في هذه الليلة القدسية ليلة استشهاد بضعة رسول الله الصديّقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام في رواية ثانية , نعيش مصابين فقد تزامن المصاب مع فجيعة سامراء الثانية كما تزامنت الفجيعة الاولى مع وفاة الامام السجاد عليه السلام فلعن الله ظالميهم من الاولين والاخرين .
اليوم نعزي السماوات قبل الارضين بهذا المصاب الجلل ، فالسموات أحق بالزهراء من الارض التي لم يقدر بشرها قيمة لهذا الافق الذي تتضائل أمامه النجوم والكواكب الدرية وكيف لا وهي من تفردت بانها جُعلت في صلب رسول الله ص في السماء عندما عُرج به اليها واثناء ولادتها عليها السلام نزلت نسوة من السماء للقيام بالمهمة وحتى زواجها عليها السلام تم في السماء قبل الارض ، فحق لها عليها السلام ان يكون لقبها الحوراء الانسية وحق للارض ان تنحبها وتبكيها لان هذه الامانة السماوية لاقت اشد المحن على هذا الارض .
شخص الزهراء عليها السلام لايمكن ان يعبر عنه مداد الاقلام مهما سمت وارتفعت فكيف بقلمي الفقير المتواضع ما عساه ان يقول في هكذا مناسبة ليس له الا ان يصلي عند بابكِ سيدتي وان ينحني اجلالا ثم يخط جملة واحدة يـــــا فاطمة اشــفعي لي في الجنة وكافة المؤمنين .
ولان ما من كتاب ومداد كافي لحصر فضائلها وحقها ومنزلتها اقتطفت جانب صغير من حياة الزهراء عليها السلام الا وهو الجانب السياسي لما له من اهمية في يومنا هذا خاصة للمراة المسلمة الموالية .
اختي المؤمنة أين نحن من مواقف الزهراء عليها السلام وغيمة المظلومية تخيم فوقنا كما غطت سماءها عليها السلام بعد غياب رسول الله ص ، ستة اشهر أو أقل هي الفترة التي عاشتها الزهراء ع بعد رسول الله ص الا اننا لو دققننا النظر في هذه الفترة وجدناها قد وضعت عليها السلام فيها أُسس الاسلام وأُسس القضية فأي زوجة طالبت بحق زوجها وأبن عمها كما فعلت وأي أمراة خطبت في القوم مطالبة بحقها سواها عليها السلام وأي ضلع ِ لزوجة عُصر دون زوجها كي لا يُقاد لبيعة مغصوبة واي أم خسرت جنينها بهذه الطريقة الوحشية من ولاة الامر !!.
انها الطاهرة النقية انها البضعة المظلومة انها الاه الابدية انها الصرخة المحمدية انها الثأر المؤجل انها الكوثر انها زوج الصراط المستقيم انها فاطمة الزهراء عليها السلام .انها البتول الطاهرة صاحبة العزاء بابنها المذبوح من القفا ، فكل عزاء يقام بأسم الحسين ع تكون حاضرة فيه عليها السلام تجمع دموع الموالين لتنثرها يوم الحشر فهنيئا للموالين مجالسهم ودموعهم وها نحن اليوم نعيش هذه الايام وسط مواكب العزاء ومجالسه الذي بات عزائين بعد فجيعة سامراء لايسعنا الا ان نسائل الله بمصابها ان يرفع غمتنا ومحنتنا ولو علمنا قيمة واثر هذه المجالس لما توانينا في عقدها وان كنا بمفردنا وان كنا هناك في الدول المثلجة وفي الدول البعيدة حيث يتنشر الموالون في كل بقاع الارض نتيجة للظلم المتوارث بحق محبي الزهراء عليها السلام .
فأقيمي يا اختي المؤمنة واخي المؤمن مجالسكم ولاتظنوا انكم في هذه الليلة بمفردكم تجلسون بوحدتكم في تلك الشقق الضيقة في بلدان لا تسعها الخارطة بعيدا عند اوطانكم واهليكم فان كنتم بمفردكم كل ليلة فهذه الليلة تضيفون الزهراء عليها السلام ان جهرتم بدمعة صادقة وانين طويل وقصيدة تقرئونها بانفسكم وتضربون بكفوفكم تلك الصدور المستعرة من هول المصيبة .
انه يوم الزهراء انه يوم الطلب ويوم السؤال بان يفرج الله عنا كل هم وغم ، لقد تذكرتكن اليوم يا غريبات وانا احضر مجلس تعزية وتمنيت ان تكونن معنا وبكيت نفسي خوفا من ان اعيش هذا الشعور ذات اليوم تذكرتككِ يامن تعيشين في القطب الشمالي يا من احزن عندما تغيب عني تعليقاتك يا ندى ويا فرح ويا ام منتظر ويا ام حازم يامن عرفتكن اسماء وحروف طبعت في قلبي اليوم يوم المراءة المظلومة والابية فناصرن وان كنتن فرادا .
تذكرت مجالس الحسين ع لديار غاب عنها اهلها في اليرموك وحي الجامعة والعدل تلك البيوت العامرة بحب الحسين ع والتي دنسها حفدة الظالمين ، كم احن اليك ايتها الديار في يرموكنا الجريحة ابكي تلك الحدائق والجدران التي كانت تنعى معنا المصيبة الا ان ما لا يعرفه مجرم اليرموك الذي لا احب ذكر اسمه في مقالي بان القصور التي استلبها والتي يظن انه حرم اهلها من اقامة المجالس الحسينية قد استبدلها اهلها بغرف صغيرة وامكنة ضيقة واستضافت المحبين ولتنصب الزهراء عليها السلام عزاءها عندنا فلا افرح الله لكم قلباً شامتا .
اختي الموالية ليس لنا اليوم الا ان نفخر باننا ضلوعٌ معوجة ! ضلوع صاغها الله لتكون قريبة وحامية للقلوب قلوب رجالنا واخواننا وابناءنا وجعلهم من اديم الارض ليتصدوا للحياة ونصان في حياتهم ولنقف بكل اباء ان خسرناهم في سيل الهجمة الشرسة ضد مذهبنا الشريف .
فزهرائنا قدوتنا فاجعلي من عفافها وعزتها وعلمها ومنطقها واباءها وشموخها وعزتها منارا لكي فاليوم لكي فالزهراء عليها السلام هي من استلمت الراية الاعلامية بعد وفاة رسول الله ص في مطالبتها بحقها على الملأ وفي اقامة بيت الاحزان في خطابها كل هذا كان اعلانا لمظلومية اهل البيت عليها السلام ولتستلم الراية من بعدها الحوراء زينب عليها السلام في الطف لتحمي عائلة الحسين ع وفي سبيها عليها السلام وفي ردها على كلام الطاغية كلها دلائل عن ثورة اعلامية لمظلومية الحسين ع .
واليوم يومنا راية الاعلام التي لم ارها مرفرفة كما رايتها مرفرفة بيد العلوية الشهيدة بنت الهدى رحمها الله وهي تشق للمراءة المسلمة طريقا لم يطمره جور الجائرين هذه الراية ارثنا اليوم .
هذه الراية اليوم نترجمها بحجاب رزين وقيم دينية مطبقة في كل بقاع العالم فالهوية الشيعية موحدة وتصريح لدخول قلوب المؤمنين وبعلم لا ينقطع من مناهل اهل البيت ع فقدوتنا ما انفكت عن طلب العلم وما انفكت تعطينا دروس في معنى الزوج في حياة المراءة فلم اسمع مفاخرة اجمل من مفاخرة الزهراء لزوجها وابن عمها علي ابن ابي طالب عليه السلام واي زوجة تخاطب زوجها بهذه الهيبة المحمدية قائلة عندما سالته ان لا يزورها القوم واخبرها انه قد اذن لهم : الدار دارك والأمة امتك في درس لا ابلغ ولا ارقى لكل زوجة مسلمة .
فأي مذهب نبيل ننتمي اليه واي شخوص نوالي اسال الله في هذه الليلة المحمدية الفاطمية الحزينة بمصابها ان يوفقنا بان نكول اهلا بالهوية الشيعية التي ورثناها وان لا نكتفي بهذا الارث بل نصقله لنكتشف معادن ثمينة لا تعادلها كنوز الارض جميعا ونسأل الباري ان يزيل هذه الغمة عن هذه الامة بحضور القائم بالامر ليثأر لضلعي العترة ضلع الزهراء وضلع الحسين عليهما السلام وثأر جديد ثأر قبر والده وجده عليهما السلام .واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الغر الميامين.
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha