطائلة لمساعدة الإرهابيين أما سرا أو علانية تحت عنوان مساعدات إنسانية وكم شاحنة مساعدات إماراتية تم ضبطها في العراق وهي تحمل الأسلحة للإرهابيين من أنصار القاعدة .3 – عدم وجود إعلام حكومي مؤثر يوضح لأبناء الشعب العراقي بمختلف طوائفه ومكوناته توجهات الحكومة وسعيها لبسط الأمن وتوفير لقمة العيش لكل أبناء الشعب فالشبكة العراقية للإعلام لازالت ضعيفة ولا تكاد تحبو أبعد من حدود العاصمة لذلك بقي العراقيين مشدودين إلى الإعلام الغير الرسمي أو الخاص . صحيح أن هناك قنوات إعلامية فضائية تحاول ترسيخ روح الاعتدال بين المواطنين مثل قناة الفرات إلا إن هناك بالمقابل المئات من القنوات المغرضة التي تصب الزيت على النار وتسعى جاهدا لإشعال الفتنة الطائفية بين العراقيين فهناك قناة الجزيرة القطرية وهناك قناة الرافدين التابعة للـرقيع ( ضاري ) وكل همها الكذب المفضوح وتشكيك الشخص بنفسه من خلال بث الأخبار الملفقة والبعيدة كل البعد عن الحقيقة مثل هدم ( جامع الربيعي ) في الزيونة في أعقاب هدم منارة العسكريين لغرض تأليب الشيعة على السنة والسنة على الشيعة . كما إن قناة ( الحرة ) الفضائية الأمريكية التي تأسست لغرض نقل الحقيقة إلى المشاهد العربي نراها اليوم وقد انحرفت عن مسارها وباتت تقف في صف واحد مع القنوات التي تشجع على الإرهاب فهذه القناة لأهم لها اليوم سوى بث ونقل الأخبار عن المسؤولين الطائفيين فأما هي تجري مقابلة مع خلف العليان أو محمد الدايني أو تنقل أخبار عن أحاديث صالح المطلق وظافر العاني وهم جميعا أقنعة الإرهاب وشخوصه ناهيك عن القنوات الأخرى التي لا مجال لذكرها لكثرتها . إذن لابد من مصارحة جدية بين السيد المالكي والرئيس ( بوش ) لاطلاع الأخير على معاناة العراقيين والمتسببين لتلك المعاناة فالإدارة الأمريكية ومع تقديرنا لانجازها التاريخي بإسقاط الطاغية إلا إن عليها أن تحزم أمرها وتتخذ الخطوات الجريئة لتطبيع الأوضاع في العراق وحسنا عملت في السابق عندما أبعدت سفيرها الطائفي ( خليل زاد ) من العراق والذي لعب دورا سلبيا في تأجيج بؤر الإرهاب . فالاملاءات السياسية يجب أن تكون متبادلة و للطرفين وليس لطرف واحد فكما إن السيد المالكي قد يكون مخدوعا من بعض معاونيه كذلك الحال بالنسبة للرئيس ( بوش ) لان المال الخليجي يلعب دوره الخبيث في شراء ذمم المسؤولين الامريكين من الصف الثاني أو الثالث وختاما وعلى ذكر السفير الأمريكي فأننا نسأل الحكومة العراقية أين دور السفراء العراقيين في التأثير على سياسات الدول التي هم سفراء فيها بل هل هناك حقا ًسفراء وأجهزة لوزارة الخارجية وممثلين للعراق في دول العالم أم كما نرى إن السيد الوزير وحده يجوب ليلا ونهارا دول العالم وأقطاره وكأنه يحاول تحطيم الرقم القياسي الذي سجله المرحوم ( ياسر عرفات ) في تجواله العالم .
https://telegram.me/buratha