( بقلم : المهندسة بغداد )
كانت هناك في ثنايا احد المقالات قابلت عيناي اختنق صوتي اخفيتها لكي لا تـُفزع اخوتي لكنها لم تغادر ذهني ترتسم امامي عندما ابتسم لتتبع البسمة حسرة لا اصدق ما رأيت رغم انني اعيشه!! انها صورة طفل متفحم يحمله شاب مذهول ماذا يمكن ان ارى افجع من هذه الصورة ؟ قطعة فحم بشرية لطفل غدا مجرما حينما حمل الجنسية العراقية وصار هدفا لاصحاب عقيدة الرذيلة .هل يمكن ان يكون هذا الواقع حقيقة أم انه حلم مخيف سنستقيظ منه ذات يوم ؟
منذ اسابيع خلت عندما نـُشرت هذه الصورة في مقالة لا اتذكر منها حرفا لشدة ذهولي بهذه الصورة وعندما خرجت من لحظات الذهول تلك كتبت بعض الاسطر كتعليق وهممت لكتابة مقالة عن ذلك الحدث الا انني انتظرت.
انتظرت ان تقوم الدنيا ولا تقعد ، انتظرت ان تكتب الالاف التعليقات على هذه الصورة ، انتظرت الحلم العربي ، انتظرت الفنانين العرب ان يجتمعوا على ما اجتمعوا عليه للطفل محمد الدرة ، انتظرت كلمتهم اغنيتهم وان لم تغير ساكنا غير انها صرخة احساس نائم ، انتظرت اوبرا طفل متفحم ، انتظرت ثائرا لابن العراق المتفحم ، انتظرتكم يا فنانين العراق ، انتظرت ان تتركوا المهازل التي تمثلونها لتصوير الانسان العراقي بأسوء صورة في فضائيات هابطة في كل شيء ، انتظرت دموعا حارة ، قلوب مستعرة .
لماذا يا ايها المسلمون العرب لماذا ؟؟ ان لم نتفق على وطن كبير ولم نتفق على قيادات الم نتفق على لا اله الا الله محمد رسول الله !! بما يختلف هذا البريء عن محمد الدرة الذي استشهد بين ذراع والده في مواجهة لم يكن ذنبهم فيها سوى انهم مروا هناك تلك اللحظة لكن ابني المتفحم تعمد الارهاب ان يقتلوه أو ان يجعلوه قطعة مشوية بعد ان كان طفلا نابضا يبتسم لكل من يبادله الابتسامة .
ثارتكم الغيرة ايها العرب لذلك الطفل الشهيد وشابكتم ايديكم في اوبرا وارتديتم الحداد له لكن اين غيرتكم على صغيري المتفحم ؟ هل مصابه هين لهذه الدرجة ولم يــُحرك في قلوبكم ما حركه الشهيد محمد أم لانه أبن العراق .
وما بال ابناء بلدي من الاعلاميين الذين يتسابقون في اداء مشاهد ومسلسلات يتباهوا فيها بانهم متفرجون ومولولون على ماضي اسود بل اسوء من ذلك فانهم يحثون الناس على الياس من كل شيء ويركزون على السلبيات الاجتماعية بطريقة لا يـُقصد بها الايجاب ، الم يحرك فيهم هذا المنظر احساس فني !!
أين انتم أين ؟
أين دوركم كاعلاميين او كانسانيين.
بُني اعذر ابناء بلد اعتادوا رؤية المناظر المؤلمة حتى غدا مصابك هيننا فالبلد الذي غادرته قبل ان تعرفه بلد الالام ربما سأحسدك لانك رحلت عنه مبكرا لكنك تركت في قلبي حزنا كبيرا استغرب ان لايقف نبضه ،ربما صار قاسياً مثل كل شيء حولنا !!.
اين انت يا ابا حسن ع لترى من وصفتها ريحانة وليست قهرمانة صار حالها اصعب من القهرمانة صارت المراة العراقية زوجة منتظرة لقب ارملة في أي وقت صارت عاملة باكثر من طاقتها صارت ام الايتام صار اطفالها يتفحمون ويخطفون من احضانها صارت بنت يخشى عليها كل اهلها صارت ترى ابشع الصور والمناظر على الطبيعة !! فاي ريحانة هي المرأة العراقية .
بُني يا من المتني بشدة لاشعر بانني لازلت للان انسانة اخشى ان ياتي يوم لا تهزني هكذا صور ساذكرك عندما ارقب الاطفال لادعو ربي ان يحفظهم لبلدنا ، اعلم انك ترقبنا هناك وانت محلّق في سماء الجنة هل ستقف ذنوبنا دون اللحاق بكم لاسامح الله .
السلام عليك يا ابا عبد الله يامن صارت ضلوعك المكسورة مهداً لرضيعك المذبوح بسهم حرملة الغادر ها هم اطفالنا يدفعون ثمن حبكم سيدي قبل ان يعرفونكم حتى غير ان لا شيء يغلى في حبكم لكنه الالم يا سيدي من مغادرة من نحب اه يا سيدي كيف ودعتهم الواحد تلو الاخر لتظل وحدك ليتني في هذه اللحظة في حضرتك لاشكو لك حال شعب استكثر عليه الاشرار ان يهنأ بعيداً عن ظلم يزيد العراق اه يا سيدي ليت روحي تنسل من بدني لتذهب الى حضرتك في هذه اللحظة يا طود الصبر الكبير يامن لا يخرج منه الزائر الا فرحاً .
لنكتب ولنعبر فلقد عرفنا الله من خلال الكلمة وعرفنا رسوله وال بيته بذات الشيء وتعارفنا من خلال الكلمة فهي ليست بقليلة لكنها اشد جمالا عندما تقترن بالعمل فالايمان في القلب يقروه اللسان ويترجمه العمل فهنيئأ لمن قال ولمن عمل ولمن قال وعمل وشكر لكاتب المقال الذي لم ينسى هذا الطفل المتفحم بغدر الارهاب والموقع الذي لا ينسى بلده وابناءه وعسى ان يأتي اليوم الذي نرى فيه اجمل الصور لابناءنا ابناء العراق الجريح وان نصرخ ولو بكلمة عندما نرى منظرا مؤلماً.
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha