المقالات

صلاح دينهم خراب ديننا

1768 23:49:00 2007-06-09

( بقلم : المهندسة بغداد )

من المستجدات التي ظهرت بعد سقوط الطاغية هو ظهور تناقضات موجودة اساساً في تاريخنا الا انها كانت مغيبة بفعل الطغيان الذي سحق كل شيء يقف في تضاد معه سواء في العقيدة أو التاريخ أو أي مفصل من مفاصل الحياة .

والان وقد انفتحت كل الابواب على بعضها وصار من واجبنا ترويج افكارنا واظهارها للمقابل الذي اتخذ بعضهم جانب الدهشة والبعض من القلة القليلة جدا جانب التفهم والاغلب جانب الصد والرفض ، وعلى الرغم من ان افكاراً كثيرة درسناها مرغمين لتبقى في اذهاننا على قدر اداء الامتحان ومن ثم نطويها كما نطوي صفحة كتاب لا يعجبنا الا اننا لم نكن نصارح في تضادنا ولم نتحدى احد ليس من باب الخوف وان اخذ منا مأخذه ولكن لاحترام اراء الاخرين من جانب ولثقتنا العتيدة بما نعتقد من جانب اخر كونه يرجع الى ال بيت المصطفى عليهم السلام سفينة نجاة المؤمنين .

اليوم تظهر مشكلة صلاح الدين الايوبي الذي ظهر كبطل في كتبنا المدرسية كما انه بطل من وجه نظر جانب من المسلمين في حين انه يظهر في منازلنا الحاوية على تاريخ اخر غير تاريخ المدارس على انه خراب الدين الايوبي كذا خالد ابن الوليد والعديد من الشخصيات المجرمة في تاريخنا الرائعة في تاريخ غيرنا !!.

ولازال ان الوطن للجميع خاصة وهو يـُبنى على أُسس ديمقراطية وباختيار الشعب وهذه نعمة من الباري عز وجل نتمنى ان تتم بانتشار الامن في ربوع البلاد الحبيبة صار نشر جميع الافكار الزاما ولا نتكلم عن حجب معتقدات الجانب الاخر مهما كان اعتقادنا من صحة الافكار او عدمها وقد بدت هذه الخطى واضحة وبجهود تشكر عليها وزارة التربية بقيادة وزيرها الفاضل والرجل المتزن الدكتور خضير الخزاعي والذي يتصدى مع من معه من ابناء الوزارة الى اكثر الوزارات انتشارا للفكر البعثي المقيت الا ان عمل هذه الوزارة بتلك الخطوات الهادئة والتغير البطيء الظاهر للعيان هو مدعاة للشكر والامتنان .

صار منهج المدارس يشاطرموضوع صلاح الدين الايوبي بجانب مواضيع اخرى تتكلم بنوع من التوسع الذي لم نعهده عن الامام علي ع والامام الحسن ع وغيرها وان كانت خطوات خجولة تماشيا مع الظرف الصعب والتي تجد رفضا من جانب القابعين في ظلمات زوايا الوزارة انتظارا للبعث المحرر للانحلال لا سامح الله اولئك الذين لا يمانعون بملىء جيوبهم بالرواتب الجديدة العالية للمدرسين قياساً بالراتب المــُذل الذي كان يعطى للمدرس البالغ 3 الالاف دينار ليجبره على الانحراف وتسقيطه من المجتمع ولنا ان نتخيل اذا سقط المدرس من مجتمع !! ولسنا بصدد مقارنة الراتب الان وان كان يفي بالغرض ام لا غير انه لا يـُسقط ماء الوجه على اقل تقدير .

وهل من بلد ينكر اكبر ثورة في بلده غير العراق في زمن الطاغية فلقد درسنا تاريخ العراق في المدارس لمدة ثمان سنوات ليغطي تاريخ العراق بشكل كامل الا ثورة الحسين ع والتي لا تذكر ابدا !!! فاي تاريخ اسود هذا الذي يتفاخر بجرذ قبع في احد الزوايا ليطلق النار على الشهيد عبد الكريم قاسم وليطلق عليه الاخير ويصيبه في قدمه ولعمري لو ان تلك الرصاصة اصابت قلبه لما كان الحال هو الحال وينكر دم ال محمد ع ولا تذكر اكبر جريمة في العالم بكتبنا التاريخية .

وباطلاعنا البسيط على التغيير الحاصل في المناهج على مبدأ المشاطرة لا الحجب لايسعنا الا ان نتشكر من المربي الفاضل الدكتور خضير الخزاعي الذي هرب من بلده مكبلا ذات يوم نطالبه اليوم ان يكبل بعودته ايدي البعث في وزارته وان يضعهم تحت المجهر كي لا يتكاثرون كالبكتريا الضارة لتفسد الطازج وتعفنه .

كما ونتمنى ان تتسع الخطوات اكثر خاصة ان حصلنا على الحلم الكبير الفيدرالية التي تتيح لنا فرصة التوسع في معتقداتنا وافكارانا اكثر من ذلك وان كان الموضوع يــُطرح قبل اوانه لكننا نتمنى ان يظل المنهج الدراسي للعراق ثابت وان تضاف عليه بعض الكتب التي ترتأي حينها الفيدراليات ان تــُستحدث لاننا نواجه مشكلة الرفض في المشاركة وتلك حقيقة تمنيننا ان لا تكون من المقابل الذي يعلم حق اليقين سلبيات ذلك الحكم السرمدي الذلة والاهانة فلماذا هو اليوم يرفض مشاركتنا ونحن في مركز قوة ويحق لنا ان نحجب دوره لو اردنا ؟ لماذا لا تصافح ايديكم ايدينا ونقف معا بوجه الازمة او ليصمتوا قليلا ان اسمينا الصمت مشاركة من جانبكم لخدمة البلد !!

اتمنى ان يتمتع الجيل الجديد بمناهج صادقة وذكر لشخصيات دينية واعلام كبار وشعراء فأي طالب بالعراق يعلم من هو مالك الاشتر او سلمان الفارسي من هو احمد الصافي النجفي وتلك الدوواين المغيبة التي لا تلوح منها الا قصيدة صغيرة في كتاب المرحلة المتوسطة بعنوان النملة لتجذب قرائها للبحث عن هذا الشاعر المغيب . اتمنى ان لا يحرم الجيل الجديد مما حرمنا نحن منه وان لا يضطروا كما اضطررنا الى استهلاك وقت كبير جدا للبحث عن الحقيقة في تاريخ المنازل الخاص بنا ولنعيش فترات حيرة وامتزاج افكار وصولا الى غربلة الشوائب من المعلومات المسمومة واختزان الباقي في عقولنا ، لماذا على المواطن العراقي ان يتعذب منذ ان يفتح عينه على الدنيا لماذا ؟ لماذا يستكثروا عليه الجانب الاخر ان يباهي بعقديته الدنيا .

الا تستحق الشهيدة بنت الهدى ان تــُنشر لها رسالة واحدة من رسائلها النورانية في مناهجنا وهي من يعتصر قلب العراق لمصابها تلك العلوية الطاهرة فخر نساء البلد ، كثيرة هي الاسماء التي تستحق واكثر منها من تتصدر الكتب ولا تستحق .

موفقة يا وزارة التربية في ما ترمين اليه ونسال الباري التوفيق لكل وزارتنا للخلال من براغيث البعث الصدامية والفساد الاداري انه سميع الدعاء .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد كامل
2007-06-10
هذه الحقيقة اننا شعب نتكلم فقط ولا نعمل اننا لانرى الحقائق ولا نريد ان نرى اما بالنسبة الى دينهم فهم في النار لأنهم ضد ال بيت الرسول عبر 1400 سنة وهم يتوارثوون الجرائم ولا يكفون عنها انهم بلا دين ولا اسلام وانا شخصيا متاكد جدا ان اي شيعي سيذهب الى الجنة فقط عندما يتصرف كما يتصرف الأمة الأطهار عليهم السلام وكما يتصرف رجال رجال مرجعيتنا وشكرا
محمد
2007-06-10
اللهم صلي على محمد و ال محمد. بارك الله أناملك أختي الكريمه وجعلها في ميزان أعمالك.
mariam
2007-06-10
والله يا اخت بغداد اني اكول لو يشيلون مادة التاريخ والدين من المناهج التدريسية هواي احسن (عود اللي يريد الحقيقة خلي يدور عليها بنفسه لمن يكبر احسن ما تعشش الافكار المزيفة بدماغه وفد يوم يتفاجأ بالواقع المر) وبعدين الكل راح ترتاح لكم دينكم ولي دين...اسفة لهذه الحقيقة المرة التي لا تدل الا على شيئ واحد وهو ضياع الحقيقة ضياع الدين المسلم لله وحده ايا كان من الاديان السماوية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك