( بقلم : طالب الوحيلي )
عضو مجلس النواب او النائب في البرلمان او المشرّع وغيرها من التسميات المتخذة في برلمانات العالم ودساتيره ،كلها تذهب الى معنى واحد الا وهو ممثل الشعب في السلطة التشريعية لدى الدول الديمقراطية التي تؤمن أنظمتها بتعدد السلطات واستقلالها ،وهو نمط قد وجد حقيقته في العهد العراقي الجديد ،بعد عهود من الديكتاتورية وتهميش الشعب ،او الركون التقليدي الى برلمانات او جمعيات وطنية لا وجود لها على صعيد المشاركة الفعالة في قيادة المجتمع الذي كان رازحا تحت استبداد الطاغية الفرد او عشيرته او طائفته او حزبه .لقد عاش المواطن العراقي أجلى حالة انتصار على الذات وعلى الظروف وعلى واقع الاحتلال وعلى تمرد قوى الظلام وبقاياها حين قرر بنفسه انتخاب ممثليه عن بينة وإرادة لا نظير لها ،وقد تمثل ذلك بالانتخابات العامة لمجلس النواب عبر نظام تمثيل دستوري يقرر بان لكل مائة الف مواطن ممثل في البرلمان او مجلس النواب بحسب المادة (49): اولاً :ـ يتكون مجلس النواب من عدد من الاعضاء بنسبة مقعد واحد لكل مائة ألف نسمة من نفوس العراق يمثلون الشعب العراقي بأكمله، يتم انتخابهم بطريق الاقتراع العام السري المباشر، ويراعى تمثيل سائر مكونات الشعب فيه.وهذا النص يدل على القيمة الحقيقية لعضو مجلس النواب وانه ليس مجرد رقم بسيط او انه فرد من المجتمع كغيره ،إنما هو اكبر من ذلك بمائة الف مرة ،وهو فضلا عن ذلك الصوت الذي يرجح صدور القانون او القرار المؤثر اذ يقف صدور امر خطير على صوت واحد بغض النظر عن من يكون وما هو جنسه او موقعه السياسي والحزبي او الطائفي او العرقي ،لذا فقد منحه القانون حصانة لا يمكن تعديها او التجاوز عليها الا بعد صدور قرار قضائي ،حيث لا سلطة تعلو القانون والقضاء ،ومع ذلك ينبغي ان ترفع عنه الحصانة بقرار من ذات المجلس ..
التجربة العراقية قد تعد فريدة من نوعها في هذا المضمار ،فالذي تحامل على فقره وحزنه وخوفه وراح يسابق الآخرين في طبع بصمته الأرجوانية ،كان مثالا رائعا لشعب أراد اختيار حياة جديدة ،وقد عرف ممثلوا الكتل الفائزة مغزى ان يكونوا الأكثرية البرلمانية وأهمية توحدهم مقابل قوى تجرأت كثيرا على قدر الشعب العراقي في التحرر والخلاص من حكم الظالمين ،ليعبث بعضهم كثيرا بحق هذا الشعب متخذا من قبة البرلمان تلك متاريس لقتاله السياسي بعد ان أعلن تمثيله للزمر الإرهابية دون ريب او حياء ،فيما اشّر على عدد من أعضاء بعض الكتل مسؤوليتهم المباشرة على بعض الجرائم الإرهابية ليهرعوا هاربين الى خارج البلاد ينسقون مع خونة شعبنا أساليب التآمر للإجهاز على التجربة السياسية الفتية والتي تسير سير الهوينى في طريق ملؤه المطبات والعراقيل ..
البرلمان ليس ساحة للسجال وإعلان الرفض المطلق لكل شيء ،وقد يعرف رجل القانون أكثر من غيره بان الجلسة منوطة برئيسها ، فوا حسرتاه على برلماننا ان يكون لرئيسه إرهابيون يسرحون في أروقته ويعتدون بكل قسوة على مشرّع عراقي لا يقل حجم من يمثلهم من الشعب عن ذلك الرئيس ،وهم بذلك لا يختلفون عن الإرهابي الذي فجر جسده في بهو المجلس حيث راح ضحيته النائب عن الحوار الوطني محمد حسن عوض ..قد يتحمل الناخب العراقي كل مستويات الإخفاق والتي أهمها على الإطلاق هو عدم إتمام تشريع القوانين التي يقتضيها الدستور العراقي الدائم ،او محاولات تلك الكتل من تمييع حقيقة الإرهاب وتحويله الى المثل الدارج (ضربني وبكى وسبقني واشتكى) لكن ان يساء الى احد ممثلي الشعب من قبل عناصر ذكرنا بعهد صدام وأمنه الخاص فذلك هو البؤس بعينه..
https://telegram.me/buratha