المقالات

المفاجئة السورية الأردنية

2359 01:26:00 2007-06-11

بقلم : شوقي العيسى

كلما إزدحمت أوّج السياسة في المنطقة العربية والإقليمية كلما إزدادت حدة المفاجئات التي تندلع من الدول العربية ، خصوصاً والأنظار تتجه نحو بلد المكتويات "العراق" البلد الذي أصبح أمامه كل شيء محترق ، كل شيء مدمّر ، كل شيء غير مفاجئ .

غير أن المفاجئة السورية – الأردنية بخصوص العراقيين المتواجدين في سوريا والأردن فقد طلبا البلدان من العراق مبلغ بليون دولار- للأردن لقاء بقاء العراقيين على أراضيها ، و256 مليون دولار الى سوريا كذلك لقاء بقاء العراقيين على أراضيها ، يذكر أن سوريا يتواجد فيها مليون عراقي و750 ألف عراقي في الأردن ، فعلى الحكومة العراقية أن تدفع ضريبة مالية لقاء بقاء العراقيين في سوريا والأردن ،إنها فعلاً مفاجئة يفجرها كلا البلدين!!!!!!!!!!!!!!!.

في عام 1991 عندما ضاق الخناق بأبناء وادي الرافدين من قبل دكتاتور العصر في العراق فأتجه العراقيون الى دول الجوار هرباً من بطش الطاغية وبطبيعة الحال كانت السعودية وإيران هما الملاذ الآمن للعراقيين الذين هربوا من مناطق الوسط والجنوب فكان القسم الأقل منهم إستقر في السعودية العربية الذي إنقسم الى قسمين قسم يتجاوز 100 ألف عراقي من العوائل استقر في بداية الأمر في مخيّم السلمان ثم رفحاء السعودية ، والقسم الثاني بحدود 50 ألف عراقي استقر في حفر الباطن ثم مخيّم الإرطاوية .

الجدير بالذكر أن معظم هؤلاء العراقيين جاؤوا هرباً من بطش الطاغية وليس بإرادتهم ، وبعد أن وضعوا في مخيمات في الصحراء القاحلة تعبث بها الرمال لايحجبهم عن حرارة الشمس وبرودة الصحراء غير قطعة القماش التي هي "خيمة" وهناك شبه إنقطاع تام عن العالم الخارجي بحيث لايعلم بمصير هؤلاء إلا المسؤلون السعوديين ،وما إن إنقضت فترة الثمان أشهر حتى تعالت أصوات العراقيين في المخيمات ، صرخة عراقية أصيلة إنتهت بإعلان جميع المحطات التلفزيونية والإذاعية بمصير أكثر من 150 ألف عراقي في مخيمات المملكة العربية السعودية بعد التعتيم الإعلامي السعودي ، فكان العراقيون يطلبون النجدة لأنتشالهم من الواقع والألم الذي هم فيه ، وعلى أثر ذلك والضجّة الإعلامية التي حدثت طالبت الكثير من المؤسسات الإنسانية من السعودية بأعطاء اللاجئين العراقيين صفة اللاجئ وخروجهم من الأشباك التي وضعت حولهم والسجن الذي هم فيه فكان الرد من وزير الدفاع والمفتشية العامة السعودي " الذي يبيهم ياخذهم" يعني كل جهة أو دولة تريد إدخال العراقيين الى أراضيها فليسارع ويأخذهم "ونحن لا نبيهم" والكلام لوزير الدفاع السعودي ، لا أريد أن أطيل فلم يجرأ أحد من الدول العربية بالذهاب الى السعودية وأخذ لاجئ عراقي ، ولذلك فإن موقف الدول العربية بالنسبة للعراقيين موقف مخزي ولئيم ولا ينم عن شرف العروبة واستقبال الضيف حتى أضحى جميع العراقيين في الدول الغربية التي آوتهم من تشردهم واطعامهم بعد جوعهم .

هكذا كان موقف الدول العربية مع العراقيين من قبل وليس بالغريب من المفاجئة السورية – الإردنية بطلب من الحكومة العراقية بدفع مبالغ مالية لقاء بقاء العراقيين على أراضيها ، وهذا يقودنا الى نقطة مهمة في الأمر وهي أن سوريا معروفة بتصدير إرهابها الى العراق وفتحت الكثير من المعسكرات التدريبية للإرهابيين وارسالهم للعراق للأعمال الإرهابية بحجة الجهاد وطرد الإحتلال ما يخلق جو مليء بالخوف والقتل والإرهاب والدمار أدى بمغادرة الكثير من العراقيين العراق بعد أن فتحت سوريا ذراعيها لهم ثم تطلب من العراق بدفع فدية عنهم لقاء بقائهم على أراضيها ، أما الأردن فهي معيشتها على العراق وليس معيشة العراقيين في الأردن فكانوا ومازالوا يستقطعون نصيبهم من تصدير النفط عبر أراضيهم فكيف لايطالبون بمبالغ مالية لقاء إقامة العراقيين على أراضيهم ، هكذا هي النخوة والشيمة العربية ، فمرة يكونون اليد الضاربة والسوط المفزع للعراقي ومرى أخرى العين الدافئة والملاذ الآمن للعراقي والنفاق مابينهما واضح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سيد حيدر
2007-06-11
السلام عليكم....ليس بالغريب ان نسمع مثل هذا الكلام من قبل تلك الدول لان هذا الموقف هو امتداد طبيعي للموقف الذي وقفه جدهم ابن العاص عندم طلب النبي صلى الله عليه واله من اصحابه اللجوء الى الحبشه وملكها المسيحي وكلنا يعلم موقف ممثل العرب ابن العاص الذي كان يصر ان لايستقبلهم ملك الحبشه وسؤالي لتلك الدول هل ان باقي الاديان هي اعلم منكم بامور دينكم ام ماذا ياعرب
خالد
2007-06-11
لماذا هاذه الهجمة على الاردن,الذي فتح ابواب لاستقبال مئات الالوف من الاشقاء العراقيين.لا تنسوا بان الاردن الدولة الوحيدة في العالم التي لم تشارك بالحصار الذي فرض على العراق عام 1990 و كنا نتقاسم معكم الدواء و كان الاطفال في الاردن عندما يحتفلون في اعياد ميلادهم يطلبون من اصدقائهم بان تكون الهدايا من الحليب لكي ترسل الى اطفال العراق.ثم ان الاردن استقبل لاجئين عراقيين اكثر من ايران بكثيرمع ان مساحتها عشرة اضعاف مساحة الاردن.و نحن في الاردن لنا العديد من الاصدقاء العراقيين نحبهم و نحترمهم . و شكرا
حيدر المالكي
2007-06-11
الاردن وسوريا هذان البلدان اذا يتذكرهما العراقي فيصاب بالاكتئاب !! من جراء الظلم الذي لحق بنا من كلا البلدين, فيسالوك الروميون(السوريون) وقوم لوط(الاردنيون) في الشارع هل انت شيعي فان قلت لا سبوا الشيعة !! وان قلت نعم فتلك مصيبة لان عندها وجههم يتغيير كالحرباء وكانك قلت كافر !! اللعنة عليهم اما في السعودية اللعينة حشى الاماكن المقدسة والشرفاء من محبي ال البيت(ع) فانها اطهر ارض واوسخ شعب!! عجيب هذا التناقض,كنت قبل 7 سنوات في الحج ضربني احد رجال الدين وانا اصلي في الكعبة وقال لي مشرك !!!!!!!!!!!
hamad hassan
2007-06-11
I think what the government must ask them to return and stay in safe places like Basrah and spend the money on them
محمد الموسوى
2007-06-11
من الطبيعى ان تطالب تلك الدول نصيبها من الكعكه العراقيه حيث ان الفائض او الاحتياطى الموجود فى الخزينه العراقيه يقدر ب 23000000000 ثلاثه وعشرين مليار دولار مايسيل لها العاب ومن حق الاخرين ان يحتالوا بطرق شرعيه اوغير شرعيه لينالوا نصيبهم فنصيحتى الى الحكومه العراقيه ان تصفر الاحتياطى فى خزينة الدوله على الشعب العراقى وتعمل لهم الخدمات اللازمه من كهرباء وماء وسكن ومطارات ووضع الاسس الرئيسيه للبنيه التحتيه وقروض فهم اوجب بهذه الاموال ان تصرف عليهم واحق بها مانفع المال المخزون والشعب يصيبه مايصيبه من ماسى والم ومشاكل يوميه فكلنا امل ورجاء ان تنظر الحكومه بجديه بهذا الموضوع لان الاطماع تفوق كل التصورات
علي الجياشي
2007-06-11
الى متى هذا الذل . ألا يستحي هؤلاء. والله لايستحقون أن يطلق عليهم عرب...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك