بقلم: حسن الهاشمي
دافع مفتي مصر الدكتور علي جمعة عن فتواه التي أثارت جدلاً واسعاً، في جواز تقبيل سور ضريح الإمام الحسين عليه السلام. وأوضح جمعة في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" أجرتها معه في 23-5-2007، بشأن فتواه بجواز تقبيل ضريح الإمام الحسين وقال: إنني كنت أرد بهذه الفتوى على سؤال لأحد المواطنين في مسجد (السلطان حسن) حول كون تقبيل سور ضريح الإمام الحسين يعد شركا بالله فأجبت بأن هذا ليس شركا بالله وإنما هو نوع من أنواع إظهار الحب، ولا أقول للناس اذهبوا وافعلوا ذلك لأن العرب كانت تقبّل دار الحبيب.
وأضاف جمعة: لقد قصدت بذلك نفي الشرك، الذي هو بداية الإرهاب والتطرف والدم الذي يقع على الأرض، فالقول بأن هذا الفعل لا يؤدي إلى الشرك بل هو إظهار للعاطفة والحب، يسدّ الطريق على المشارب المتشددة التي شاعت في عصرنا. وتأتي أهمية هذه الفتوى وجرأتها بعد انخراط بعض علماء الأزهر في ركب الوهابية بدوافع معروفة!! وادعائهم أن تقبيل ضريح الأئمة والأولياء يعد شركا لله!! غير عابئين من ورود عديد الآيات والروايات بشأن أهل البيت والتأكيد على تعظيم أمرهم ومنحهم كامل المودة والتقدير، وضرورة الانتهال منهم حيث أنهم عدل القرآن وأحد الثقيلين من تمسك بهما نجى ومن تخلف عنهما هلك وغوى.
وسؤالي للمعترضين على تقبيل الضريح: لماذا عندما كان نبي الله يعقوب يدعو الله و يتوسل به ليرد بصره؟ لم يرد بصره؟ ولكن عندما توسل وتبرك بقميص يوسف؟ رد بصره في نفس اللحظة؟ إذن كما توسل يعقوب بقميص يوسف والذي هو بالحقيقة بــ يوسف عليه السلام، وهو توسل بمظلومية يوسف عليه السلام الذي خذلوه وغدروا به إخوانه بتركه في داخل البئر وحيدا ً مظلوما ً صابرا، كذلك نحن نتوسل بمظلومية الحسين عليه السلام الذي خذلوه و غدروا به أعوانه بتركه في ساحة كربلاء وحيدا ً مظلوما ً صابرا!! بل نتبرك بضريحه الذي هو عبارة عن منتجع الحب والإيمان والكرم والفضيلة والجهاد، وعلى الرغم من عظم مصيبة يوسف وعلو شأنه، بيد أنها تنتحب وتولول على مصيبة الحسين عليه السلام، حيث أنها أنست الرزايا التي سلفت وهونت الرزايا الآتية، ومبدأ التبرك هو منصوص في القرآن وليس بحاجة إلى كثير بيان، وكلما كانت التضحية أعظم والأهداف أسمى، كلما تأكدت حالة التوسل والتبرك بكل ما يمت بصلة بصاحب تلك المآثر والكرامات.
إضافة إلى ما ذكر لقد جرت العادة في كل أنحاء العالم المتحضرة مثل الدول الأوروبية وغيرها وحتى العربية والإسلامية الاهتمام بزيارة القبور حيث إنهم يشيدون بناء رمزي على قبر الجندي الذي يستشهد من أجل تراب وطنه وقضيته تكريما ً له، ويصرفون أموالا باهضة في الاهتمام بهذا القبر ليتوافد جميع أبناء الشعب ويزوروا مثل هذه القبور.
مادامت المباني تشيد على المقابر المجهولة أو التي تشيد على مقابر سائر الأديان والمذاهب، فهي مندوحة لا يشوبها ريب، بيد أن نفس العمل إذا ما أقيم على قبور الأئمة وذراريهم ومحبيهم المخلصين، لماذا تثار حفيظة البعض ويتهمون أصحابها بالشرك والبدعة!! نعم أنها الفئة الوهابية التي ما اكتفت في تخريب قبور أئمة البقيع في المدينة، بل طالت أياديهم الآثمة في تفجير كل تلك المزارات والمقابر والمساجد والحسينيات داخل العراق، ألا ينم ذلك عن حقد دفين يعتمل صدور أولئك القوم الذين في قلوبهم مرض إزاء كل ما يمت بأهل بيت النبوة بصلة؟!
https://telegram.me/buratha