المقالات

إذهبا أنتما وربكما فقاتلا إنا ههنا قاعدون!

2182 07:41:00 2007-06-17

( بقلم : د. حامد العطية )

معذرة يا سادتي لانقطاعنا عن زيارتكم، في السنة الماضية حاصرنا الزمهرير في البيوت، واليوم تمنعنا حمارة القيض عن الحركة، وبيننا وبينكم أنهار، وأهون علينا المشي شهور من عبور نهر واحد، خاصة وأن قطاع الطرق وغيرهم من الأعداء قد هدموا الجسور والقناطر وخرقوا الزوارق، ونحن كما تعرفوننا جيداً مستضعفون لانجد ما نستعين به عليهم سوى الدعاء، وكانوا من قبل يقتلون أبنائنا في الحروب العبثية والمقابر الجماعية والسجون ويستحيون نسائنا للخدمة في البيوت والإدارات البيروقراطية والحقول، والفضل للعناية الآلهية التي أنقذتنا من آل فرعون العصر وفلقت بحر الظلم ببركة ودعاء أولياءه لتعبر بنا إلى بر النجاة، والحمد لله الذي أهلك الطاغية الفرعوني، من دون أن نحرك ساكناً،لأننا تعودنا على الهدوء وضبط النفس وكتم الأنفاس تأسياً بأصحاب الكهف، والذي أهلك فرعون هذا الزمان قادر سبحانه وتعالى على قطع دابر كل أعدائنا، وما علينا سوى الدعاء والانتظار، ولو ألف سنة أخرى مما نعد فهي لا تساوي أكثر من يوم واحد عند الله، وما الألف وأربعمائة سنة الماضية من القهر والعذاب سوى يوم ونهار.

لقد صنع السامري القادم من وراء البحار من ذهبنا الأسود عجلاً، وافتتن به الكثيرون من أهلنا، وصاروا يتنافسون على استرضاء السامري بالتعبد في محراب شركاته النفطية المقدسة والتقرب من خدام سدنتها من البدو، وقد نسى هؤلاء بأن خوار العجل هواء نتن يدخل من دبره ويخرج من فمه، ولو قتلوا انفسهم لكان خيراً لهم عند بارئهم من عبادتهم العجل النفطي، وها أنتم ترون يا سادتي بأننا محاصرون تماماً، ما بين فتنة السامري المضللة وبقية الفراعنة من السامرائيين وأشباههم الذين يريدون أن نعود في ملتهم لنعبد فرعوناً جديداً، وهم كدأب أسلافهم الفرعونيين يقتلون أبنائنا ويهتكون أعراضنا.

نحن لا نريد أن نرى الله جهرة، ولو أمرنا سبحانه وتعالى بذبح بقرة فلن نسأله ماهي ولا ما لونها، وحتى لا تتشابه البقر علينا سنذبح كل قطعاننا من البقر والغنم، ولن يكفينا انبجاس إثنتى عشرة عيناً لأن أقوامنا وقبائلنا وأحزابنا وحركاتنا تعد بالألاف، ولكننا نتوسل إلى الله بحقكم أن يمن علينا بنهرين آخرين حتى يكون لكل طائفة نهران خاصان بها، ونعاهد الله بأننا لن نطعمهما ولن نغترف منهما ولا حتى غرفة بأيدينا لأننا تعودنا على المياه النقية المعبئة في القناني بعد أن سأمنا وسقمنا من شرب مياه الأنهر الممزوجة بدماء جثث أخواننا مقطوعة الرؤوس، ولكننا بحاجة لطعام واحد، وسنصبر عليه ولو كان دخناً، ولن ندعوا لأن يخرج لنا ربكم مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، لأننا لا نميز بين الذين هو أدنى والذي هو خير، ولا نريد أن نهبط مصراً فقد امتلأت كل أمصار الدنيا في شرقها وغربها وشمالها وجنوبها بالملايين منا، وهم كدأب ياجوج وماجوج من كل حدب ينسلون.

نكتب لكم من جوار باب الحوائج وورثة قاتله هارون العباسي يحيطون بنا من كل صوب، لنتوسل بحقكم وشفاعتكم إلى الله ليغفرلنا تقصيرنا في حقكم، ونحن أول من يقر بذلك، فبعد أن أمدنا الله ببركة دعائكم بأموال وبنين وجعلنا أكثر نفيراً كان واجباً علينا أن ندخل الأرض التي كتب الله لنا ولكننا تعذرنا بأن فيها قوماً جبارين، ولن ندخلها حتى يخرجوا منها، وقلنا اذهبا أنتما وربكما فقاتلا إنا ههنا قاعدون، لذا كتبت علينا الذلة والمسكنة، وأشد من نخشاه أن يعذبنا الله بالتيه أربعين سنة أخرى بعد حوالي أربعين سنة من التيه البعثي، وإن كان لا مرد لقضائه فأملنا أن يظللنا بالغمام لأن أشعة شمس هذا الزمان مهلكة وسنحتاج إلى كميات كبيرة جداً من المن والسلوى، وفي الختام السلام على الإمامين العسكريين المدفونين في القرية التي لا تسر غير الكفار والنواصب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
منتظر
2007-06-17
ان هذا الحزن الذي يعتصر قلب كل مسلم شريف فائمه الهدى هم ائمه المسلمين وهذا الاعتداء خلف في القلب جرحا ثان نازف اضافه الى ألاف الجروح ولكننا لا عن ضعف ساكتين لا والله فلولا امر المرجعيه لزلزت الارض ومن عليها ولكنا مثل اصحاب الحسين عليهم السلام لا كمثل اصحاب موسى عليه السلام وليس الامس ببعيد فاربعينيت سيد الشهداء عليه السلام خير دليل فقد زحفت الملايين رغم انوف خوارج العصر وسحقت هامتهم الفارغه ملبيه النداء لبيك ياحسين وان شاء الله ستخرج ملبيه لبيكم ياعسكريين في القريب رغم على اصحاب العقول المتحجره
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك