بسم الله الرحمن الرحيم
انطوت أيام ثلاث على مأساة يوم الاربعاء مر علّي اليوم الاول في صدمة وذهول أُعظم أجور المؤمنين ويبادلوني التعزية وليأتي اليوم التالي والذي صادف يوم الخميس حيث اعـُتدت فيه حضور مراسيم دعاء كميل في حضرة محمدية التجئت اليها بعد ان غادرت عاصمتي بالتهجير الطوعي .كنت كل خميس استعد من الصباح لهذه المراسيم الليلية وبعد تأدية صلاة المغرب والعشاء يبدأ القارىء بقراءة هذه المناجاة الرائعة لأمير المؤمنين في أجواء ايمانية رائعة الالاف المؤمنين يناجون ربهم تقابلهم القبة الشريفة يتلألأ نورها في سواد ليل دامس في منظر ينعش القلوب المتعبة والتي تبكي وتصرخ بين ثنايا كلمات الدعاء طلباً للرحمة الالهية .وبعد ان تنتهي مراسيم الدعاء اجد نفسي ادعو الله ان يطيل عمري للاسبوع القادم كي لا أُحرم هذه النعمة وهذه الدمعة الصادقة وهذه الراحة النفسية غير اني لم اذهب هذا الاسبوع خشيت رؤية المأذن والقبة ، خشيت ان يذكر في الدعاء مصيبة سامراء ، خشيت على والدتي ان ترى لحظة انهيار لي ، خشيت ان اتعلق اكثر بهذه الحضرة فتسقط قبتها ذات يوم وليستمر قلبي التعيس بالحياة !.وجاءت الجمعة التي لم اتحمل فيها ان اجلس فخرجت متوجهة الى الحضرة حاملة خبر الفجيعة لابث الشكوى وأنعي المصيبة فعرّجت على قبور المؤمنين لقراءة الفاتحة ولاحسدهم لانهم لم يعيشوا هكذا مصاب مؤلم ثم توجهت الى الحضرة المقدسة ومن بعيد لاحت المأذن المقدسة فتباطئت خطواتي واغرورقت عيناي وضاعت كلماتي وتعازي .توجهت الى المكتبة واخذت كتاب الله متوجهة الى الضريح المقدس لاصل بصعوبة ولاضع الكتاب المقدس بين شباك الضريح وقلبي متوجهة لله بان هذا كتابك وهؤلاء عترتك فبهما استجب دعائي بان تنزل على من فعل هذا الفعل الشنيع العذاب بالدنيا قبل الاخرة وان تسود وجوههم وتفضحهم فان صبرت على كل المصائب فانني لن استطيع تحمل هذه المصيبة وبعد الانتهاء من زيارتي التي نبتُ بها عن كل مشتاق خاصة ممن يسكن في الغربة ساعد الله قلوبهم نحن لدينا من نتوجه لهم ونبكي عندهم اما قلب الغريب فله الله .في العام السابق كتب الله لي زيارة الامام الرضا ع وقد قيل لي بان احضر ثلاث طلبات منه فلا يخيب السلطان ابا الحسن زائرا ابدا وكنت طيلة الطريق المضني اليه افكر ماذا يمكن ان اطلب منه وادونها بدفتري محاولة خزلها في ثلاث طلبات فقط وما ان وصلت ودخلت الى الحضرة التي لم ترى عيني بجمالها شيء تلك النفحة الايمانية و ذلك البناء الدنيوي الرائع التنسيق .تجولت كثيرا في صحونها واروقتها معتمدة على دليل لسعة الروضة الشريفة وكأني أتجول في مدينة متسألة كيف تكون الجنة اذن ؟! كل شيء رائع جدا حيث انني عرفت ان هناك خمسة الالاف مستخدم يخدمون الحضرة المقدسة ليل نهار .وفي لقاء سريع مع انسانة نذرت نفسها لخدمة حضرة الامام الرضا ع تفاجئت بانها تكلمني باللغة الانكليزية مبينة لي انها خريجة جامعية وتتكلم اربع لغات خدمة للزوار ناهيك عن الاجهزة الكهربائية التي تستخدم في التنظيف والتي ذهلت عند رؤيتها وطريقة الاستعداد العالي في هذه الحضرة المقدسة لغريب الغرباء والذي تتفرد حضرته بخاصية انك لا تستطيع ان تصل الى شباك الضريح بسهولة وخلال ال 24 ساعة !!فزوار الامام الرضا لا ينقطعون عنه طيلة السنة وطيلة الايام والساعات وهذا نصر الله للامام الرضا ع فهو سلطان خراسان الان ولا اثر لهارون اللارشيد ولا للمأمون ذلك الخائن وبعد جهد جهيد استطعت الوصول الى الضريح المقدس لتتاطير جميع طلباتي فلقد بكيت امير المؤمنين وحضرته المتواضعة وبكيت على سامراء الجريحة واعتذرت من الامام الرضا ع فاني غير مستكثرة لما هو فيه لكني اشكو اليه ما حصل بقبة حفيده وحفيد ابنه وانتصار المتوكل والمستعصم والمعتصم في سامراء ولتكون طلبتي الوحيدة هي ذاتها التي طلبتها بالامس وفعلا جاء نبأ مقتل المجرم الزرقاوي غير اني اليوم ادركت ان هناك الاف زرقاوي وحاقد على اهل البيت ع .مما يدعونا بان نطالب ببناء المرقد المقدس بابهى حلة وارقى طراز مستعينين بخبرة الجارة ايران في هذا المجال ولاننا جـُرحنا مرتين فمن غير الممكن ان يلومنا لائم في أي اختيار نختاره فلا داعي من الخشية بوصفنا صفويين فنحن صفوويون وان لم ننتمي !!!!! فلا يخفى على القاصي والدان بان جميع المراقد المقدسة في العراق بنيت بمساعدتهم ان لم تكن على ايديهم المحبة لاهل البيت ع واخرها ضريح الامام الكاظم ع والذي صنعوه منذ عقدين مضت و بسبب الحرب وسوء العلاقة مع الحكم الطاغي بقي هذا الضريح حتى السقوط ليأتي بموكب مهيب لمدينة الكاظمية ولينصب على ايديهم والتي هي ايدي عراقية طردت بلا ذنب ذات يوم ، تلك الايادي التي ربما لا يعرف الكثيرين انهم قد تحدشوا بالمئات عند تفجير القبة المقدسة وكثير منهم عراقيين هربوا في ايام الانتفاضة ومحبين اهل البيت من الايرانيين حيث تحدشوا عند الحدود لتقف القوات الامريكة مانعة دخولهم رغم انهم اعلنوا مسؤوليتهم عن هذا الدخول لبناء المرقد الشريف هؤلاء القوم لديهم من العقيدة ما يكفي لعدم التراجع فكما نبه الشيخ جلال الدين الصغير من انه يجب ضمان الشركة التي يتعاقد معها خشية الهروب من بطش الارهاب .وان تباكى من اعتدنا سماع عويلهم بان ايران عدو لدود ولنسألهم الم تكن مصر والاردن وسوريا والسعودية عدو لدود عندما وقفت مع امريكا ضد الشعب العراقي في حرب الخليج لماذا يتم سماحها ولا تسامح دولة ردت اعتداء عن نفسها ولم تناصر كافراً!! اليوم هو يومنا ان لم نستغله بالشكل الصحيح ضاعت الفرصة ولنرتدي رداء الذلة ثانية فاهمية المرقد الشريف لا تقل عن جسر الصرافية الذي حشدت له المبالغ وان كان المشكلة في التكلفة فنحن ابناء العراق نتبنى ذلك عن رحابة صدر واتشرف بان اتبرع بالبسيط الذي امتلك من حلي لامامي وسيدي ومولاي ع بالاضافة الى ان ايران ومن خلال زيارتي لها العام الماضي توجهت الى اعلانات في الشوارع لجمع المبالغ لبناء المرقد ولا اعلم ان كانت حكومتنا قد بـُلغت بالامر ام لا ولماذا تأخرنا عام في البناء ؟!! توكلي على الله يا حكومتنا في قرار مصيري فاحترام راي المقابل والخوف على مشاعره لا جدوى منه فسيظلون يصرخون نحن مهمشون فدعيهم على الهامش الذي اختاروه بانفسهم وكلنا معك نقف وان تطلب الامر ان نسكن في سامراء على الخطر سيتبرع الالاف للسكن هناك فلم نعد نخاف شيئا بعد فقدان الابناء والاحبة والدور وبعد ان صارت الهجرة والقتل امر معتاداً لنا نحن شيعة امير المؤمنين .وقري عيني وعيون المؤمنين بحضرة محمدية مهيبة ادعو الله ان يطيل عمري لاصلي فيها ركعتين شكرا وحمدا وافرحي قلبي الحزين وعيوني التي تخجل حتى ان تحدق في التربة الحسينية التي تلامس جبيني في صلاتي فحتى هذه التربة تعتب علينا وتان من الالام .انصري الامام علي الهادي والامام الحسن العسكري عليهما السلام فهذا اقل اعتذار منا لامام زماننا ع على هذه الاستكانة انصري شيعة امير المؤمنين فلا تخسيرهم لتربحي المهمش واعانك الله يا حكومتنا وأنار الله بصرك وبصيرتك بنورالايمان ووجهك لكل خير انه سميع الدعاء واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha