( بقلم : محمود الربيعي )
* اولا : نزول الوحي عليها .* ثانيا : مصحف فاطمة .* ثالثا : منزلة العصمة .* رابعا : دورها التاريخي وتاثيرها في الامة .* اولا : نزول الوحي عليها .ماا لغاية من نزول الوحي على فاطمة الزهراء (ع) .ولمناقشة مسالة نزول الوحي على فاطمة الزهراء عليها السلام فنقول: اولا: ان مسالة نزول الوحي لاتقتصرعلى الرسل والانبياء ونستدل على ذلك بالدليل القراني الذي يشير الى وجود مثل تلك الصلة باشخاص ليسوا بانبياء ورسل بل ولم تقتصر تلك الصلة على الرجال بل حتى مع نساء ايضا.ثانيا : فدليل نزول الوحي على مريم عليها السلام من القران الاية الكريمة" واتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا " شورة مريم –سورة 19 اية 17 فمريم ليست بنبي ( اونبية ) ولابرسول ( او مرسلة ) بل هي ام لرسول ووام لنبي وهو عيسى عليه السلام .ونحن بدورنا نتساءل عن جهة المنع والحرمة في وجود مثل تلك الصلة، اي بين الملائكة، والبشر من غير الانبياء... فالملائكة مخلوقات عابدة، والبشر مخلوق عابد! فما وجه الاعتراض ؟ثالثا : لقد اوحى الله سبحانه وتعالى الى ام موسى عليه السلام وهي امراة ليست بنبي ولاهي برجل" واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم ولاتخافي ولاتحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين" سورة القصص سورة28- اية 7 فما وجه الاعتراض على نزول الوحي على فاطمة الزهراء (ع)؟ وهل هي اقل شانا من مريم وام موسى عليهما وعليهن السلام. فاذا كانت مريم (ع) سيدة لنساء عالمين زمانها، فان السيدة فاطمة (ع) سيدة لنساء عالمين زمانها وغير زمانها، كما ان النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه افضل من عيسى عليه السلام بما فضل الله بعضهم على بعض، رغم انه تعالى لايفرق بين احد منهم باعتبار الجميع دعوا الى التوحيد الا ان مكانتهم تختلف باختلاف الظرف الزماني وتنوع المهمات وسعة حجم كل منها، وانه (ص) صلى بهم ليلة الاسراء والمعراج وكان امامهم .وللملائكة وظائفهم الخاصة بحسب مااوكل الله سبحانه وتعالى بهم ، فمنهم من كانت مهمته لقبض الارواح ومنهم لنزول المطر ومنهم خزنة للنار وخزنة للجنة ومنهم من كانت مهمته الصلة بالرسل والانبياء ومنهم من كانت له وظائف اخرى .ومسالة اتصال الملائكة بالبشر ليست مشروطة بوجود الانبياء والرسل فقد تكون صلتهم قبل ارسال الرسول وقد تكون بعده كما حدث لمريم (ع) .ومن غير المعقول ان اعمال الملائكة تتجمد بوفاة الرسل والانبياء فالكون يتطلب قبائل من الملائكة لتنفيذ اوامر الله سبحانه وتعالى .والمسلمون يتفقون على نزول جبرئيل (ع) وقت ظهور المهدي (ع) بالصيحة واعلان الظهور الى غير ذلك من التفصيلات التي ليس الان محلها من الذكر .
وعلى هذا فاننا لانستبعد عقلا امكان نزول الوحي على فاطمة الزهراء (ع) وتحدثه معها عن حوادث المستقبل .س مالعبرة من ذكر هذه الحوادثج ان العبرة من ذلك هو تسلية لها بعد وفاة ابيها، وتعظيما لقدرها من حيث انها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء اهل الجنة .* ثانيا : مصحف فاطمة .ج ماالغاية من كتابة الامام علي (ع) لمصحفها .هناك شبهة من ان مصحف فاطمة (ع) هو قران اخر وهي فرية ليس لها اصل. لامن طريق السنة المطهرة الشريفة، ولا من طريق ائمتنا اهل البيت (ع) ذلك لانهم اكدوا انه ليس قرانا، وانه يتضمن ذكر لحوادث المستقبل، واخبار الملوك والحكام وغير ذلك مما لايتعلق بالشريعة.وبكتابة حديثها توثقت تلك الصلة بالوحي وحديثها عنه وقد انتشر قسم من هذه الاحاديث عن طريق احاديث الائمة المعصومين عليهم السلام وثبتت بكتب الروايات من طريق مدرسة اهل البيت عليهم السلام.وبذلك فقد اصبحت فاطمة عليها السلام وهي المعصومة مصدرا مهما في تشخيص طبيعة المراحل التاريخية اللاحقة و يؤكد مصداقية تلك الاحاديث الانطباق بين الخبر والحدث، وينبه الى عظم قدرها عند الله جل جلاله... وقد تناقل ائمة اهل البيت المعصومين عليهم السلام تلك الاحاديث باعتبارهم ورثة الرسول( ص ) الشرعيين لتلك العلوم بمقتضى ارادة الله سبحانه وتعالى وبعد ان نفذت تلك االارادة في محكم الكتاب بنزول اية التبليغ من سورة المائدة وتعززت بحديث الغدير المتواتر الذي نص على ان اهل البيت عليهم السلام هم عدل الكتاب وهم الثقل الذي يقيهم من الضلالة وبمعنى اخر توافق كل من الكتاب والسنة المطهرة الشريفة على امامة اهل البيت وعصمتهم .* ثالثا : منزلة العصمة .اولا : تثبيت المنزلة الكبيرة للزهراء عليها السلام من كونها معصومة بالاضافة الى الائمة الثلاثة عشر المعصومين، وقد نص الكتاب الكريم على عصمة الخمسة في اية التطهير" انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا" الاحزاب سورة33 اية33.وهي عندما تمارس دورها الريادي والقيادي فانها تؤكد مقدرتها في التاثير على الامة سواء في حاضر الامة او في مستقبلها وهو ماحدث فعلا، فقد خطبت في المسجد النبوي الشريف في الناس وتحدثت عن حقيقة الايمان وعن دستور الامة لتعبرعن شخصيتها القيادية الفذة المتميزة حيث فاقت بمقالها مقالات الرجال .وارجو من القارئ الكريم مراجعة تلك الخطبة التي وردت في العديد من المصادر ومنها كتاب " فاطمة الزهراء من المهد الى اللحد " للعلامة المرحوم كاظم القزويني .* رابعا : دورها التاريخي وتاثيرها في الامة .ثانيا : ان الزهراء (ع) رغم قصر عمرها وقلة اختلاطها بالناس فانها شخصية متميزة لصلتها بالرسول القائد حامل الرسالة وتفاعلهاالعقائدي معه وبقرينها وابن عمها اخو الرسول وابن عمه الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم افضل الصلاة والسلام لذا فقد استوعبت الرسالة وغذت مفاهيمها العالية في نفس ابنيها الحسن والحسين عليهما السلام امناء الله على وحيه، واثرت تاثيرا كبيرا في الامة وتم ذلك من خلال ادوارها المتنوعة في التوعية السياسية والعقائدية في صفوف هذه الامة وبيان احقية الامام علي (ع) في الخلافة لالكونه زوجها او ابن عمها بل لانه احق بالخلافة وانه وصي رسول الله (ص) .ثالثا " ان الزهراء (ع) هي ام الائمة المعصومين (ع) وهم قادة هذه الامة بنصوص القران الكريم والسنة المطهرة الشريفة ومثل هذه المراة لابد ان يكون لها شان في وسط هذه الامة واقل شان هو اولا : ان تعرف مصير الاحداث التي تمر بها الامة . ثانيا : ان تنقل هذه الحصيلة الى ابناءها حملة الرسالة وهم الائمة والخلفاء من بعد رسول الله (ص) وهم ورثة العلم والامانة لقيادة الناس في امور الدين والدنيا.
https://telegram.me/buratha