( بقلم : ســالم شكــري )
منــذ أكــثر من ثــلاثة أشهــر ونحــن نعيــش أزمــة خانقــة فــي الطاقــة الكهــربائيــة , وكــانت موجــة الحــر بــداية لهــذه الأزمــة مـع ماهــو معــروف عـن بغــداد من أنهــا العاصمــة الأكــثر إرتفاعــا في درجــات الحــرارة بــين عــواصـم الأرض , وأسبـــاب ذلك الأرتفــاع معــروف ولا مجــال هنــا للخــوض فيـــه , ولقــد سمعنــا من الــوعـود والأعــذار مـا جعـــل الأمــر يبــدو وكأنــه لملمــة لفشــل لا يمكـن التغلــب عليــه , وحــاول المـواطـن بعــد أن فقــد الثقــة نهائيــا بعــودة محمــودة للكهــرباء أن يتجــه للإعتمــاد على نفســه في توفــيرها , فكــانت الطامــة الكــبرى , إذ رافــق إنقــراض الكهــرباء زيــادة في أسعــار المشتقــات النفطيــة في السـوق الســوداء ما قصمــت ظهــره وظهــر مدخــوله من راتــب لا يكفــي لشــراء لــوازم الحيــاة العــادية , بالإضــافة الى إبتســامة شهــرية أو نصــف شهــرية تمتـص ماتبقــى من ذلك الــراتب يُظهــرها السيــد مصلــح المــولدات الخاصـــة , لا أريــد أن أطيــل الســرد وهـو معــروف للجميــع كالقــراءة الخلــدونيــة ومفردتهــا الشهــيرة ...دار .. دور ... داران ...
ولكـن ما رأيتــه وأنــا في زيــارة إجباريــة لبيــت أبــي الــذي لــم يخلــص منــي وأنــا داخــل على منتصــف الأربعينيــات من العمــر قــد أثــار في نفســي العجــب والغضــب وكــل صفــات الإنســان المحكــوم بالغلبــة عليـــه , ففــي منطقـــة سكـن والــدي وهــي الكــرادة الشرقيـــة محلــة 903 هنــالك تــوزيع للكهــرباء أقــل مانقــول عنـــه أنـــه نمــوذج للفســاد الأداري والمحسـوبية والأستهــزاء بخلــق الله , فلقــد تــم تقسيــم هــذه المحلـــة الى بلــوكات ( حسـب مصطلحــات علمــاء الشبكــة الكهــربائية ) أي أقســام , وهنــالك بلــوك يسكنــه السيــد ممثــل المحلــة في المجلــس البلــدي ( حفظــه الله ورعــاه وأبقــاه ذخــرا لأهــالى المنطقـــة ) لــم ينقطــع عنــه الكهــرباء طيلــة فــترة مكوثـــي لأيــام السبــت والأحــد ولحــد صبــاح هــذا اليــوم الأثــنين 11 حــزيران وهــو البلــوك المقــابل لفنــدق سكمــن سابقـــا أمــام إنقطــاع شبــه دائــم للبلــوكات الملاصقـــة لـــه , , ولا أعــرف إن كــان السيــد عضــو المجلــس البلــدي يأتــي بالــدرجــة الأسمــى للمواطنـــة قبــل غــيره من عبــاد الله أم أنــه مخــترع للكهــرباء وحــان وقـــت رد الجميــل لـــه ؟؟!!
هــذه الحالـــة أنتجـــت تحــديا عنــد سكنــة المنطقـــة فقــامـوا بشــراء مــادة البــنزين مهمــا غــلا ثمنهـــا وشغلــوا مولــداتهــم الخاصــة كــي يغيضــوا الأثــنين معــا : - سيطــرة الكهــرباء وعضــو المجلــس البلــدي , وهيــلا يــارمانــة الحلــوة تعبــانة .
https://telegram.me/buratha