بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحفيين العرب
اثر تداعيات استهداف المرقد الطاهر وللمرة الثانية، استطاعت مرجعيتنا المباركة كما هو شأنها بتحديد نيران الفتنة التي اريد بها جر البلاد الى اتون حرب طائفية ومذهبية، فقد الزمت العراقيين بعدم الانجرار الى أعمال ثأرية وانتقامية مما يؤكد انها لازالت وستبقى صمام أمان الشعب العراقي وهي الرقم الاصعب في المعادلة العراقية، فان الحادث الجلل وما يحيط به من إساءة بالغة لكل المسلمين على اختلاف مشاربهم، هو رسالة واضحة المعالم على أن الذين اقترفوا ذلك العمل الاجرامي لا يمثلون أي طرف ولا يردعهم او يحكمهم أي وازع ديني و اخلاقي وانساني، فما حدث طغى على حقيقة ما يحدث على الارض من العمليات الارهابية الصدامية والقاعدية وما لها من دلالات ومعان تخريبية استهدفت مقدسات العراقيين فهي صرحت علناً على لسان ابن جبرين عندما افتى بهدم العتبات المقدسة وازالتها، فدول الجوار دعمت تلك الفتوى المشؤومة بالسكوت عنها، فقد صارت تلك الدول، في معظمها مصانع لانتاج الارهاب والارهابيين وتصديرهم لاشباع غرائزهم المذهبية التي استفاقت بفضل توجهاتها اللامسؤولة في التعاطي مع ملف الجماعات التكفيرية ودعم تنظميات قطاع الرؤوس التي تملأ العالم العربي من العراق شرقا الى دول المغرب غرباً، وتنامي بروز تلك الجماعات البربرية وقيامها بترويع المجتمعات يمكن الاستخلاص من أنه ثمة اعجاب مكتوم لتلك الدول الداعمة له لسلطنة وتسويد القاعدة على الساحة العربية تحت مسميات اسلاموية، فالعلامات الفارقة في مفهوم الثقافات الاستراتيجية، أدت الى سقوط مفهومها التقليدي، الذي كان يرى أن اسرائيل هي مصدر التهديد، حيث اصبحت الدول الداعمة للارهاب القاعدي هي مصدر التهديد الرئيس ليس للمنطقة فقط بل للعالم اجمع،
فمفهوم الثقافة الاستراتيجية وتحولاتها تحتاج دراسات معمقة لبلوغها الذروة في تدفق المفاهيم المنحرفة ومفهومها ازاء التعايش بين الدول، لذا فالتدخلات الاقليمية والمؤامرات التي تواجهها حكومة الوحدة العراقية عملت على اعاقة العملية السياسية، ومحاولات تقويض فرض الامن في المناطق الساخنة، غير ان ما يستوقف المرء اضطراب المواقف التصعيدية العسكرية على الحدود العراقية ومحاولات المساس بالسيادة الوطنية التي تعد خطا أحمر، وما نؤكد عليه هو حل الاشكاليات عبر القنوات الدبلوماسية والحوارات البناءة والتعاون الايجابي، فالعراق ليس بالارض الخصبة للتجاذبات الخارجية ولا ملاذ امن للمنظمات الارهابية أمثال (خلق و PPK ) الارهابيتين اللتين لا يسمح لهما الدستور العراقي ولا لغيرها لتكون منطلقا لخلق الازمات مع دول الجوار، فالحكومة ماضية بمشروع المصالحة الوطنية الذي يعد الانعطافة الحقيقية في تعزيز الامن والاستقرار ويوحد العراقيين بعد ان تكونت قناعات راسخة لكل القوى الوطنية العراقية لمواجهة التحديات الداخلية منها والخارجية للبدء بصفحة البناء والاعمار.
https://telegram.me/buratha