بقلم : شوقي العيسى
كلما إزدحمت أوّج السياسة في المنطقة العربية والإقليمية كلما إزدادت حدة المفاجئات التي تندلع من الدول العربية ، خصوصاً والأنظار تتجه نحو بلد المكتويات "العراق" البلد الذي أصبح أمامه كل شيء محترق ، كل شيء مدمّر ، كل شيء غير مفاجئ .غير أن المفاجئة السورية – الأردنية بخصوص العراقيين المتواجدين في سوريا والأردن فقد طلبا البلدان من العراق مبلغ بليون دولار- للأردن لقاء بقاء العراقيين على أراضيها ، و256 مليون دولار الى سوريا كذلك لقاء بقاء العراقيين على أراضيها ، يذكر أن سوريا يتواجد فيها مليون عراقي و750 ألف عراقي في الأردن ، فعلى الحكومة العراقية أن تدفع ضريبة مالية لقاء بقاء العراقيين في سوريا والأردن ،إنها فعلاً مفاجئة يفجرها كلا البلدين!!!!!!!!!!!!!!!.
في عام 1991 عندما ضاق الخناق بأبناء وادي الرافدين من قبل دكتاتور العصر في العراق فأتجه العراقيون الى دول الجوار هرباً من بطش الطاغية وبطبيعة الحال كانت السعودية وإيران هما الملاذ الآمن للعراقيين الذين هربوا من مناطق الوسط والجنوب فكان القسم الأقل منهم إستقر في السعودية العربية الذي إنقسم الى قسمين قسم يتجاوز 100 ألف عراقي من العوائل استقر في بداية الأمر في مخيّم السلمان ثم رفحاء السعودية ، والقسم الثاني بحدود 50 ألف عراقي استقر في حفر الباطن ثم مخيّم الإرطاوية .
الجدير بالذكر أن معظم هؤلاء العراقيين جاؤوا هرباً من بطش الطاغية وليس بإرادتهم ، وبعد أن وضعوا في مخيمات في الصحراء القاحلة تعبث بها الرمال لايحجبهم عن حرارة الشمس وبرودة الصحراء غير قطعة القماش التي هي "خيمة" وهناك شبه إنقطاع تام عن العالم الخارجي بحيث لايعلم بمصير هؤلاء إلا المسؤلون السعوديين ،وما إن إنقضت فترة الثمان أشهر حتى تعالت أصوات العراقيين في المخيمات ، صرخة عراقية أصيلة إنتهت بإعلان جميع المحطات التلفزيونية والإذاعية بمصير أكثر من 150 ألف عراقي في مخيمات المملكة العربية السعودية بعد التعتيم الإعلامي السعودي ، فكان العراقيون يطلبون النجدة لأنتشالهم من الواقع والألم الذي هم فيه ، وعلى أثر ذلك والضجّة الإعلامية التي حدثت طالبت الكثير من المؤسسات الإنسانية من السعودية بأعطاء اللاجئين العراقيين صفة اللاجئ وخروجهم من الأشباك التي وضعت حولهم والسجن الذي هم فيه فكان الرد من وزير الدفاع والمفتشية العامة السعودي " الذي يبيهم ياخذهم" يعني كل جهة أو دولة تريد إدخال العراقيين الى أراضيها فليسارع ويأخذهم "ونحن لا نبيهم" والكلام لوزير الدفاع السعودي ، لا أريد أن أطيل فلم يجرأ أحد من الدول العربية بالذهاب الى السعودية وأخذ لاجئ عراقي ، ولذلك فإن موقف الدول العربية بالنسبة للعراقيين موقف مخزي ولئيم ولا ينم عن شرف العروبة واستقبال الضيف حتى أضحى جميع العراقيين في الدول الغربية التي آوتهم من تشردهم واطعامهم بعد جوعهم .
هكذا كان موقف الدول العربية مع العراقيين من قبل وليس بالغريب من المفاجئة السورية – الإردنية بطلب من الحكومة العراقية بدفع مبالغ مالية لقاء بقاء العراقيين على أراضيها ، وهذا يقودنا الى نقطة مهمة في الأمر وهي أن سوريا معروفة بتصدير إرهابها الى العراق وفتحت الكثير من المعسكرات التدريبية للإرهابيين وارسالهم للعراق للأعمال الإرهابية بحجة الجهاد وطرد الإحتلال ما يخلق جو مليء بالخوف والقتل والإرهاب والدمار أدى بمغادرة الكثير من العراقيين العراق بعد أن فتحت سوريا ذراعيها لهم ثم تطلب من العراق بدفع فدية عنهم لقاء بقائهم على أراضيها ، أما الأردن فهي معيشتها على العراق وليس معيشة العراقيين في الأردن فكانوا ومازالوا يستقطعون نصيبهم من تصدير النفط عبر أراضيهم فكيف لايطالبون بمبالغ مالية لقاء إقامة العراقيين على أراضيهم ، هكذا هي النخوة والشيمة العربية ، فمرة يكونون اليد الضاربة والسوط المفزع للعراقي ومرى أخرى العين الدافئة والملاذ الآمن للعراقي والنفاق مابينهما واضح.
https://telegram.me/buratha