المقالات

سامراء... تبكي إمامها

1609 14:19:00 2007-06-14

بقلم المهندس محمد علي الاعرجي

لغاية يوم تفجير المرقد الشريف كان اسم سامراء يعني القباب الذهبية والملوية .. أما اليوم فأنني اعتقد إن صورة المرقد الشريف وهو مهدم تتبادر إلى الفكر وتتراءى أمام الأعين .وسامراء التي اختارها الحاكم العباسي المتوكل وهو ثالث ولد هارون الرشيد عاصمة للسلطة بدلا عن بغداد اشتهرت بموقع متميز على نهر دجلة حيث البساتين الغناء والهواء العليل ، وقد ازدادت شهرتها وذاع صيتها بين المدن بعدما احتضنت ضريحي الإمامين الهادي والعسكري اللذين عاشا فيها ولاقى من المصائب والأذى الكثير على يد مغتصبي الخلافة من بني العباس وأتباعهم ، خصوصا بعد ولادة الإمام المهدي .. ولا نريد أن نخوض في تفاصيل ذلك فقد توضح للقاصي والداني مدى الظلم الذي وقع على أهل البيت وأتباعهم منذ رحيل خاتم الأنبياء والمرسلين حتى الآن .إن البشرية وعلى مر العصور تفتخر برموزها الحضارية سواء كانت انجازات مدنية أو أشخاص خطوا أسمائهم على صفحات التاريخ بماء الذهب وباتت تلك الأسماء لامعة ونافذة كخيوط الشمس ، بل يزداد بريقها كلما حاول الحاسدون حجبها بغربال معتم ، وكذلك كان أهل بيت النبوة مع كل ذلك الإرهاب الذي مورس ضدهم من قتل وتغييب بالسجون ونفي بل وصل الحقد ضدهم إلى حد محو قبورهم وإزالتها من على الثرى ومعاقبة كل من يصل هذه الشواهد بأقسى العقوبات ، واستخدام المنبر المحمدي لسب آل بيته والانتقاص منهم باسم الكتاب والسنة !كل ذلك حدث ويحدث بدرجات وأساليب مختلفة على مر التاريخ الإسلامي وتناوب الحاكمين على السلطة ، وجريمة أهل البيت الوحيدة هي انتسابهم لخاتم الأنبياء وحملهم جوهر الرسالة المحمدية الصادقة التي لو قدر لحامليها أن يقدموها للعالم كما هي لكان وضع المسلمين مغاير تماما لما هم عليه الآن بل لأصبحوا هم قادة البشرية دون منازع ولأصبحت عبارة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) هي المقدمة لكل الدساتير والقوانين الوضعية ، وتكون منهاج عمل لكل شعوب الأرض .. ولست بالمبالغ إن قلت سيكف عند ذاك إبليس عن عمله وسيتراجع عن قوله لرب العزة والجلالة (انظرني إلى يوم يبعثون) فلم تعد عندها أساليبه وحيله تنطلي على أتباع الخط المحمدي الأصيل .ولكن أين ذهب الطلقاء وبني قريظة والنظير والقينوقاع فقد توحدت أفكارهم وأعمالهم على هدف واحد لا غير وهو قطع الطريق أمام حاملي راية الإسلام الحقيقي ومنعهم من تولي أمر المسلمين بأية طريقة والاكتفاء بغطاء الإسلام المسيس وفق أهواء السلطة والذي يجد المبررات والأعذار الجاهزة والفورية لكل أخطاء ونزوات الحاكم .. وهذا الذي حدث فتم اغتصاب الخلافة ومحاربة الصحابة الحقيقيين للرسول وتضييق الخناق عليهم ومنع تدوين الحديث والسنة النبوية الشريفة لحين إكمال تنقيحها وإبعاد كل ما جاء بحق أهل البيت منها ، ولم يكن التبليغ الالاهي ببعيد عن كل ذلك عندما نزل الذكر الحكيم (أفأن مات محمد أو قتل انقلبتم على أعقابكم ...) فقد انقلبوا على أعقابهم ولم يراعوا حرمة لرسول الله ولم يحفظوا أهل بيته الذين وصى بهم الله قبل نبيه .وحتى أبو طالب عم الرسول الكريم لم يسلم من التنكيل والتشويه لشخصيته ولم تراعى أية قرابة أو صلة له مع الرسول وهو الذي تربى الرسول في كنفه بعد وفاة والده وعامله معاملة أبناءه وحماه من غدر المنافقين وآمن بدعوته السمحاء ، وهذا ما أغاظهم فشوهوا كل تلك المواقف لأبي طالب والأغرب أن تؤلف كتب وتجرى بحوث ودراسات عن عدم إسلام أبو طالب وانه مات كافرا فواعجبي أيموت أبو طالب كافرا والزاني بالمحارم يموت مسلما ، ألا ساء مايحكمون .وإذا كان ما اوسس على باطل فهو باطل ، فلماذا الاستمرار بالغي والعزة بالإثم دون الالتفات لمصير الأمة الإسلامية وتشتتها إلى فرق وطوائف مكتفين بان ما حصل كان فلتة وقى الله المسلمين شرها !ومن قال إن المسلمين سلموا من شرها ، والمضحك المبكي أننا لحد الآن وفي عصر المعلوماتية يريد البعض أن يبعدنا عن الخوض في تفاصيل ما حدث خوفا على بيضة الإسلام وهو لازال ممسكا سكينه التي لم ترتوي بعد من دماء أهل البيت ومحبيهم .. بل يفرض علينا تاريخا وإسلاما مشوها كتب بأيدي لم تعرف الإسلام يوما ولم تؤمن بنبوة محمد مطلقا .إن البغضاء والكره لآل البيت وأتباعهم مستمر والى عصرنا الحاضر وقد اشتد ضراوة واتخذ أساليب متعددة خصوصا بعد الانفتاح العالمي على فكر أهل البيت باعتباره خلاصة الرسالة المحمدية الإنسانية التي لا تفرق بين احد وآخر إلا بالتقوى فلا وجود للتمييز العنصري ، وإذا كانت حقوق الإنسان تنتهك وتصادر بالرغم من لائحتها الطويلة والعريضة التي أقرتها الأمم المتحدة أخيرا ، فان الإسلام اقر تلك الحقوق وتبناها بالشكل الذي يحفظ كرامة الإنسان في وقت كانت شريعة الغاب والأعراف الجاهلية هي السائدة ، والآن وبعد ثورة الاتصالات وإيجاد مختلف طرق التواصل السريعة والحديثة بدأت العقول المنغلقة والتائهة والمغيبة تنتبه لهذه الأفكار والعقيدة النيرة وتتلقفها بشغف كالظمآن إلى الماء في حرة الرمضاء .. زادها في ذلك المعجزات القرآنية التي بدأ العلم يتوصل إليها والتي اشاراليها القران الكريم قبل حوالي خمسة عشر قرنا ، وحتى لا يستمر هذا التواصل والانفتاح كان لابد من إيجاد خط مناهض لهذا الفكر ويتقاطع معه ، ولم يكن أفضل من النواصب للقيام بهذا الدور فهم على مر التاريخ الإسلامي كانوا خير معين للحكام الطغاة في إقصاء أهل البيت ومحاربتهم كما إن أفكارهم الغريبة عن الإسلام وقناع السلفية الذي يتخفون وراءه يجد له بين السذج وغير المتعلمين مرتعا خصبا .. ونجد الفكر الخارجي الذي أباح قتل سيد الساجدين علي ابن أبي طالب متجذرا يمد عروشه بين المنافقين والقاسطين والمارقين الذين ناصبوا أهل البيت العداء ، حيث انتبه الحاقدون والناقمون على دين محمد ( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تدخل في ملتهم ) فاحتضنوا هؤلاء ووفروا لهم كل أسباب الدعم والاستمرار فكانوا شوكة في خاصرة الإسلام يستخدمها أعداءه متى أرادوا ، والأحداث المعاصرة خير دليل على كلامنا ، فبعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران وانتشار المد الإسلامي ، توحدت قوى الشرك والضلالة وانتدبت طاغية العراق لشن حرب قذرة ضد إيران وتحت حجج واهية ، وكانت إمكانات الأمة العربية معظمها مسخرة لخدمة الجيش العراقي وأولها النفط الخليجي ، أما السلاح فلم يكن وقتها ممنوعا ولأول مرة في التاريخ تكون الأسلحة الشرقية والغربية متوفرة لدى العراق في حين حرم ذلك على إيران !كما سمح للعراق باستخدام أسلحة الدمار الشامل والصواريخ متوسطة المدى دون أن تعلو أصوات منظمات حقوق الإنسان و البيئة و الأمم المتحدة ، وعندما انتهت الحرب بعد ثماني سنوات دون تحقيق الهدف وهو القضاء على دولة الإسلام ، كان لابد من دخول القوى الكبرى إلى ساحة المعركة وهكذا اندلعت حرب الخليج الأولى والثانية بعد أن مررت مسرحياتها على الشعوب المسكينة وأهدرت ثروات امة بكاملها واستبيح العراق بطريقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا فالقتل اليومي والتهجير وتخريب البنى التحتية ونهب البلاد وإفراغها من كل مقومات قوتها هو أمر مدروس بعناية وتقف وراءه دول وإمكانات مادية هائلة وأولها نفط الخليج والسبب في ذلك كله هو منع وصول الأغلبية العراقية للحكم وحتى لو وصلوا فسيكون ذلك في بلاد فقيرة محطمة مديونة تتقاذفها الأحداث والمصائب كسفينة في بحر هائج ، وبدلا من أن يصبح العراق منبرا لانطلاقة الفكر الإسلامي بعيدا أصبح مثالا سيئا أمام العالم عندما صورنا الإعلام المعادي والعربي بالذات كمجموعة من السراق والقتلة بعدما عملت دول العدوان والضلالة على فتح حدود العراق على مصراعيها أمام جماعات الفكر ألظلامي فأخذت تنهش في جسد العراق المتعب وتنشر الخراب والدمار والقتل في كل مكان فليس هناك خطوط حمراء لدى هذه الجماعات وعلى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ومادام غايتهم محاربة الكفار كما يدعون زورا وبهتانا فلا يهم آن يقتل أبناء العراق ويدمر بلدهم ساعدهم وبرر افتعالهم هذه إعلام عربي ساقط ممول من أنظمة حاكمة متجبرة ومتخلفة تدعي الإسلام ، إضافة إلى ما وفرته لهم شبكة الانترنيت من مواقع متخمة بإعمال القتل والتمثيل بالجثث وانتهاك المحرمات وتحت لافتات إسلامية خطت عليها آيات من الذكر الحكيم ، وبدت هذه المواقع كمسالخ للجثث وبذلك تكون الرسالة المراد إيصالها للآخرين قد وصلت وهي إن الإسلام دين القتل والمحرمات وعندها ستتولد حالة النفور من الإسلام لدى نفوس غير المسلمين فضلا عن الشعوب المسلمة التي ستفكر مليا قبل أن تساهم في وصول الجماعات الإسلامية إلى الحكم بعد أن ساهمت تلك الصور المقيتة والأفعال الشاذة للجماعات الإرهابية في دق إسفين الطائفية والعرقية بين الشعوب إضافة إلى حالة الاستنكار والحيرة التي أصابت الناس وهي ترى إسلام هذه الجماعات يدعوا إلى قتل أهل الذمة واستباحة أموالهم وأعراضهم ويمنع التعليم ويحرم الرياضة والفنون ويدمر شبكات الماء والكهرباء والاتصالات ويريد العودة بالناس إلى حياة الكهوف والحفر بحجة التأسي بالسلف الصالح ! فأي إسلام هذا .. وبربكم ماذا سيقول الآخرون عنا .. ونحن نعلم علم اليقين سماحة الدين الإسلامي ونبذه للعادات والتقاليد البالية ودعوته للتعلم وطلب المعرفة ، فهل هناك شك في اطمئنان القلب والعقل إلى وجود الخالق كلما ارتقى الإنسان سلم العلوم والفقه (إنما يخشى الله من عباده العلماء) .من كل ما تقدم نتوصل إلى حقيقة ما يجري وما يراد لأمة الإسلام فالهجمة شرسة وأخذت عناوين شتى فمرة محاربة الإرهاب وأخرى ملف إيران النووي وقوات اليونفيل لحماية لبنان ومحكمة الحريري وليس أخرا الشرق الأوسط الأمريكي الجديد ، كل ذلك وغيره من يافطات تختفي وراءها أجندات تلك الدول التي استعبدت الشعوب سابقا باسم الاستعمار والنتيجة كانت خرابا وتخلفا تاركة وراءها أنظمة حكم عميلة أتت على ما تبقى وأدخلت بلدانها في متاهات وأزمات وحروب خاسرة أنتجت لنا زعماء وأبطال من ورق ساهموا في ضياع الهوية العربية والإسلامية على حد سواء ويمكن وبنظرة سريعة إلى تاريخنا المعاصر الاستدلال على ما نقول . فمن النكبات وسلب ثروات الأوطان وإعدام الأحرار ومصادرة الحريات وقمع الشعوب بالنار والحديد إلى التمييز الطائفي والعرقي وعدم إفساح المجال لممارسة العقائد والتفقه بأمور الدين وغلق المدارس الدينية التي تبث روح الإيمان والفضيلة والاكتفاء بمدارس الإفتاء الحكومي وإعداد وعاظ السلاطين الذين يبررون أخطاء الحاكم على مقياس حسنتان إذا أصاب وواحدة إذا اخطأ !ولم تسلم الرموز الإسلامية وبالذات مراقد أهل البيت ومواليهم من الهدم والنهب المنظم وان فسح المجال لإحياء بعض المناسبات الدينية فان ذلك يهدف إلى حشد الناس لغرض الدعاء للحاكم بان يحفظه الله ويطيل عمره ويبقى على كرسي الحكم مدى الحياة لان الأمة لم ولن تنجب غيره فهو القائد الضرورة ومحرر الأرض السليبة وصورته ترى ليلا على وجه القمر !والآن وبعد أن من الله على العراق وتخلص من الظلم والظلمات ، وتحقق للأغلبية المقهورة حلم التحرر والحياة ، إلا أن ذلك أغاظ الحاقدين وأبناء المغضوب عليهم والضالين فوجهوا نار حقدهم الأعمى نحو الأبرياء وانتهكوا الحرمات ودمروا البلاد ونهبوا المتاحف والآثار والثروات وأنشئت إمارات إسلامية وظهر أمراء لا يعرفون من الإسلام غير إطالة الشعر واللباس القصير واستخدام الانترنيت ، وكل شيء عندهم حرام سوى النساء والمخدرات التي تجمعهم بها حواضن الحقد والانتقام بعد أن انطلت عليهم أكذوبة الجهاد ودغدغت عقولهم أحلام السلطة التي أضاعوها وهربوا طلبا للنجاة وهذا ديدن الجبناء والانتهازية ، ولان رموزنا الدينية ومراقد الأئمة شامخة كشموخ أصحابها فقد أزعجهم ذلك واطار صوابهم فلم يكن بد من إزالة هذه القمم التي تذكرهم بأمر يفتقدوه ويكشف عوراتهم كما كشف ابن العاص ذلك أمام أسد الله ، وقد خابوا وخسئوا وتناسوا إن هذه البقع الطاهرة هي بيوت الله ومحج الملائكة قبل أن تصبح مثوى لعباد الله الصالحين .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك