المقالات

الديون المصرية على العراق .. اخر نكتة

2145 04:35:00 2007-06-09

بقلم : ناهدة التميمي

كان لدينا فراش مصري جنى من الاموال والذهب مالم يجنه عراقي في احسن المناصب .. وكان لايتعامل الا بالدولار في زمن كان العراقيون فيه لايعرفون هذه العملة الخضراء لانها كانت محرمة عليهم ومحللة على كل من هب ودب. هذا الفراش كان يحول كل راتبه دولارات حسب القانون ويمنح مخصصات اقامة وايجار,علاوة على انه كان يقدم خدمات للموظفين بفلوس مثل التسوق لهم او نقل اثاثهم وتنظيف حدائقهم وغيرها من الخدمات التي كانت تعفيه من الدوام الرسمي .. وبعد الدوام كان يعمل في المطاعم وخدمة الفنادق .. ومالبث ان اشترى ارضا زراعية لاهله في مصر وابتنى عليها دارا .. ثم خطب احدى قريباته وارسل لها كامل جهاز العروس من العراق مع اقربائه المسافرين كما ارسل لها من الذهب مالم تحلم به امه في حياتها حتى اصبح اغنى من المدير العام الذي اخذ يستلف منه.وقبل حرب الخليج الثانية بايام بدأت تتدفق على العراق اعداد غفيرة من المصريين في وقت كان العراقيون فيه يهربون من بلدهم باتجاه الحدود خوفا من القصف الامريكي مما اثار استغرابنا .. ومن هؤلاء كان فراش ثاني نسب الى دائرتنا قبل يومين فقط من اندلاع الحرب والتي ما ان اندلعت حتى غادروا جميع قافلين الى مصر ( ام الدنيا ) والعجائب والغرائب.. ومعظم هؤلاء بالتاكيد كانوا من ارباب السوابق ونزلاء السجون والذين يشكلون عبئا على مصر واقتصادها , فضربت بهم الحكومة المصرية الف عصفور بحجر واحد منها تفرغ سجونها منهم فلا تضطر الى اطعامهم والباسهم وتاهيلهم, ومنها تحويلهم من عبء اقتصادي الى عملة صعبة تصب على مصر بدلا من اعالتهم, ومنها ليكونوا جواسيس لها في العراق تبيع ماحصلوا عليه من معلومات حسب الطلب لاية جهة تحتاجها .. وايضا لاحداث توازن طائفي وتغيير ديمغرافي في العراق واخيرا وليس اخرا ليكونوا عيون لصدام على شيعة العراق الذين كان يجري ابادتهم بشكل ممنهج ومدروس بزجهم بحروب عبثية واعدامات ليس لها مبررات مسوغة مثل غياب يومين او الرجوع من الخط الامامي عشرة امتار وما الى ذلك من حجج واهية ومكشوفة القصد منها ابادة اكبر عدد من شبان الشيعة والذين كانوا دائما مراتب دنيا تتقدم جبهات المواجهة بينما غيرهم قادة محميين بخيمهم الفارهة وجندهم من اهلهم وعشيرتهم الاقربين. كل ذلك كان يجري جنبا الى جنب مع عمليات الابادة الشيعية التي اتخذت اشكال اخرى منها التهميش والتجويع والتهجير والاعتقالات العشوائية والمطاردة او قتل اطفالهم عمدا في المستشفيات وتقديمهم ارقاما للامم المتحدة كاعداد متزايدة للموت بسبب ( الحصار ) اي انه كان يضحي بالشيعة واطفالهم ليرفعوا الحصار عنه, هذا ان لم يكن متواطئا معهم على ذلك, ومنها ايضا امراضهم المتعمد, فقد ذكر المبعوث الاممي انذاك صدر الدين اغا خان في تقريره الذي رفعه للامم المتحدة في حينها من ان فريقه قد وجد براز انساني في ماء الشرب الواصل للعمارة عبر الحنفيات. والقصد طبعا هو امراض ماتبقى منهم في مدن الشيعة بمختلف الامراض السارية والمعدية لينقرضوا.وعندما اندلعت الحرب .. غادر هؤلاء المصريون على عجل ورفضت الحكومة المصرية وقتها ان يتم نقلهم بطائرات شحن لغزارة اعدادهم وطلبت ان ينقلوا بطائرات نقل معتبرة تليق بهم طبعا .. في حين كان شبان العراق وزهوره اليانعة تذبح قرابين لعبث الطاغية ومآرب العرب في جبهات القتال .. بعدها عرفت منهما انهما حصلا على تعويضات مجزية وكل ادعى ان له عقد لمدة خمس سنوات مقبلة واجبة الدفع, ورواتب سابقة مع تعويضات عن اغراض وملابس وحاجيات ادعوا انهم تركوها في العراق هربا من الموت وفي الحقيقة هم لم يتركوا قشة واحدة وراءهم .. وهذه التعويضات لم تشمل من كان في العراق وحسب بل كل المصريين في الخليج والدول المحيطة .. وتشكلت لجنة عبر الامم المتحدة خاصة بتعويضات المصريين وحسم امر هذه التعويضات على عجل واستلموا كامل تعويضاتهم الكاذبة. وكلنا يتذكر كيف ان المصريين برعوا في تزوير الجوزات في العراق بحيث كل واحد منهم كان له اكثر من جواز وباكثر من اسم يحول به من عدة مصارف حتى افلسوا ( ميزانية) العراق والتي بقيت مجهولة على العراقيين طبعا. وبعد مرور سنين اتذكر انه اتصل احد المصريين باحد البرامج وقال للمذيعة المصرية انه يريد ان يحصل على تعويض فقالت له ان لجنة التعويضات قد انتهت من جردها واحتساب وتسليم كافة التعويضات وان الاوان قد فات منذ زمن بعيد على ذلك.اما ماحصل بعد السقوط فقد وجد فيه المتصيدون والهباشة والفرهوديون ( مولد وصاحبه غايب) فسارعوا الى تقديم العقود المزورة والمشكوك فيها وطالبوا بالتعويضات اسوة بكل الدول المجرمة بحق العراقيين المحرومين والذين الى يومنا هذا يعيش اغلبهم على المزابل من الجوع والحرمان .. علما باننا لم نسمع يوما ما بان شركة مصرية كانت تبني او تعمر او تشق طريقا او تدير مصنعا او تجارة او اسواق في العراق بل كنا نرى الشركات التركية والكورية والفلبينية واليابانية هي التي كانت عاملة في العراق وليس الشركات المصرية .. حتى على صعيد الافراد فقد عرضت الجزيرة الارهابية بعد السقوط تقريرا لاحد الفلاحين المصريين العائدين من العراق وكانت متعاطفة معه لانه كان يحمل حقيبة تحتوي على خمسمائة وخمسون الف دولار وعند عبوره نويبع وجدت الشرطة المصرية هذا المبلغ الكبير معه فسالته كيف حصل عليه فقال ( انه وجده على احدى المزابل في بغداد ) وفي الحقيقة قد يكون اخذه من احدى المصارف او البيوت الصدامية لانه كان يثق بهم ولايثق بالشيعة .. فصادرتها السلطات المصرية منه ولكنها لم تعدها للحكومة العراقية.. وهكذا فان الديون المصرية على العراق اخر نكتة يصعب على العقل تصديقها .. ولكنه زمن الفرهود.ناهدة التميمي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بابلون
2007-06-13
لوالله اضحكتونى ومن كل قلبى وكيف اتت هذه الديون هل مصر صدرت فففففففففففول للعراقيين اضحكتمونى رحمه الله عليك يا عبد الكريم قاسم عندما طرد عبد الناصر ومثه جلاق
حازم
2007-06-09
يجب ان ان لا يقبل العراقيون استنزاف اموالهم وخيراتهم من العرب مرة اخرى ونرجوا من اي حكومة عراقية الحالية او القادمة ان لا تتهاون مع الحكومات العربية والدول العربية مثل ما رئيتم في قمة شرم الشيخ ان العراق قدم عروض تجارية مغرية لمصر ولم يمضي شهر على فمة شرم الشيخ بدات مصر بمؤامرتها المعروفة في العراق يعني العرب لا يخلصون بالوعود والمواثيق مثل ذليلهم صدام ويجب عالحكومة العراقية باصدار قوانين صارمة للمقيمين العرب والاتين للعراق والمعاملة بالمثل واكثر .
الغريبf
2007-06-09
يا حسني الامبارك متخجل اتجول نطلب العراق بلد اسيادك يا شحات لكن اذا كنت لا تستحي فادعي ما شئت
د.خضير
2007-06-09
وماذا في ذلك!!أليس (الجدعان) الذين ملأ بهم القائد الضرورة ارض العراق ينتمون الى (العروبه) وانهم من سنخ قائدنا( ابو الحفره) يؤمنون بالقومية العربية الى حد الركب،فلماذا تستكثر عليهم الاخت الفاضله ان يأخذوا اموال العراق وهم اولى بها منهم..فثلاثة اخماس الشعب العراقي فرس صفويون،وخمسه اكراد لايعرف اصلهم،ونسبة من اصول مختلفه.. ولذا فان حق المصريين كما يقول مثلهم مثل حق المنشار ..صاعد واكل (عروبه)،نازل واكل (قوميه).. ثم ان السيده تتقاطع مع دعوة السيد نائب رئيس الجمهورية الى اعادة استيراد المصريين..ها..
بسمة العبيدي
2007-06-09
سلمت يداك وبارك الله في قلمك الشريف لقد كشفت المستور للعراقيين والعالم وبالاخص من هم من العرب الجبناء عن حقيقة الحدوتة المصرية في العراق
ام حسين
2007-06-09
ولازال العرب ينمعوا بخير العراق بسبب ان اهل العراق الاغنياء تهجروا وسكنوا البلدان العربية قابل بلاش لابل يدفعون كل فلوسهم حتى يدخلوا مصر اواي بلد عربي ويدفعوا اكثر حتى ياجروا سكن مناسب لهم والمعيشة الغالية فحدث ولاحرج ليكول عايش بفرنسا موبالوطن العربي هاي شيمة اخوك العربي يمص دم العراقي سابقا وحاليا ومستقبلا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك