ان وضع الشارع العراقي يقرأ من المأسي الشيء الكثير فالامر قد تجاوز السيارات المفخخة وعمليات القتل الجماعية التي تحصل بفعل هذه النيران المشتعلة فلقد تعدى الامر الى القتل العمد بكم لا يمكن السكوت عليه وجرائم لا حصر لها خاصة بعد ان نجحت شخصيات برلمانية مجرمة في الهيمنة على مناطق برمتها ليصبح من السهل عليها التخطيط على منهج اجرامي فالفكر التكفيري والوهابي مستمد من الخارج الا ان اغلب التنفيذ يتم بايادي بعثية عراقية للاسف .
وباتساع دائرة الجرائم وتنوعها الكبير صارت عملية السيطرة عليها من قبل الجهات المسؤولة صعبة جدا رغم ما تبذله من جهود خاصة وهي ذاتها تعاني من اختراقات أمنية داخلية وهذا الامر يبدو جلياً من خلال حصيلة القتلى التي تـُنشر بين فترة واخرى ، ولما كان للمواطن الاثر الكبير في الحد من الاجرام صار من واجبنا ان لا نفكر فقط بكم الارامل والايتام وطرق كفالتهم واعالتهم فالاولى من ذلك هو الحد من الجريمة ذاتها فالجريمة تحدث في شوارعنا وازقتنا ودوائرنا فنحن اقرب لها من أي جهة .
حسن النية غدا في هذا الزمن عيبا كبيراً خاصة ونحن نعيش في واقع صعب يترتب عليه التركيز والمعاينة لكل حدث قريب ام بعيد وعدم الاستهانة باي معلومة أو ملاحظة خاصة لسكنة العاصمة بغداد وحتى بعض المحافظات التي تشتعل فيها الازمات خلال فترات متباعدة .
ومن العاصمة بغداد انقل لكم بعض المشاهدات التي ربما ان دققنا النظر فيها لرأينا ان الارهاب يمر من أمامنا وبعض الاحيان بمساعدتنا !!.ولنبدأ بظاهرة الاختطاف والتي اصبحت من الانتشار لحد ان كل زقاق قد أبـُتلي بالامر ولان غيرة العراقيين وعاطفتهم الجياشة كبيرة تجلعهم يسارعون لمساعدة العائلة المنكوبة بجمع المبلغ اللازم والذي يطلبه الارهابيون لخلاص الفرد ، ومن الواضح ان الهدف نبيل الا انه بشكل وباخر يخدم الارهاب ويموله للقيام بعمليات اخرى وانحدارهم الى الخطف دليل انهم بحاجة للمال .
ولما كان من الصعب اقناع الاسر المنكوبة بعدم الدفع لفلذات اكبادهم على الرغم ان النسبة الاكبر منهم يُقتلون ولايردون الى ذويهم فتصبح النكبة نكبتين صار من واجبنا على اقل تقدير ان لا ندفع لمن نشك في امره .واليكم قصة جاري الشاب المتراقص والموسيقار الكبير والذي تحول في ليلة وضحاها الى شيخ جامع يلقي خطب الجمعة !! وهابي من الطراز الاول مهمتة اجتذاب العقول الصغيرة لدربه المقيت ، واصابع الاتهام تشير الى تورط هذا الجامع بعملية تسببت بذبح 15 شاب موالي في مواجهة اسمعت اركان المنطقة وبعد فترة تم خطف هذا الشيخ الشاب !! بواسطة سيارة صغيرة ومسلحان فقط لتبدأ الزوجة بالاعلان بان قوات فلان ولواء فلان هم وراء العملية !! وبردة فعلها تلك جعلتني اشك بامرها فكان اولى بها ان تـُصدم لا ان تلقي الخطابات من اللحظات الاولى !!.ولان القلوب الطيبة لا تدرك ان طيبتها ستسبب بقتل الموالين فلقد قرر الجيران ان يجمع له مبلغاً استجابة لدموع الوالدة الموالية الطيبة والتي ابتلاها الله بهذا الابن العاق غير ان هذا ليس بسبب كي يـُجمع له 30 الف دولار وتدفع للجهة الطالبة ولا يرجع !!! والادهى والامر سفر الزوجة والاولاد لسوريا بعد فترة قصيرة ورجوعهم بعدها وكل طفل معه موبايل !! .
نعم ربما كان هذا الامر كله قصة مفبركة من الشيخ الذي خشي كشف امره حيث ان عوائل الشباب التي ذُبحت اتهمته تحديداً فلقد راى ان يهرب بطلاً وفوقها مبلغ جيد يدعم به الارهاب وبهذا قد يكون جيراني مشتركين بالارهاب على جهل منهم بينما كان الاجدر مساعدتهم ان استحقوا بمواد عينية كالغذاء والملبس حيث ان الطفل لا ذنب له ان كان والده وهابي .
وبالانتقالة الى موظفي الدولة نرى ان أي معلومة تخرج منهم عن دوائرهم قد تتسبب بمقتل زملائهم وهلاك ذاته بواسطة من اتئتمنه سره ولقد بدات الدوائر تستدرك الامر فلقد اصبح يوم الراتب مجهولا وساعة جلب الراتب مفاجئة كي لا يـُتربص بهم في الطريق بالاضافة الى الموظفين انفسهم فالعديد من فلول البعث لا زالوا قابعبين هناك ينتظرون المعلومات ويثبتونها الى جهات اجرامية لهذا وجب علينا وكما فعلنا في دائرتي بان نطالب بنقل من نشك به وكل تصرفاته مريبة ومخيفة وقفنا سدا منيعا امام مديرنا نطالب بنقل موظف بعد فترة من مراقبته لانه من الصعب رمي الناس جزافاً .
لقد كنت اتوقع يوميا ان يأتي بحزام ناسف الينا فهذا الشاب من سكنة ديالى ويأتي يوميا لبغداد رغم كل الصعاب ورغم وجود فرع للدائرة عندهم وكل موظفينا من ابناء ديالى طلبوا نقل الا هو مصر على البقاء وكلامه غير مترابط دائما ويوم نجده مبتسما نعمل ان راى حادثا اجرامي فهذا مصدر سعادة له !! كثيرا ما رايناه يرقب حديثنا حتى بدأنا نشفر كلامنا اتفاقاً وامثلة هذا الشاب كثيرة في الدوائر لابد من مراقبتها على اقل تقدير فالسكوت عنهم هو دعم للارهاب حقاً فلماذا ننتظر منه ان يقوم بعملية وبعدها لا نلوم الا انفسنا .
وبالانتقالة الى المفاجئة التي لم اكن اتوقعها والتي فتحت امامي باباً جديداً ومخيفاً ارتئيت ان انشره عسى ان يقرائه مسؤول ويسلط الضوء على هذه النقطة البالغة الاهمية وربما يكونون على علم بها فنكون لهم شاكرين ، علمت ان الارهاب قريب مني في مكان عملي والارهاب يجاورني في محل سكناي الا انني لم اتوقع يوما ان يكون بالقرب الذي وصل اليه مني ليتجسد باحد اقربائي !! ، ذلك الشاب المتمكن مادياً والراسب في اعدادية الصناعة رغم ذكائه العالي التقيه في المناسبات متباعدة فوضع بغداد جعلنا لا نلتقي مع احد الا اضطرارا .
بدأ شكي عندما رايت التطور العملي الخرافي الذي وصل اليه فما ان نتقابل حتى تبدأ سيل استئلته العلمية وكنت اجد تخصصه قريب من تخصصي فاخذت الامر على انه حب استطلاع ومعرفة الا ان الامر تعدى ذلك فلقد صار يسال عن قوانين وطرق هندسية المفروض ان تكون بعيدة عنه وبدأ يشرح لي على الانترنيت دوائر الكترونية اندهش بها فكيف لراسب صناعة ان يتطور بهذا الشكل الرهيب وعلى صعيد صناعة برامج (software) وبابداع في مجال (hardware) .
لقد بدأت انا من اساله عن اخر تطورات العلمية بالاضافة الى الانكليزية الرائعة التي يتحدث بها والتي كانت معدمة عنده ، كثرت اسفاره وغموضه وفي لقاء اخير معه لم يعد يسائلني فلقد عبر خط احتياجه لمبادىء هندسية متواضعة .
وقبيل ايام التقيته على شبكة الانترنيت بعد فترة طويلة دامت اكثر من عام على غيبته واقتادنا الحديث والسؤال عن الاهالي الى حوار عقائدي تسبب في ان يغضب جدا متهماً اياي بالغفلة الشديدة عن ما يحصل وليخبرني بالامر الذي صدمني فهذا الشاب يعمل مع الجيش الامريكي منذ اربع سنوات ولا احد يعلم والمشكلة لا تكمن هنا فلقد اخبرني بانه الان ( شيف اكترك ) وعندما اخبرته معنى ذلك قال انه مدير مهندسين !! وان الامريكان يقومون باجراء دورات مكثفة لهم في دول شتى الاردن وسوريا والامارات ولديهم النية باخذهم الى افغانستان !!!!
ولان بقية الحديث طويل اتوقف هنا لسؤال المسؤولين هل لديهم علم بالامر وان استعان الامريكان بكوادر عراقية فلماذا تعمل لهم دورات في افغانستان !! ولماذا تناقشهم بقضايا سياسية كما علمت من هذا الفرح برتبته الجديدة ولا يسال نفسه هل وصل الامريكان من الغباء حدا بتعيين راسب اعدادية ويتركون الالاف المهندسين ان كانت النية هو مجرد عمل ومعونة !!
قال أ مير المؤمنين ع (الوفاء باهل الغدر غدر عند الله والغدر باهل الغدر وفاء عند الله ) وعليه صار واجبنا كبيرا بالبحث والتدقيق وايصال المعلومة وان كنا نخشى الاتصال بوزارة الداخلية لمخاوفنا من ان نقع مع المخترقين ذاتهم لهذا اجد من السهولة الاتصال عبر الانترنيت للابلاغ عن الدور والشخصيات المشبوهة التي تحيطنا حتى لا نكون ساكتين عن الحق وان لا نكون ارهابيين دون ان نعلم ونكون نحن من يمدهم بما يشتهون فلقد توغل الارهاب حد كبيرا في حياتنا اليومية .ونسال الله ان يفرج هذه الغمة عن هذه الامة بظهور صاحب الزمان عليه السلام وان يوفق الجهات الامنية والاستخبارتية بعملها ونحن بحاجة لزيادة هذه الجهات واخر دعوانا لهم بالتوفيق والسلامة لابناء الوطن الغالي .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha