( بقلم : حسين الخزعلي )
يكرر الساسة الامريكان –سواءا الديمقراطيين في الكونغرس او الجمهورين في الحكومة- الطلب وبالحاح من الحكومة العراقية التسريع في تحقيق تقدم في المصالحة الوطنية متهمين اياها بالتلكؤ في احراز تقدم في هذا المضمار ودائما نرصد تصريحات توحي بانهم يشعرون بخيبة امل تجاه ذلك البطء .
بالنسبة لي اسمع كثيرا عن تلك المصالحة وبودي ان يبين لي احدهم تعريفا دقيقا واضحا للمصالحة الوطنية , مع من يطلب من الحكومة الوطنية ان تتصالح؟ هل مع السنه العرب! وهل ان السنه العرب (زعلانيين)لكونهم غير ممثلين في الحكومة ! وان رئيس مجلس النواب ليس منهم ! ولانائب رئيس الجمهورية منهم! ولانائب رئيس الوزراء منهم! ام انهم غير ممثلين في مجلس النواب! وليس لديهم 7وزارات! ياترى مع من تتصالح ؟ البعض يقول ان المصالحة يجب ان تتم مع الفصائل التي تحمل السلاح بوجة المحتل, ولنا ان نقول ان مشكلة هؤلاء هي مع المحتل وليس مع الحكومة , ولو كانت مع الحكومة فما سببها ياترى؟ وان كانت تلك الفصائل هي الممثل الشرعي للسنه العرب فمن هم اولئك الساسة المشتركين في الحكومة الحالية اذن؟ والبعض الاخر يقول ان تلك الفصائل المسلحة لاتعترف بالعملية السياسية ولابنتائجها جملة وتفصيلا وتقاتل الحكومة والامريكان على حد سواء وتستهدف الجندي العراقي كونه يمثل تلك الحكومة كما تستهددف الامريكي المحتل ومطلب تلك الفصائل هو نسف العملية السياسية برمتها والعودة الى المربع الاول , والجواب على هؤلاء واضح وهو ان الحكومة الحالية ذات اساس جماهيري وديمقراطي وجاءت بعد عملية انتخاب نزيه شهدت بها اكبر المؤسسات العالمية والاقليمية والتي راقبت الانتخابات عن كثب ودستور دائم صوت له 80% من الشعب العراقي فأذن هي حكومة وحدة وطنية منتخبة وشرعية والعودة الى المربع الاول هو ضرب من ضروب المستحيل فلا يمكن الغاء 80% من الشعب لاجل عيون فصائل مسلحة كانت في القريب تذبح الشعب العراقي تنفيذا لاوامر اكبر دكتاتور عرفته البشرية .
وانا اقول لنكن واضحين اكثر فالمشكلة هي ليست عراقية وطنية ليتم حلها داخليا. ان المرتزقة المستوردين من الخارج والداخليين من ايتام صدام هم ليسوا من الوطنيين والوطنية منهم براء فالارهاب ببساطة مستورد وعملية تنشيطه تتم على ايدي شرذمة من مجرمي البعث الصدامي المقيت. ينبغي للساسة الامريكان ان يتمتعوا بضمير سياسي اذا صح التعبير وان يعترفوا بأن المشكلة ليست من العراقيين , وانما من فشل جهودهم السياسية والعسكرية في ردع دول الجوار ومنعها من التدخل في الشأن العراقي فلا المفاوضات وصلت الى نتيجة ولا القوات الامريكية نجحت في حماية الحدود العراقية من تسلل التكفيرين والمتفجرين.
ان العراقيين حكومة وشعبا ماضين في عكس الصورة الوطنية يوميا من خلال المؤتمرات والتحالفات بين ابناء العشائر والحكومة, ولقد ابدت القبائل العراقية استعدادها لمطاردة الارهاب ان وجد في مناطقها وماالتطور الملحوظ في الملف الامني الاثمرة من ثمار هذا التحالف بين المواطن وحكومته. على الامريكان ان يعترفوا قبل غيرهم بأن العراق تصدى وبكل بسالة لكافة المؤامرات الهادفة لخلق الفتنه الطائفية وهذا العمل لايزاوده عليه احد ولم يكن لامريكا او لغيرها اي فضل بذلك فالعراقي اكبر من تفتته هكذا فتن,وعلى الامريكان ايضا ان يقروا بأن المصالحة يجب ان تتم اقليميا فيما بينهم وبين من تخاصم من دول الجوار وليس عراقيا ويكفيها مطالبة الحكومة العراقية بشئ لاوجود له ولاموضوع فالمصالحة العراقية متحققة فعلا وجيران العراق هم سبب مصائب العراق.
حسين الخزعلي
https://telegram.me/buratha