المقالات

حلال عليكم !/ امريكا تعقد اتفاقا مع الشيطان وتسلح "ميليشيات سنية" !!

2227 19:51:00 2007-06-10

( بقلم : اسعد راشد )

ماذا يعني ان تقوم القوات الامريكية بتسليح ميليشيات سنية في بغداد وتقويتها لمواجهة ما يدعون تنظيم القاعدة الارهابي ؟

هل هي نسخة اخرى من تجربة افغانستان والتي تم من خلالها تسليح "المجاهدين" السنة لمواجهة الروس تلك التجربة التي خرج من رحمها "تنظيم القاعدة" وحركة طالبان الارهابية وجماعات متطرفة محترفة على القتل وسفك الدماء تفرخ واحدة تلو الاخرى ؟

هل حقا الامريكيون لمثل هذه الدرجة حمقى لا يدركون ابعاد ما يقومون به في تسليح الميليشيات الارهابية الغاطسة ايديها لحد الركب في دماء العراقيين الابرياء واليوم تريدها واشنطن أداة لمواجهة ما يزعم "القاعدة" في العراق ؟!

ومن هي "القاعدة" في العراق والتي تريد امريكا اليوم مواجهتها عبر نسخة هي ذاتها بل هي القاعدة بعينها ؟! الم تدرك القيادة الامريكية ان جماعات القاعدة تتشكل في الاساس من ابناء الميليشيات التي تسلحها وتسعى لعقد الاتفاق معها !

فاالقاعدة وفقا للمعلومات والمصادر الصحفية وتلك المتعاطفة مع القاعدة تكاد تكون التنظيم الوحيد في العراق الذي ينتشر في اوساط العشائر والمناطق السنية بل ان المرأة التي كانت على وشك تفجير نفسها في فندق في عمان هي قريبة رئيس مجلس صحوة الانبار عبد الستار بزيغ الريشاوي الذي سلحه الامريكيون في مواجهة القاعدة وهي ساجدة الريشاوي وشقيقه "ثامر الريشاوي" كان من ابرز قادة القاعدة في الانبار قبل ان يقتل ‘ فهذا التنظيم الاخطبوطي الارهابي لم يستطع الانتشار في العراق وفي اوساط المناطق السنية لو لا دعم واحتضان السنة لهم الانضمام الى تشكيلاتهم العسكرية التي يقودها اليوم عناصر وجنرالات بعثية تدعمها مشايخ وهابية وسلفية عراقية وبدعم واسع من الدولة السعودية والجوار العربي السني .

فالميليشيات السنية التي تظاهر اليوم بانها تقاتل القاعدة هي ذاتها التي تقاتل اليوم الحكومة العراقية وتضع العراقيل امام عجلة العملية السياسية من خلال جملة من الاغتيالات السياسية وتفجيرات السيارات المفخخة وهي ذاتها التي كانت ومازالت تزرع العبوات الناسفة في الشوراع والطرقات ضد المدرعات الامريكية وناقلات الافراد ‘ أواليس محمد عبد الله العيساوي الذي قتله الامريكيون هو احد قادة ما يسمى "المقاومة" اي الجيش الاسلامي في الانبار والمسئول عن السيارات المفخخة رغم ادعاء الامريكيين بانه كان "قائد" القاعدة في تلك المنطقة؟!

الشخص الذي نفذ عملية الاغتيال ضد سلام زكم الزوبعي كان احد عناصر "عصابة "العشرين ـ "كتائب ثورة العشرين ـ وهو من الزوبع حيث اعتبر مثنى حارث الضاري "القائد" الفعلي لتلك العصابة العشرينية ان العملية كانت ناجحة رغم ان الاعلام الحق منفذ العملية بتنظيم القاعدة ؟!

اذن بماذا يفسر هذا القرار الخاطئ الامريكي في تسليح الميليشيات السنية في العامرية والغزالية والفلوجة والانبار ؟ الم يحسب الامريكيون حساب ان ينقلب هؤلاء القتلة ضدهم ويتحولوا الى "ابن لادنيون" العراق والقاعدة العراقية ؟ فما الفرق بينهم وبين "المجاهدين الافغان" الذين انقلبوا علي الادارة الامريكية وقاموا بتنفيذ عملية القرن الارهابية في 11 سبتمبر ؟!

ها هي صحيفة واشنطن بوست تحذر من مغبة مثل هذه الخطوة التي اتخذتها القوات الامريكية في اصطفاف جنودها في العامرية مع عشرات الميليشات السنية في العامرية حيث تقول الصحيفة :

(( غيّر الاسبوع اللاحق اسلوب كويهل ـ ديل كويهل امر كتيبة العامرية ـ بطريقة جذرية في محاربة التمرد وخدم ‘ كمثال حي استراتيجية الولايات المتحدة التوسعية والمحملة بالمخاطر والمتمثلة بطلب المساعدة حارج اطار الجيش والشرطة العراقيين ‘اصطف الجنود الامريكيون في العامرية مع عشرات الميليشيات السنية التي تدعوا نفسها "وطنيو بغداد" في مسعى لاخراج القاعدة من العراق ‘ومنح الامريكيون حملة السلاح هؤلاء سلطة الاعتقال"!!

وتضيف الصحيفة وهي تشير الى الابعاد الكارثية والخطرة لمثل هذا القرار :(( ويتخوف بعض الجنود الامريكيين من ان يؤدي هذا التحالف الى نتائج وخيمة ‘ اذا دارت هذه الجماعات النار ضد شركاء الولايات المتحدة ‘ وقال ضابط استخبارات في الكتيبة " نحن عقدنا اتفاقا مع الشيطان" )) !

هذا الاتفاق مع الشيطان هو الاخطر والابرز في جملة الاخطاء التي ارتكبتها الادارة الامريكية في العراق وذلك بتسليحها الميليشيات الارهابية التي كانت قد بدأت حربها في البدأ ضد الشيعة والاكراد ثم استمرت لتشمل القوات الامريكية والمتعددة الجنسيات فهي اليوم تضرب عصفورين بحجر فبالسلاح الامريكي يقاتلون منافسيهم على الارض "القاعدة" وغير القاعدة وبه ايضا يقوّون انسفهم لحرب طويلة ضد الشيعة يستمر معها الانهيار الامني والتوتر السياسي ومن جهة اخرى يوعزون لعناصرهم في مناطق اخرى باستهداف الامريكيين واصطيادهم من خلال العبوات الناسفة و اسلحة القنص ‘ وهذا الخطأ في القرار الامريكي لم يكن الوحيد ولم يكن الاخير فقد تكرر في لبنان عندما جهز الامريكيون وعبر حلفاءهم في الحكومة اللبنانية وبالذات تيار المستقبل السني "القوى السلفية" وامدوها بالمال والسلاح لمواجهة نفوذ حزب الله الا ان تلك القوى قد ادارت ظهرها ووجهت سلاحها الى الحلفاء واخذت تبتز داعميهم وممويلهم واليوم تخوض حربا شرسة ضد الجيش اللبناني رغم تداخل الاجندة وخلط الاوراق التي تمارسها حكومة السنيورة الانتهازية بهدف احراج معارضيها على الساحة الداخلية السياسية .

وفي العراق ليس فقط يتكرر هذا الخطأ بل ان قرار الاستنجاد بالميليشيات الطائفية السنية يتناقض مع مبدأ تجريد الميليشيات من السلاح وتجميعه فقط بيد الحكومة الشرعية كما انه يعمل بالضد من مشروع "بيكروهاملتون" الذي دعى الى محاربة الميليشيات وهو يخالف قرار الحكومة العراقية القاضي بمنع التنظيمات والميليشيات بحمل السلاح .

ويعتبر عدد من المراقبين ان هذا التخبط الامريكي هو السبب وراء التدهور الامني حيث بتسليحه للارهابيين وللميليشيات الطائفية يدفع العراقيون فاتورته الباهضة عبر دماء ابناءهم وحياة الابرياء وان الامريكيين بمثل هذا القرار يمنحون الشرعية لحكومة الميليشيات التي تزرع الخراب والدمار في العراق وبالتالي يجد الاخرون وخاصة الشيعة ان من حقهم ايضا تسليح انفسهم وجمع السلاح لمواجهة الميليشيات الطائفية وخطرها الذي يهددهم خاصة وان عناصر تلك الميليشيات تتشكل من مجرمي النظام السابق وكوادر البعث العسكرية .

الا ان هناك مصادر عليمة وموثقة من داخل الاجهزة الامنية الحكومية قد سربت الى بعض الجهات معلومة تفيد ان الامريكيين يسعون الى تشكيل قوة ميليشاوية عسكرية مجهزة بالسلاح تكون نواة لجيش طائفي يتشكل معظم افراده من الجيش البعثي السابق وعناصره الاجرامية المحترفة يستخدمه الامريكيون كورقة ضاغطة ضد الشيعة او للقيام بانقلاب دموي لتغيير الوضع واعادة الحكم للمعادلة القديمة رغم ان هناك بعض المحللين يستبعدون لمثل هذا الخيار الا ان التوجه الامريكي لتسليح الميليشيات السنية من جهة والضغط وفرض الحصار على مدينة الصدر ومناطق الشيعة من جهة اخرى يطرح كل الاحتمالات ومنها الانقلاب ضد الوضع القائم وضد الحكومة الشرعية المنتخبة .

وقد خلص بعض المراقبين الى ان مثل هذا القرار قد يدفع بالشيعة الذين يواجهون مفخخات الميليشيات واعتداءاتهم الى تسليح انفسهم والتجهيز وجلب السلاح تحسبا لاي طارئ يهدد وجودهم خاصة وان الاطراف الميليشاوية التي يسلحها الامريكيون متورطين للعظم في دماء الشيعة وان بياناتهم مازالت تحمل نداءات ودعوات التطهير الطائفي واستهداف مناطق الشيعة ولعل الجيش الاسلامي البعثي وعصابة العشرين هما التشكيلتان الاساسيتان اللتان تمارسان لحد هذه الساعة عمليات القتل وتفجير السيارات المفخخة ضد الشيعة وبتعاون وتنسيق احيانا مع القاعدة .

فهم ـ مجرموا الجيش الاسلامي وعصابة العشرين والميليشيات السنية ـ اليوم يسعون للتخلص من القاعدة بعد ان تعاظمت نفوها وخطرها على دورهم ومن ثم يديروا اسلحتهم التي منحها اياهم الامريكان ضد الشيعة وضد الحكومة بل ولا يستبعد ان يقاتلوا بها القوات الامريكية وهو ما عبر عنه قائد الدبابة الامريكية ستيفان التاميرانو لصحيفة واشنطن بوست وهو يشكك في الحلفاء الجدد حيث قال :

http://www.sotaliraq.com/iraq-news.php?id=55621

(( بعد فترة قصيرة سيتخلصون من القاعدة ويلتفتون الينا ‘انا لا اريد ان ان اتعود عليهم ثم تكون هناك بندقية كلاشنيكوف وراء ظهري ‘ انا لا اثق بهم على الاطلاق)) ! وهذا هو ديدن البعث والميليشيات السنية البعثية الغدر وثم القتل !

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحياوي
2007-06-11
الامريكيون ليسوا حمقى بل هي خطه مدروسه , هم لايريدون الشيعه ان يحكموا العراق لذلك استدرجت القاعده الى العراق لضرب الشيعه في العراق وها هي تسلح القتله من البعثيين وبدعم سعودي ,القاعده والبعثيين هما العصى الغليظه التي تستخدمها ضد الشيعه لتقديم التنازلات , عمليا الغيت نتائج الانتخابات ودخلنا في حكومة وحده وطنيه ولم يقتنعوا بها ويريدون المزيد بل يريدون كل الحكومه ونعود الى ايام النظام السابق .. وبعد كل هذه التطورات اين نقف نحن ..اين الحكومه .. لماذا لاتجيد التحدث الا عن الشفافيه في وقت يذبح الشيعه .
عراقي
2007-06-11
قبل كل شي الف تحية للاخ اسعد راشد على هذا المقال الغاية في الاهمية والذي يسلط الضو ء على جانب كبير من السياسة الامريكية في هذه المرحلة الحرجة والمهمة لهم وللحكومة معا وعليه فكما استبقت الحكومة مخطط اطراف مشاركين بالعملية ويريدون الانقلاب عليها وافشلتهم الى حد ما لا اظنها بغافلة عما يدور من حولها وعليه نحن بانتظار عملية جريئة وجريئة جدا من الحكومة سواءا سياسية او عسكرية واخذ المبادرة من الامريكان واي جهة اخرى لا تسير وفق القانون وعلى الله فاليتوكل المؤمنون
بنت العراق
2007-06-10
كل الي نكدر نكوله هو النا الله كريم هو قادر على كل شيء والله سبحانه وتعالى يمهل ولايهمل وحسبنا الله ونعم القدير
ابو مرتضى الكاظمي
2007-06-10
بدات السياسة الامريكية الحقيقية تظهر على ارض الواقع.بعد انتهاء الحرب الباردة بحثت امريكا عن عدو ضبابي يمكنها من الدخول الى كل الدول رغبة او رهبة وادلها فكرها الشيطاني الى خلق مسالة الارهاب فخلقت تنظيم القاعدة واستفادت منه في ضرب الروس ومن ثم حولته الى عدوعالمي تضرب به كل دولة لايمكنها دخولها سياسيا (ظاهرا) واسقاط الاسلام كفكر وتطبيق (حقيقة) وهذا ماتفعله الان في تحالفها الشيطاني مع كفرة القاعدة في العراق لعلمها ان كل فكر بعيد عن فكر ال البيت هو فكريباع ويشترى...(رجاءا 500 حرف قليلة جدا)
دجلة
2007-06-10
من الواضح جدا الأمريكان يلعبون على الحبال ونيتهم دوام الأقتتال لمصالحهم ولكن اقول للبعثيين , لايرجع التاريخ الى الوراء والشيعة الآن في موقع قوة والكل عنده سلاح وليس بالمشكلة شرائه من تجار الحروب , وهذا ليس من صالحهم .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك