بقلم : بشرى أمير الخزرجي
حبا الله المنطقة الجنوبية من العراق الحبيب بثروات تعد الأهم في عموم العراق، هذا الموقع الحساس في جغرافية بلدنا الغالي عانى ولعقود عدة، من الإهمال والتهميش والإقصاء حتى من ابسط حقوقه. الجنوب الذي كان أهله ولازالوا يعيشون في جو من الألفة والتعايش تفتقدها العديد من مناطق العراق الأخرى حيث تجد المسلمين سنة وشيعة مسيحيين وصابئة وغيرهم من الأقليات عاشوا وتعايشوا بجو من الاحترام والمحبة دون ان تجرهم آفة الطائفية البغيضة الى مبتغاها. هذا الجنوب الذي أنجب العديد من العلماء والشعراء والمفكرين والمبدعين الذين هم مفخرة العراق ووجهه الحضاري، فالمنطقة الحيوية بكل مرافقها وبكل ثقلها تشكو الإهمال وقلة الاهتمام الذي هو بالتأكيد من مخلفات العهد البائد كما أنها تئن من ثقل الذين لا يريدون لها خيرا من أيتام النظام المقبور وتتدخل دول الجوار بشكل تخريبي وتدميري ولأسباب عده أهمها خوفهم من ان تنهض هذه المدن وتأخذ دورها الطبيعي في العراق والمنطقة، وقد ذكرت لي إحدى صديقاتي وهي من إحدى دول الخليج العربية بان والدها الذي يجالس أصحاب الشأن في الحكومة يعبرون صراحة عن عدم رغبتهم بعراق مزدهر يرفل جنوبه وأهله بأمن وأمان وإنهم لا يتمنون للفيدرالية أن تأخذ طريقها الى النجاح لأنهم يعتقدون ان في ذالك ضرراً عليهم، وما ذلك إلا لأن المسلمين الشيعة في العراق يريدون أن يأخذوا دورهم الطبيعي ومكانهم الحقيقي في بلدهم الذي كانت تحكمه الدكتاتورية الشوفينية التي تفننت في إبادتهم سواء في حروب رعناء عشوائية أو مقابر جماعية لم يشهد التاريخ مثيلا لها.كان الخليج يتنعم بخيراته وأبناؤه يسرحون ويمرحون في دول العالم فخرا واعتزازا فيما ان جارهم العراقي كانت حروب صدام الحمقاء تسحقه، واليوم فان البعض يتآمر على الحكومة العراقية الفتية، لإرجاع عقارب الساعة الى ما قبل 9/4/2003م.لاشك ان الهجمة شرسة والعدو ليس بالهين، فقد جمع أحزابه، ويعمل وبكل مكر على إجهاض مساعي حكومة الوحدة الوطنية وإظهارها بمظهر العاجز غير المسيطر وذلك من خلال الأعمال التخريبية المتمثلة بعمليات القتل المبرمج والإعلام المغرض المعادي من عدد غير قليل من مؤسسات ودور الإعلام العربي والأجنبي التي تتبارى في بث سموم الفرقة والطائفية البغيضة، وصولا الى ضرب البنى التحتية للبلاد كالجسور ومحطات الطاقة الكهربائية والوقود، فضلا عن مؤسسات التربية والتعليم وغيرها من مرافق الدولة، ناهيك عن الأسواق والأحياء الشعبية، ودور العبادة، كل هذا ودول العالم العربي تتفرج وبعضها تتآمر وفي أجندتها قتل أهل العراق الذين يشكلون غالبية الشعب العراقي تحت عنوان الشيعة الصفوية! وضرب أكراد العراق تحت عناوين شوفينية بغيضة. من الثابت ان الساسة العرب لا يستوعبون معنى الاستحقاق الانتخابي لأنهم وببساطة دول وحكومات وراثية، حتى لو كان الوارث عندهم معتوها أو سفيها، مادام من الأسرة الحاكمة، وفي اعتقادي ان العراق سوف يعاني الكثير كي يوصل فكرة الديمقراطية والشورى والتعددية السياسية والحزبية لمحيطه الأعرابي، فالجماعة لا يعرفون من التعددية إلا تعددية الحريم والقيان.
من هنا نجد ان من الضروري الإسراع بدفع عملية الإعمار وتحسين الوضع الخدمي في تلك المحافظات المتضررة، بخاصة وأنها تتمتع بقدر كبير من الأمن يجعلها مؤهلة لذلك، مع أهمية أن يتحلى الجميع بروح المسؤولية والتكاتف من اجل ان يثبت أهل العراق للعالم أجمع ان العراقي قادر على ان يبني بلده وان أبناءه ليسوا فقط مشاريع قتل وإبادة كما يريد أعداؤه ذلك. ان ازدهار وتقدم الجنوب الغالي هو ازدهار لكل العراق وهو التحدي الحقيقي في المرحلة القادمة فليس من الحكمة ان يترك مهملا يعاني أهله الكرام مرارة العيش وشغفه في ارض تعوم على بحر من الخيرات.
https://telegram.me/buratha