( بقلم : ناهدة التميمي )
عجيب امر هؤلاء القوم اما ملوا من الصبر .. الم يمل الصبر منهم .. منذ الف واربعمائة عام وهم ينكل بهم .. ويقتلون ويذبحون على مذابح الطغاة والفجرة لالشيء الا لانهم ناصروا دين محمد وانتصروا لال بيته ضد من بغلى وطغى وتجاوز على حرماتهم ووصية الرسول فيهم .. بدأت رحلتهم مع الصبر منذ السقيفة عندما تآمر القوم والتفوا على احقية امام المتقين بالولاية لتتلوها فاجعة كربلاء ونحر امامهم وسبي بنات رسول الله واخذهن اسيرات الى مضارب يزيد في دمشق ليمتع نظره برؤية حفيدات الرسول اسارى ولم يعد لهن وال ولاجال يذود عنهن ويرد عنهن هذا الموقف العصيب الذي لايليق بحفيدات ااشرف الخلق وسيدات العرب وسيدات الدنيا باجمعها.. بعدها تناولهم الامويون باشد انواع التعذيب والتنكيل والقتل والزج بالحروب العبثية لابادتهم واشغالهم عن ملك بني امية القائم على الباطل .. ولاادل على نوع وشدة العذاب الذي لاقوه في هذه الفترة من ان الحجاج كان واليهم ... وما ان زال ملك الامويين حتى استبشروا خيرا بتغير حالهم وتحسن احوالهم ولكن بني العباس لم يمهلوهم فقد ساموهم من العذاب مالم يرد على بشر او يخطر على بال.. فقد كانوا يقتلون ويصلبون على الشبهة والوشاية بحب ال بيت رسول الله او ذكر الامام علي كرم الله وجهه او الحسنين بخير حتى يقال ان حميد بن قحطبة احد قواد المنصور كان قد بنى حائطا من جماجم الشيعة وكان لديه خزائن مليئة بجماجم الشيعة وكلما احب طاغية ذلك الزمان ان يسري عن نفسه ويرفه عنها , جاء اليه ليفتح له هذه الخزائن فتتدحرج منها الجماجم ليشعر بالارتياح والنشوة والنصر .ولم يكن زمن العثمانيين باحسن من سابقيه حيث اضطهد الشيعة في زمنهم وهمشوا وقمعوا وحرموا من الوظائف والرتب العسكرية العالية وضيق عليهم في طقوسهم وزجوا بالسجون الى ان قامت الدولة العراقية الجديدة على اكتافهم وبتضحياتهم .. ولكن ماذا كانت النتيجة..!! انهم قد لاقوا من العذاب والظلم والقمع والتهميش والفقر والمرض والحرمان ماعادل كل مامضى لتختم بعهد حجاج العصر الجديد صدام بن ابيه حيث لايعرف له اب وحملات الابادة المنظمة والممنهجة للشيعة في زمنه معروفة للقاصي والداني .. وما ان انزاح صدام حتى تنفسوا الصعداء حالمين بفجر امل جديد يعيد لهم بعض كرامتهم التي اهدرت في زمن الطاغية وبعض ثرواتهم التي بددت وبعض العدل الذي جافى مظلوميتهم ولم ينصفهم ابدا .. فما الذي حصل ..؟ انهم ومنذ التغيير ولحد هذه اللحظة يقتلون بلا هوادة او توقف فقد تكالبت عليهم العربان ودول الاسلام والامريكان والبعثيون والوهابيون وكل من وجد في نفسه الكفاءة والرغبة والمقدرة على ذبح الشيعة وابادتهم تناهى الى ذلك ليشنوا عليهم احدث حملات الابادة والموت القسري ..
اليوم الشيعة يذبحون ذبحا بالبلطات والسكاكين وبالمناشير الكهربائية وتقلع عيونهم وتسلخ وجوههم ويشوى صغارهم ويهجر فقرائهم من بيوت الصفيح والتنك الى العراء وتقطع عليهم الطرقات وتنسف في مناطقهم محطات الماء والكهرباء ليعلوا صوت الامويين من جديد قائلا ها قد عدنا وعادت كربلاء من جديد وعاد العطش والجوع القسري عليكم ياشيعة محمد واله .. ولو ان العطش والحرمان لم يفارقهم يوما .. كل هذا والشيعة صابرون .. ومع ذلك فبنوا امية الجدد لم يكتفوا بذلك بل راحوا يدمرون مراقد ائمتهم المعصومين في تحد واضح ومحاولة لاجتثاث اثارهم ..
فالى متى تصبرون على هذا الضيم والحيف والظلم ياشيعة ال بيت محمد (ص) ... هل عجزتم عن تشكيل كتيبة من شبانكم لحماية المراقد بدلا من تركهم صيدا سهلا للارهابيين ليقتلونهم ويفجرونهم في تجمعات اعمالهم.. الا يكفي ياشيعة ماصبرتم لحد هذه اللحظة..؟ الم يحن الوقت بعد لتقولوا قولتكم وتصولوا صولتكم وتدافعوا عن انفسكم ومقدساتكم او اعادة الفقراء الى بيوتهم او تامين الماء والكهرباء او فرص العمل لهم .. لقد بدأ الصبر يشتكي من صبركم.
ناهدة التميمي
https://telegram.me/buratha