المقالات

البعث ونظرية الدم

1391 16:25:00 2007-06-10

بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحافيين العرب

بعد أن دخلت المشهد السياسي العراقي قوى واحزاب ولجت العملية السياسية وشاركت فيها وتوزعت على نحو اختيار المقاومة السلمية، وأخرى اختارت الطريق المسلح ورفض العملية السياسية، بقيت الأخيرة رهينة الجري على عادة التآمر للاطاحة بالحكومة وانجازاتها الاستراتيجية، والحقيقة أنه لا يوجد بين اولئك الأقزام من يخفي الرغبة لاظهار مخططاتهم الهمجية التي تبدو كأنها عملية تكسير هوجاء لا هدف ومنطق يحكمها، وربما ينتظر بعضهم ان يجد بها تفريغا لحقدهم، فتلك الخلايا النائمة تنتظر الفرصة للانطلاق نحو سياسة الانقلابات والقتل وممارسة المزيد من القهر والكبت ومصادرة الحريات، تحت عناوين الطوارئ والانقاذ لتأمين نفوذ أعداء العراق للعودة والتسلط، والحديث عن عودة (الصداميين ـ وفرسان البعث) الذين أسسوا المقابر الجماعية والأنفلة بعد أن ركنوا في زوايا منسية، ومحاولات ضخ الحياة فيهم بأنواع من المنشطات من قبل صناع الارهاب التكفيري ومريديه خاصة اذا عرجنا على بعض الأسماء التي كانت ولازالت تخرج على العراقيين من بعض القنوات المسخرة لتجييش الإرهابيين والتحريض على قتلهم وإبادتهم تحت مرأى ومسمع بعض الحكام العرب، فقد تبنوا اجتماعات خاصة مع جماعات سياسية مشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، فضلا عن قوى تكفيرية منضوية تحت اجنحتها لتحقيق اجندات خطيرة، اذ لم يعد سراً الحراك المخابراتي الاقليم ـ عربي لجمع شتات جهاز المخابرات الصدامي القمعي لخدمة مشاريعهم الشوفينية التي تعد المحور الذي لا يمكن السكوت عليه، مما يضع الحكومة في الصورة باتخاذها اجراءات سريعة لتحديد تلك المحاور والجبهات وبيان ماهيات ارتباطاتها والظروف التي توالدت فيها لتاسيس موقف عراقي موحد ضدها ووضعها تحت طائلة قانون مكافحة الارهاب لما تسببت به من استمرار النزيف العراقي وزعزعة الوضع الأمني مع سبق الإصرار والترصد، فإن الصداميين والتكفيريين قد نجحوا في تنفيذ تفجير المراقد المقدسة الإسلامية والمسيحية منها على حد سواء والتهجير القسري لكل المكونات العراقية على النحو المثير للغضب والاشمئزاز لكن العراقيين افشلوا تلك المشاريع التي تدار من خارج الحدود وأجهضوا خطابهم الرامي الى جر الشعب العراقي لأتون حرب اهلية تلبس لبوس الطائفية والمذهبية، فقد تعاملوا بمسؤولية عالية في التعاطي مع جرائمهم وذلك بعدم القيام بردود فعل سلبية وأعمال انتقامية على النحو الذي اريد استدراجهم فيه الى الحرب الاهلية التي قد تحرق الاخضر واليابس لا قدر الله.

فعلى الدول الداعمة للارهاب أن تتعامل بمسؤولية تامة مع الشأن العراقي بما يحفظ سيادته وان تبتعد عن شعارات الإقصاء ورفض الآخر وترتب اوراقها إزاء الشعب العراقي والتأكيد على الانصهار والإقرار بالواقع الديمقراطي والتعامل مع الخطاب الوطني الوحدوي الذي تبنته قوانا الدينية والوطنية التي تصر على أن العراق الجديد محوره الجماهير لبناء دولة المؤسسات الدستورية، ووضع إطار عمل يحقق الرؤية الوطنية على مدى السنوات الخمس القادمة لترسيخ دعائم الاتحادية التي تكفل حقوق العراقيين كافة، واحترام الإرادة الشعبية وما تقرره وذلك بوضع آليات تصحيح المسارات التي تتطلب التوافق على النقاط الخلافية التي هي بالتالي تودي الى إعادة الاستقرار للعراق والمنطقة ومحاصرة العنف وعناصره الذي يستهدف الجميع، حيث لم تسلم من شروره الدول التي تقود المؤامرات الخبيثة لتحافظ على كياناتها المتهرئة التي ستذهب أدراج الرياح إذا ما لامستها رياح التغيير في المستقبل القريب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك