المقالات

الانقلاب العربي في العراق .!!

1946 21:43:00 2007-06-11

( بقلم : محمد الوادي )

تناقلت وسائل الاعلام في الايام الاخيرة تصريحات واخبار لمحاولة انقلاب عربي في العراق تعيد الامور الى " نصابها البائس " الذي كان قبل نيسان 2003 . وحقيقة الامر هذه الاخبار لم تكن مفاجأة لغالبية العراقيين الذين يسجلون الكثير من الملاحظات السلبية " والدموية " على الموقف العربي في عراق اليوم . لكن الابرز كان تناول هذه الامور من خلال المسؤولين العراقيين وبشكل صريح وتحذيرات قوية وواضحة لالبس فيها ابتدآ من رئيس الجمهورية الرئيس الطلباني وحتى رئيس الوزراء المالكي , اضافة الى أخرين . مايميز هذا الموقف الجديد هو نقل المواجهة من تحت الطاولة الى سطحها وبشكل علني , خاصة بعد أن توضحت الكثير من الحقائق حول هذه الالتفافات العربية السلبية في العراق . وهنا يضيف العرب مواقف سلبية صارخة الى مواقفهم السابقة اتجاه العراقيين وهم يدفعون الامور باتجاه الخراب والدمار لهذا البلد الذي كتب عليه الموت والقتل وقلة الراحة والامان ومنذ عقود طويلة وكانت بعض الاطراف العربية شريك اساسي وفعال في صنع الموت والدمار العراقي في السابق من خلال دعم عبث ومجازفات صدام . وايضآ من خلال الدعم المادي وحتى اللوجستي بل والسياسي لكثير من الاطراف الارهابية في عراق اليوم . تظن واهمة َ هذه الاطراف العربية أن بامكانها اعادة الامور في العراق الى الوراء . وهذه في حقيقة الامر قراءة متواضعة جدا وفقيرة لواقع الشارع العراقي القديم الجديد على حد سواء . وهي ايضآ حافز عربي اضافي لابتعاد العراقيين حتى المعتدلين منهم عن محيطهم العربي الي تتسم مواقفه بالطائفية المقيته ضد غالبية الشعب العراقي , ومن جانب اخر بعض هذه الاطراف العربية تقف بالضد من التجربة العراقية الجديدة فقط لان سمتها الاساسية هي صناديق الانتخابات والديمقراطية " وعدم توريث الحكم " او النوم على مقعد الحكم حتى يكون الموت هو الفاصل الحكم !! على الطريقة العربية المفضوحة .

أن للعرب في العراق تجربة دموية سابقة . عندما وقفت بكل قوة معظم هذه الدول العربية ضد تجربة الزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم " مؤسس الجمهورية العراقية " منذ عام 1958 وحتى تاريخ سقوط هذه التجربة الوطنية الرائعة عام 1963 . فكانت الاسلحة " القومجية " تهرب من عبد الناصر الى الموصل عن طريق شمال العراق بل وصل الامر الى تهريب اذاعات محلية الى الموصل لغرض محاربة هذا النظام الوطني العراقي . اضافة الى حملة أعلامية كبرى كانت تشارك فيها الدول العظمى و معظم الدول العربية . حيث كانت ساعات طويلة من البث الاذاعي والتلفزيوني أضافة الى الصحف والمجلات والمنشورات تحرض على أسقاط هذا النظام الوطني . وفعلا تم قتل هذا البطل الوطني بطريقة بشعه وبدون محاكمة او ادنى فرصة للدفاع عن نفسه . وعلى أيدي من دعمهم الغرب والعرب على حد سواء معلنيين بذلك وصول القاطرة " البعثية " الاولى على سكة الولايات المتحدة الامريكية والغرب , وايضآ من جانب اخر كان موقف مكمل للطائفية العربية التاريخية في العراق . مع معلومة بسيطة أن الزعيم الوطني قاسم كان من الطائفة السنية . لكنه لم يكن طائفيآ وكان يحب العراق والعراقيين دون تميز طائفي او مذهبي او عرقي . وهذه ميزته الكبرى التي تفرد فيها على كل حكام العراق الاخرين من الطائفة السنية والذين حكموا العراق طيلة قرون طويلة وايضآ خلال تأسيس الدولة العراقية الحديثة قبل حوالي ثمانية عقود " وبدون اي وجه حق او استحقاق قانوني او ديمقراطي " !! حيث ينتمي جميع هولاء الحكام الى الأقلية العربية السنية في العراق والتي تمثل حوالي 18% من تعداد سكان العراق . ومع ذلك وقفت كل الجماهير في الجنوب والوسط العراقي والعاصمة بغداد الى جانب هذا الزعيم الوطني .

ويكفي للمراقب المنصف نظرة بسيطة ومحايدة للوضع العراقي ليرى حجم الكارثة التي ساهم العرب بجدارة وحيوية بصنعها في العراق منذ تاريخ اغتيال تلك التجربة الوطنية عام 1963 وحتى يوم سقوط نظام الصنم 2003 . لكن يبدو ان هذه التجربة المريرة على العراقيين لم تكن تكفي لبعض الاطراف العربية , فعادوت هذه المرة نشاطها تحت مسميات عدة ووجوه مختلفة لاسقاط وفشل التجربة العراقية الجديدة . فبدلا ان يصل المدد والدعم الاقتصادي والمادي العربي للعراقيين . وصل هذه المرة الارهابين والاحزمة الناسفة والسيارات والبهائم المفخخة العربية في شوارع بغداد وفي مراكزهم ومراقدهم المقدسة .

أن العرب لايفهمون ولايستوعبون بان عراقآ جديدآ ولد بعد نيسان عام 2003 . وهو تحول تاريخي ايجابي بكل معنى للكلمة , بغض النظر عن السلبيات الكثيرة التي تحيط بهذه التجربة , لان التحديات الارهابية ايضآ كبيرة وأرث التاريخ العراقي وأرث نظام الصنم ايضآ سلبي و كبير , اضافة وبصراحة اكبر لوجود الاشخاص الغير مناسبين في بعض مفاصل القرار والواجهة السياسية في عراق اليوم وحتى في المعارضة السياسية . لكن كل ذلك لايبخس حق هذه التجربة الديمقراطية والمتفردة في التاريخ العراقي . وسياتي ذلك اليوم الذي تكون كل الامور في نصابها الحقيقي في عراق مزدهر وقوي وديمقراطي وفيدرالي .

واذا أصر العرب على موقفهم هذا السلبي الطائفي و الواهم فسيكونون هم الخاسر الاكبر في العراق الجديد . لان كل مليارات

الدنيا لن تعيد عقارب الساعة الى الوراء في عراق صفته الرئيسية نتائج صناديق الانتخابات هي الحكم . والاحرى والاجدى للعرب ان يدفعوا هذه المليارات كتعويضات للعراقيين على موقفهم التاريخي السلبي والمشارك بكل كوارث العراق . وعلى العرب العمل بنفس المسافة مع كل العراقيين وبشكل واضح وهذا سيكون الضمان الكبير لبقاء العراق في محيطه وبيئته العربية . بعيدا عن الاطراف الاقليمة الاخرى المحيطة به والتي تستغل ضعف وتخبط الدور العربي . لأن الدور العربي الحالي هو مساهمة فعالة في دفع العراق الى الجهة الاخرى . وهذه هي الكارثة الحقيقية . ,

محمد الوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د. العراقي
2007-06-12
و الاهم اظهار القصة الحقيقية للعداء الاميركي لشعبنا من 58 وسنوات الحصار التي فرضوها علينا وتدمير اقتصادنا وترك صدام لسنوات يسرق اموالنا ويقتل شبابنا والان تتحالف مع ايتام صدام ضد العراق. والحقيقة ان حكام هذه الدول هي ادوات فقط لأميركا وإسرائيل وهذا ما اكدته قناة العربية في فضيحة بندر ابن ملجم قاتل الشيعه عندما اجمع الحاضرون على ان هناك اعمال دنيئة لا يستطيع الغرب تنفيذها خوفا من الصحافة ولكن تترك الامر لأمثال هذا الحثالة من حكام وأمراء لتنفيذ الاعمال الواطئة من اجل المال يعني مرتزقة بلباس رسمي
د. العراقي
2007-06-12
احسنت اخي محمد وجزاك الله على كلمة الحق , ارجوكم اخوتي يجب ان نركز على موضوع تاريخ العرب معنا كقطعة كاملة ويجب ان لا نجزأ الاحداث ونتعامل معها بخجل . يجب ان نذكر شعبنا دائما بتميز السعودية والاردن ومصر بالعداء التاريخي لشعبنا والتنكيل بهذا الشعب على طول الخط بالدخول مع تحالفات مع كل من يعادي تطور العراقي واخذ موقعه الحقيقي ومع من يذبحه. وهم يعلمون ان ابن الهور والجبل لو اخذ موقعه الحقيقي لحكم العالم بأخلاقه ومروئته ولتهاوت عروشهم المنخورة بدون جهد وسيحصل قريبا بأذن الله تعالى قولوا آمين
Hussain Alamery
2007-06-11
بربك يا اخ محمد هل ينفع صراخ المغدور اذا ما هاجمته الذئاب, كلا لاءن الذئاب لا تعرف و لا تؤمن بدين و لا اخلاق انها لا تعرف سوى لغة النار وانت ترى ان الحال مع هؤلاء الناس هي نفس الحال.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك