المقالات

اللهم اجعلنا من المظلومين .... والنتيجة اننا ظالمين لأنفسنا

2357 16:45:00 2007-06-14

( بقلم : ناصر الفرطوسي )

دعاء لامير المؤمنين عليه السلام , اخذناه واصبح لنا شعاراً نردده كلما مرت السيوف على رقابنا واشتدت الكوارث علينا , تبنينا هذه المقولة الرائعة واكثرنا لها لايعلم مغزاها , حتى صار احدنا اذا ماأصيب بظلم من الاخرين صار سعيداُ كونه تمسك بهذه المقولة . بل السعادة كل السعادة ونحن نبحث عن ظالمُ لنا .... لم يقلها امير المؤمنين (ع) وهو ينتظر الظلم من الاخرين , الا نحن نصبح ونمسي نشرب من المعنى الظاهري لها بل تربينا عليها , وعدونا في الوقت نفسه يزداد قوة وصرامة وهو يصبُ علينا انواع المظالم مع علمه المسبق اننا سوف نسعد بالظلم ونبحث عن ثواب المظلوم عند الله سبحانه وتعالى , وتناسينا ان الله تبارك وتعالى لايرضى ان يكون العبد ظالما لنفسه وهو يتلذذ بظلم الاخرين له ولايملك الموقف لردع الظلم عنه وان يتسلح بالقوة والايمان وان لايسمح ان يبين للآخرين سعادته بالمظلومية ..ماصار اليوم من تفجير البقية الباقية للحضرة العسكرية المقدسة ماهي الا نتيجة متوقعة لسكوتنا عن الظلامة التي سبقتها من التفجير الأول .ماذا كانت ردت فعلتنا اتجاه التفجير الاول غير التظاهرات البسيطة والمخجلة هنا وهناك , او الاستنكار والشجب وهذا اضعف الايمان ... لانطالب ان تكون ردود الفعل هي القتل او التهديم والتفجير ... بل ماذا فعلنا وماذا استفدنا من الدرس الاول لتفجير العسكريين ..وما حدث بعد التفجير الاول من قتل وذبح وتهديم لكل مقدساتنا ومساجدنا اكثر من قبل التفجير .. وهذا سببه سكوتنا وعدم صحة ردود افعالنا ... وعندما نتكلم ونحن في ردت فعلنا تلجم افواهنا ويقولون لنا لا تخربوا الوحدة الوطنيه ... اين هي الوحدة متى اعترف بها الاخرين حتى نكون الداعين لها ... فلم يبقى شيء يذكر لم يصبنا , كثر القتل علينا , زاد الاعداء شراسة وهم ينظرون الى الاكثرية ساكته راضية بالظلم الذي وقع عليهم .... ممثلينا في مجلس النواب يجالسون رؤوس الارهاب وقادة التكفير والذبح , يوزعون القبلات لهم عند اللقاء في صباح اليوم الجديد , يتقاسمون التحيات ... وبالمقابل سيد الارهاب والإرهابيين ينادي باعلى صوته وهو يجمع حوله العربان انقذوا سنة العراق ... ونحن ننادي بالوحدة والمسامحة .. كل يوم نظلم انفسنا بالضعف الذي اصابنا ونحن قادرين فقط على اهلنا واخوتنا , نتقاتل فيما بيننا .. وتغافلنا ان سادة الارهاب بين ظهرانينا .... الاعلام ضعيف لايملك سوى النحيب على كل مصيبة تلم بنا ... وهي كثيرة والحمد لله , اعلامنا اصبح يهيأ البرامج للمصائب اللاحقة حتى صار خبيراُ في مستقبل الظلم الذي سوف يصيبنا . لم نتعلم من عدونا الارهابيين يقتلون ويفجرون فينا ثم يذهبون متباكين الى الاخرين , يدورون في بقاع الارض لحشد التأييد لهم يعرضون الاكاذيب على الاخرين من اجل التعاطف , والنتيجة هي حصولهم على الاموال والمواقف والفتاوي الجاهزة لقتل خصمهم الشيعي .. وامام هذا نحن لانهدد حتى بكلمة هي اننا سوف نقرر الانفصال اذا ما بقيتم في هذا الحال اتجاهنا .... لماذا لم نقولوها ولو كانت كلمة لاتحمل معناها , ماذا ننتظر بعد ؟ هل بقي شيء لدينا كي نساوم عليه وهو بين ايدينا .. نتكلم بالوحدة الوطنية وكانها اصبحت الاستراتيجية الوحيدة والمقدسة لدينا ... هل الوحدة سوف توقف الذبح فينا والقتل والتهجير وضرب المقداسات , فلم يبقى شيء لم ينتهك .تفجير سامراء هذا اليوم لم يكن لولا ضعفنا وتفرقنا واختلاف كلمتنا , كل يوم نظلم انفسنا ونحن نعتقد اننا مظلومين .. بل كل قطرة من دمائنا التي تسيل على ارض العراق هيا لاننا ظلمنا انفسنا ...ماذا لو زحفنا سيرا على الاقدام وقفنا على باب الحكومة كي تحمي المرقد الشريف بعد التفجير الاول ...ماذا لوتظاهرنا في كل يوم للضغط على الحكومة بأن تضرب الارهاب بيد من حديد , وان تطبق قانون مكافحة الارهاب المعطل والموجود على الرف , ماذا لو تحرك سياسينا الذين انتخبناهم كما يتحرك سياسيهم في عواصم العالم , ونحن نملك الصدق والحقيقة لا كما يملكون الكذب والتزوير ويعرضون صور شهدائنا على انها تعود لقتلاهم , هل يعقل هذا نحن اصحاب حق ولانستطيع تبيانه للاخرين .....اليس هذا ظلم للانفسنا .... وصلوا قادة الارهاب الى الكونكرس الامريكي ونحن نخاف اجتياز حدود العراق .... اتوا بعشرات الفتاوي التي تبيح لهم بذبحنا وتهديم مراقدنا ومعهم ملايين الدولارات , ونحن لم ناتي بتوقيع واحد من المتعاطفين معنا , اليس هذا ظلم للانفسنا .ماذا اصابنا , هل نحن واقعين تحت تاثير مخدر ( اللهم اجعلنا من المظلومين ) ا لا تكفي هذه الضربات التي تقع على رؤوسنا حتى نستيقظ من هذا التخدير . ان الغريب في كل هذا ... اننا لم نكن حتى اصحاب ردود افعال , واذا كانت ردت فعلنا فلا نملك سوى التنديد والاستنكار او التظاهر الخجول ونحن الاكثرية ...اين الملايين هل عجزت القوى السياسية لحشد هذه الملايين كي تخرج الى الشوارع ...لماذا ؟ هذه لبنان امامنا كل جهة تتصارع وتتسابق باخراج الملايين المؤيدة لها , كلمة واحدة من قادتهم تكفي لمليء الارض بمؤيديهم .. الا نحن , مصورنا يخجل ان يصور تظاهراتنا من اعلى البنايات حتى لاتخرج عيوب التظاهرة لقلت المتظاهرين ... اليس هذا ظلم للانفسنا .اليوم ماذا سوف تكون ردود افعالنا وهنا لانطلب ردات غير متزنه او عشوائية تسيء للمذهب اهل البيت عليهم السلام واتباعه ... لااعتقد سوف تكون مختلفه عن سابقاتها من ردات فعل وقتيه تذهب مع مرور الايام وننتظر الاتيه وهكذا .ماذا كانت ردت افعال نوابنا هذا اليوم غير الاستنكار ... لماذا لم نسمعهم يطالبون بعقد جلسة سريعة ومفتوحة للبرلمان , ويصرون على تشريع قانون يمنع الانتساب للحركة الوهابية التكفيرية في العراق , وهم يعلمون كل العلم هذه الافعال التي تصدر من الوهابيين التكفيريين ... حتى لو اصر نواب الارهاب في البرلمان العراقي ... لماذا لم يعقدوا جلسة مفتوحة يطالبون من اعضاء البرلمان المتبنين للارهاب ان يدينوا الارهاب الوهابي وافعال القاعدة .... الم يكن هذا ظلم للانفس ... بل راينا اليوم العكس , هو انسحاب وتعليق بعض اعضاء من البرلمان الذين انتخبناهم ونحن بامس الحاجة لهم في مثل هذه الايام عندما تفجرت مأذن الحضرة العسكرية المطهرة ... فمن يدافع عنا اذا انسحب البعض من يرفع صوته امام اعدائنا , اليس هذا ظلم للنفس , اليوم نحن بحاجتهم كوننا في الضراء ولاحاجة لنا لهم عندما نكون في السراء ... اليوم الشعب ينظر اليكم ماذا تفعلون وماذا تطالبون وهو يعتقد انكم ستطالبون بعقد جلسة برلمانية لا ان تعلنوا التعليق والانسحاب نحن بضعف لايحتمل حتى تزيدوا ضعفنا ضعفاُ ... اليس هذا ظلما للنفس ؟ .ظلمنا انفسنا ونحن نعتقد اننا من المظلومين ... سوف نبقى مظلومين وبايدينا قبل ايادي الغير مادمنا متفرقين ومشتتين , لاكلمة توحدنا ولا رأياُ يجمعنا ... سوف نبقى ننتظر الضربات التاليه .. ونحن نردد وبتلذذ يفوق التصور اللهم اجعلنا من المظلومين ... فمتى نكون لامظلومين ولاظالمين ؟؟؟؟؟؟؟؟

عاش العراق واهلــــــــــــــــــــــــــــــه

ناصر الفرطوسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك