المقالات

نزار عبد الواحد

2051 18:46:00 2007-06-07

بقلم : عباس طلال / رئيس تحرير جريدة الزوراء / نقابة الصحفيين العراقيين

بمرارة لاتطاق .. فقدت الزوراء احد ابرز كتابها .. الشهيد نزار عبد الواحد ( رحمه الله ) .. الذي اغتيل يوم الاربعاء الماضي .. ونزار الذي كان يستعجل في ارسال عموده الاسبوعي من ميسان عبر الانترنت كان قد استعجل سفره الى مدينة الرب العظيم .كان كاتبا .. حريصا .. امتاز بدقة اختياره لما يكتبه وبات اسمه محفورا في ذاكرة القراء .. واليوم وبعد ان استعجله الموت لم يكن امامي الا ان املأ الفراغ الذي تركه نزار في مساحة عمود الصفحة الاخيرة ( اليتيم ).

نزار عبد الواحداللحظات الاخيرةعباس طلال / رئيس تحرير جريدة الزوراء

قبل ان يضع كلماته الاخيره على مقدمة مسامعي تنبهت كما لو كنت في يقظة مفاجئة . الى ان ثمة سرا ينطوي عليه هذا الصوت وحين ارتدت لمخيلتي القريبة البعيدة صورة اماسينا الترابية و ( سوالفنا) عبر سنين .. تلك السوالف التي تتصدر جبهة القلب دائما احسست قد انكمش فعلا في فضائها الرحب بعض بائعي الموت فيما انسحبت بقايا امالي الى اماكن مجهولة من سنين التسعينيات .انه نزار عبدالواحد .. الذي يشاطرني الحزن والحب فقد انعكس على صفحتي الدافقة ليل طلق كانت تتحرك تحت سمائه حشود من المواجع لا أول لها .. ولا اخر ، تعبر كل سنيني في عثار متصل لتختصر علي الطريق .. ليفارقني ولربما اتبع اثره والتقيه في قيامة مهشمة متوشحا بحياءه الجنوبي المستفيض.- لقد اغتالوا نزار عبدالواحد.. هكذا قالها جبار طراد.انه غادرني مع صباحات ممن احببتهم ..اذ يحلو له السفر الى مدينة الرب في وقت مبكر لما يحققه من الاختصار المشبع بالياسمين والندى من راحة عميقة تعيد له صدى الصباحات البعيدة التي غرز فيها اقدامه سعيا وراء هدف . * العمارة ..كانت في اول صحوها تلتقط اطراف يقظتها بشوارعها المستقيمة .. وازقتها السمراء كان فيها خجلا على ابواب بيوتاتها التي ستودع نزار في ظهيرة غلفها الصمت .. واخرى من بيوتاتها تنسل لتعاتب بعض دكاكينها المحاذيه لبعض الاهل والاحبة بوداعه .. كل مافي هذه المدينة التي ينزع نزار ملابسه فيها .. ترسم لعينيه صورا امضى فيها ازمان مختلفه..فمازالت بعض ملامحه تذكرني بصراعات هجرته الى بغداد التي كانت تتطلع عبثا لعودته.هل صحيح انه محمولا على اكتاف احبته؟نعم .. محمولا يستلقي نظره على صغاره الثلاث .. وأمرأته واهله في انبساط تلقائي . رجال .. صحفيون .. موظفون .. واصدقاء حرصوا على مرافقته في رحلته المتعبة .. ياخذون سبيلهم بصمت .. وصبر .. اياديهم مسبلة وعيونهم دامعة الى الارض التي ستحفظ الامانه .. نساء متلفعات بعباءات سود يحملن حقائب سفره الممتلئة بالدموع .. واكياس التسوق العائد بها لاطفاله الذين يلوذون باذيال خطوات الاب الذي غادر مدينته بحذر شديد ربما يلحق بالاخرين اذى ..صورة مغرقة بالحزن ونزار يشم في هذا الحزن رائحة الناس والعمل والمحبة .. بل انه كان يرى في الوجوه صور الوجوه التي زرعتها في رأسه خيالات القصاصين ورسوم الرسامين ..انه السفر الابدي .. يثقل حركة الاجساد التي تحمله .. يتوقف نزار .. ويستفيق على تثاقل حركة الاجساد وهي تزحف زحفا كبيرا ..يتوقف وينصت ليستطلع قامات المشيعين له والعالقه بحزنه .. يفتح عينيه ويرهف اذنيه ويستدير نحو اطفاله الذين اتجهت اليهم الانظار ثم طفق في اصغائه لصراخاتهم .. واضحى لما يقولون به من نعي .. وما كان يتبين منها الا حبهم اليه .. وحبه اليهم .سكت بلحظة استجمع فيها شجاعته بعد ان غص صوته بعبارة فيها ربيع يعشق عشقا جنوبيا ..وقال .. نعم .. سأمضي مع ما مضى من الوقت انه وداعي الاخير .. لصغاري وللاهل والاحبه ..فرحلتي الابديه ستكون لمن احبه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك