بقلم : سامي جواد كاظم
الائمة عليهم السلام هم اقصر واسلم واسهل طريق لنيل مرضاة الله عز و جل وعليه لابد على كل من يرغب في النجاة من جهنم ان يتمسك بمنهج اهل البيت الاطهار عليهم السلام وهنا نقطة مهمة لابد من التوقف عندها والتي غالبا ما اثيرت حول الامام علي عليه السلام لماذا لم يطالب بحقه بالخلافة ان كان صحيح ان النبي محمد (ص) اوصى به اولا انه ليس فقط النبي محمد (ص) اوصى لعلي بالخلافة بل القران الكريم في اكثر من اية تدل على ان الامام علي عليه السلام هو الوصي والولي على المسلمين منها ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فكل كتب التفاسير تقول انها نزلت في علي عليه السلام واخر ما نزل في القران هو اية التبليغ في غدير خم والتي لا تقبل الجدل والشك هذا بالاضافة الى كثرة الاحاديث النبوية التي تنادي بولاية علي عليه السلام واهل بيته وثانيا المهم هنا ان الخطاب الالهي والنبوي موجه الى المسلمين بالالتزام بعلي لا الى علي بفرض نفسه على المسلمين وحتى فترة خلافة علي عليه السلام فان استلامه للخلافة بطريقة فريدة من نوعها في العالم لم تحصل الى قيام الساعة وانها كانت على الطريقة الديمقراطية الصحيحة الصرفة لا على اساس الديمقراطية الامريكية
فقد تم تنصيبه بالخلافة من غير ان يرشح نفسه ومن غير دعاية انتخابية ، ولهذا تجد ان المسلمين الذين اتبعوا آل محمد (ص) اتبعوهم بصورة غريزية من غير ان يدعو الامام الى نفسه فتجد المسلمين من مختلف الامصار يشدون الرحيل ويتحملون العناء لكي يغترفوا من منهل الائمة عليهم السلام العلمي والشرعي ملتزمين بالايات والاحاديث الدالة على الالتزام بهم وان كانوا بمعزل عن الخلافة، من هنا نجد ان المراجع العظام السابقين والحاليين لم بدعون الناس الى تقليدهم ولم يفرضوا انفسهم عليهم وكما انهم لم يعلنوا انهم يتصدون للمرجعية بل المرجعية هي التي تتصدى لهم ولم يدعوا الاعلمية وهذه الصفات كلها كانت ضمن وصايا الرسول الى الامام علي عليه السلام ( .يا علي : من تعلم علما ليماري به السفهاء او يجادل به العلماء او ليدعوا الناس الى نفسه فهو من اهل النار) ( وصايا الرسول لزوج البتول ص61 ) فان الذين ادعوا انهم الاعلم او اعلنوا انهم مجتهدين وحجة على المسلمين او من دعا الى مناظرة علماء المرجعية ان مكانهم في النار طبقا للحديث اعلاه ،
فهذه الغريزة الالهية التي جعلها الله عز و جل لدى الناس بالانقياد الى الائمة عليهم السلام هي نفسها جعلها لدى المقلدين باتباع مراجعهم ، عمر المرجعية لم تفرض نفسها على احد ولم تنشيء لنفسها قوات مسلحة او اجهزة استخباراتية على الناس لكي يرغموهم باتباعهم ولكن الانقياد اصبح غريزي اذن القاسم المشترك بين الائمة عليهم السلام والمرجعية هو انقياد الناس لهم بشكل تلقائي من غير اكراه او الزام اي ان البيعة لهم تكون بيعة قلبية وايمانية لا تشوبها شائبة وهي لوجه الله تعالى
https://telegram.me/buratha