( بقلم : بشرى أمير الخزرجي )
ان السبيل إلى خلق التواصل مع ما يحدث في العراق وساحات المهجر هو تفعيل دور شريحة الشباب العراقي خارج البلد حتى يتحملوا مسؤوليتهم تجاه موطن آبائهم وأجدادهم فهم طاقة لا يستهان بها من حيث ارتباطهم بالأوساط الشعبية في البلد الذي يعيشون ويتعلمون به.
على سبيل المثال تضم بريطانيا لوحدها جالية عراقية عريضة ساهمت ولسنين طوال في دفع وإسناد عملية التخلص من الزمرة الصدامية وكذالك بعد سقوط الطاغية، فقد وقفت هذه الجالية وبجدارة أثناء إجراء العملية الانتخابية بمرحلتيها حيث اثبت شبابنا حينها كم هم حريصون على خدمة العراق وشعبه.
ان الشاب العراقي وان كان بعيدا عن بلده أو حتى إذا شاءت مشيئة الله ان يلد ويترعرع في الغربة فانه يمتلك حسا وطنيا عاليا وحنينا لا متناهيا إلى الوطن، ربما لا يملكه كائن آخر على وجه الأرض، فهو يفيض عطاءاً إذا وجد من يحتضنه ويبلور طاقته الفياضة .. رأينا كيف ان الشرطة البريطانية تبدي استغرابها عندما تنظر إلى حماس الشباب في المظاهرات الداعمة للعراق وقضاياه سواء في فاجعة العسكريين (ع) أو أيام التحضير إلى الانتخابات، وقبل ذلك في مظاهرات سنوات ما قبل سقوط نظام صدام، بخاصة عندما تعرف أنهم قد ولدوا وكبروا في بريطانيا، انه سر الانتماء إلى بلد الأنبياء والأوصياء.
إن شبابنا أملنا حقا، وطاقاتهم قادرة على رفد البلد المتضرر من كل النواحي، فالتحديات التي تواجه العراق لا ينبغي ان تحصر داخل العراق فحسب أو انتظار معجزة تنقذه مما هو فيه، بل ينبغي ان تتضافر الجهود وان يتم تفعيل دور السفارات في الخارج من خلال إنشاء ورشة عمل تستقطب شريحة المثقفين والأكاديميين والناشطين في المجالات الاجتماعية لاسيما شريحة الشباب، فهم قوة لا يستهان بها.
ان ما نقول به ليس بجديد على عمل السفارات في الخارج، فهو ما تمارسه سفارات دول عدة وحتى النامية منها، فلماذا لا نسابق الزمن ونتعالى على المصالح الضيقة والتشنجات الطائفية والعرقية التي ينادي بها البعض كي يداروا بها عجزهم في إدارة البلاد، ونسعى جادين إلى إعمال جهودنا كل من موقعة لأنه الحل الشافي في الوصول إلى شاطئ التقدم والإزدهار، فان القوي هو من يفرض احترام الآخر له.
https://telegram.me/buratha