المقالات

حكاية عن السلاطين!!

1580 22:31:00 2007-06-06

بقلم: (المحامي طالب الوحيلي)

حدثني صاحبي عن موقف صادفه حين كان لاجئا سياسيا في إحدى الدول الاسكندنافية ،كانت الحدائق الغناء فيها تذهل العيون،وهي قبلة الأنظار تفوح زهورها بعبق المواسم الربيعية، التي يزيد جمالها نظافتها الفائقة وحلاوة الأشجار المثمرة فيها وكأنها جنان دانية قطوفها ،وحيث أشجار الكمثري أي العرموط تتلالا ثمارها الغضة، وهي تتدلى من فرط ثقلها ونضجها،فأسالت لعابي وأشعلت في نفسي شهية غريبة كي اقطف أقربها الى يدي ،وحين حزمت العزم على اختطافها ،تلّفتّ تلفّت الحذر خشية ان يرصدني راصد ،وما ان هممت بها حتى شعرت بيد غليظة تشد على يدي الراجفة من فرط الرعب ،واذا بوجه متجهم يطالعني لشرطي يعنفني باستغراب عن فعلتي وأسبابها ،ولفرط حيائي أبلغته بحقيقة الأمر ،فمد يده الى جيبه وانا موقن بانه سوف يخرج (كلبجاته) ولكنه اخرج محفظته واستل منها عملة نقدية، وأشار لي بمحل لبيع الفواكه موضحا لي وبأدب جم ان هذه الفاكهة هي للزينة كونها تدل على نعمة حبا بها الله هذه البلاد،وقد قبل اعتذاري بدعابة مهذبة..هذه ليست مزحة لان المزاح يذهب ماء الوجه ،ولكن يمكننا ان نستنبط منها أمورا عدة مقاربه لواقع بلدنا ومدننا وعاصمتنا بغداد التي طالما تغنى بها الشعراء وبكى غربتها اهلها وبكتهم على ما تحملوه من بلاء ،أتت بشائر الخلاص منه عبر الحكم الديمقراطي الذي سوف تشيده سواعد المخلصين.ما ينبغي ان تكون عليه نظافة مدننا ,يجب ان ينسجم مع كونها تكليف شرعي يبتدئ من جسم المؤمن مرورا ببيته ومحلته ومحل عمله والسوق الذي يرتاده أو الدائرة التي يتعاط فيها مصدر رزقه وكل ما يحيط به ،وتلك اول المشاكل مادمنا لا نستطيع التخلص من القاذورات التي قذفها علينا صدام وهي تعيث بالعراق الفساد،ثم لنلتفت الى حدائقنا وساحاتنا التي هي اكتست ببعض الزينة والجمال ونحن بانتظار المزيد حيث ترى حركة دائبة للعاملين على محاولة ازالة مظاهر الخوف والخراب باضفاء اشكال من الزينة . فما اجمل من ان تستغل الساحات والحدائق والجزرات الوسطية لإنبات الأشجار المثمرة ومنها عمتنا النخلة ،وذلك إحياء لذكرها وإطعام للجائعين لثمرها وما جاع قوم في أرضهم نخيل!!والمهم في هذه الحكاية ،الحضور الأمني وتدخله في المكان والزمان المناسبين ،ونحن نعلم ان ليس العبرة في صغر المعصية ولا في كبرها ولكن العبرة بمن تصعي ..وكذا الأمر في الفرق بين المخالفة او الجناية كون كلا الحالين هو خروج على القانون وتعدي على حرمة وحقوق المجتمع،واذا كان التجاوز على عرموطة في حديقة عامة ،عد جريمة أوجبت تدخل رجل الشرطة ،فما بالك بالجرائم الجسيمة التي ترتكب كل يوم في الشوارع وفي الميادين العامة والأحياء ويستغيث الضحايا ولا من ناصر ولا معين ،أشخاص يخطفون أمام أنظار الجميع وفي وضح النهار، والبعض يذبح وترمى جثته في قارعة الطريق حيث كمائن الإرهاب الذي استحلت زمره حرمة الإنسان ودمه فما بالك بحرمة القانون والنظام ؟!فمتى يمتد الينا نعيم الأمم الأسطورية ونجد الأمن وسلطاته وهو يبسط سلطانه المهذب الذي لابد ان يكون محيطا لكي تينع شجرة الحياة،لاسيما وان هذه الشجرة تقتضي ان يكون غارسوها هم حماتها ،أي ينبغي ان ينتشر رجال الامن ليكون لهم الحضور المستتر لرصد كل من يخالف القانون والنظام ،لا ان يكونوا أول المتخلفين وآخر من يعلم !!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك