في زيارة نائب الرئيس طارق الهاشمي للقاهرة هذه الايام وبعد لقائه مع امين الجامعة العربية عمر موسى والاستجداء بتقديم يد العون والمساعدة ! وخلال لقائه مع رئيس وزراء مصر احمد نظيف الذي تعهد بوضع امكانيات مصر في خدمة العراق !!! والاهم من هذا كله هو ان فتح السيد النائب الهاشمي ابواب العراق امام " الاشقاء" العرب والمصريين بصورة خاصة ليساهموا في اعمار العراق !!!! . موقف الهاشمي يبدو طبيعيا لو ان العرب وقفوا موقف مشرف ومساند للشعب العراقي في محنته سوى ايام النظام المجرم البائد او في محنة الارهاب الحالية التي يشارك فيها مجرمين من جميع الجنسيات العربية لابادة طائفة او قومية معينة على حساب اقلية كانت حاكمة . وكان موقف العرب واضحا مما يحصل بالعراق سوى اكانوا خارج العراق او من الذين يقيمون فيه من فترة طويلة . وليتذكر معالي نائب الرئيس "الهاشمي" حينما استقدم النظام البائد ايام حربه على الجارة ايران اعداد ضخمة من المصريين تقدر بثلاث ملايين عامل مصري تركز اغلبهم في مناطق بغداد والمحافظات الجنوبية ضمن سياسة التغيير الديمغرافي لسكان المناطق الجنوبية , بعد ابعاد الشباب الشيعي باشغالهم بحرب طويلة الامد مخطط لها من اعاربة المنطقة . فبنى النظام الكثير من القرى العصرية للعوائل المصرية ودائما في محيط بغداد الطائفي والتي تستخدم اليوم كحواضن للارهاب القادم من عبر الحدود ووزعت لهم اراضي زراعية ليتم استيطانهم فيها على المدى البعيد ووجود هذه القرى والمناطق التي يقطنها المصريين في منتصف طريق بغداد الكوت على سبيل المثال والتي تعتبر بمثابة بؤرة توتر وحاضنة ارهاب ليذبح المسافر الذي يمر عبر هذا الطريق على ايدي "اشقاء" عاشوا على ارضنا واكلوا من خيراتنا او من الذين يحتضنوهم من مجرمي القاعدة والمجاميع الارهابية الاخرى .وفي الظاهر كان استقدامهم كايدي عاملة للمساعدة في البناء في ظروف البلد العسكرية انذاك . استغلت مصر "العروبة" الوضع فارسلت كل ما هو فائض عن حاجتها من خريجي سجون واصحاب سوابق وعاطلين عن العمل مقابل ملايين الدولارات التي تصب في خزينة مصر الشقيقة من العراق شهريا !. لمسنا كيف كان المصريين ياتوا بشهادات جامعية مزورة "يتم اكتشافها بعد حين او باعترافهم " لحصولهم على وظائف حكومية وكم من العمال اتوا بمعاملات ومستندات ايضا مزورة كانوا يتزودوا بها عن طريق شركات ومكاتب تصدير العمال للعراق وكم كانت الحكومة العراقية انذاك تغض الطرف عن الكثير من هذه الحالات حفاظا على استمرار بقائهم في العراق لانجاح مخططها الطائفي .استقدمت العمالة المصرية معها كل اساليب الاحتيال التي كانت سائدة في مصر واول مرة تدخل المخدرات والحشيشة للعراق وجرائم لا حصر لها من قتل سرقات ونصب وتزوير مما اضطر النظام البائد بوضع شعبة خاصة في احدى الدوائر الامنية للتحقيق في جرائم العمال المصريين التي لم تنتهي . حيث استغل هؤلاء المجال المفتوح لهم من قبل الطاغية المجرم المقبور الذي كان منهمكا بعمليات الابادة للشيعة والاكراد واطلاق يد هؤلاء المجرمين ليعيثوا فسادا في ارضنا لعلمهم "بان الذي يعتدي على مصري كانه يعتدي على صدام" فاصبحت جرائمهم ترتكب في حماية القانون لهم الذي يمثله رئس النظام انذاك . فاذا كان الهاشمي حريص على الاخوة العربية بجلب العمال فليضغط على اعضاء قائمته المشتركين في لجنة صياغة وتعديل الدستور وليسهلوا عمل للجنة وليتم اعتماد الدستور وتطبيق الفيدرالية التي هي اهم بند من بنوده , فبالنسبة للمناطق الجنوبية فيها من الايدي العاملة والخبرات والكفائات ما يكفيها لتبني الوسط والجنوب ولن تكن لها حاجة باي حال من الاحوال لاي عربي سواء كان مصري ام غير مصري . وتبقى حاجة الهاشمي للايدي العاملة في المنطقة الغربية لزراعة الصحراء او تعميرها حيث لدى المصريين خبرة في هذا المجال وليتحمل الهاشمي نتائج ما يصرح به. ام ان الهاشمي بحاجة الى تلك الايادي لتحمل السلاح لاعانة المجاميع والمليشيات الارهابية كالجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين ؟ او الانخراط تحت لواء ابو ايوب المصري ؟ طلب الهاشمي ليس جديد من ناحية مضمونه وهذا معتمد في بقية البلدان العربية التي يوجد فيها ثقل سكاني شيعي كالبحرين التي يتم استقدام المصريين والسوريين والاردنيين وتجنيسهم ليتم معادلةالتركيبة السكانية مقابل الطائفة الشيعية في البلد . كما ان حكومة مصر وموقفها مما يحدث بالعراق وتصريحات المسؤوليين فيها ومنهم الرئيس بولاء الشيعة لايران وليس للبلد ومطالبتها بدعم سنة العراق لا ياتي الا من هذا المنطلق , الطريق الاسهل لتحقيق مأربهم في تدمير الشعب العراقي .فالكثير من العمالة المصرية التي استقدمت الى العراق بعد السقوط فلنسئل الهاشمي اين ذهبت تلك الاعداد وفي اي مجاميع ارهابية التحقت وهذا ما اكدته جريدة الزمان " وشهد شاهد من اهلها " في عددها الصادر العدد 1720 --- التاريخ 2004 - 1 – 27((( مخطط لتهريب العمال المصريين الى العراق كشفت مصادر مطلعة ان السلطات المصرية اكتشفت محاوله لتهريب العمال المصريين للعمل في العراق عبر دولة عربية حيث لاحظت السلطات المصرية تزايد الطلب علي العمالة المصرية والتي تصل الي 2000 طلب يوميا في الوقت الذي ينخفض فيه الطلب عليها من بلاد اخري مما اثار الشكوك لدي وزارة القوي العاملة واوضح مصدر مسؤول بوزارة القوي العاملة ان الوزارة تعمل علي دراسة ظروف طلبات العمالة المصرية.وقال حمدي عبد العظيم مدير احد مكاتب الحاق العمالة بالخارج ان سفر المصريين للعراق يتم بطريقه غير شرعية نظرا لعدم وجود تأشيرات الي بغداد فالمكاتب تتعامل من خلال وسطاء في الاردن وتركيا ومنها يسهل الحصول علي تاشيرة العراق وهناك العديد من المصريين سافروا الي بغداد بهذة الطريقة والدولة لاتعلم عنهم شئا وان المكاتب تلبي طلبات العمال المسافرين الي العراق في سرية تامة وحتي دون علم الزبون نفسه.))) العراق في وضعه الحالي حيث البطالة متفشيه فيه نتيجة توقف المعامل الانتاجية وقله المشاريع الخدمية التي تستقطب الايدي العاملة. وجميع المجالات الاخرىالتي منها المجال الزراعي الذي لم يستغل على نطاق واسع فلم تستغل وزارة الزراعة الايادي العاملة من خريجي المعاهد والكليات الزراعية بمنحهم الاراضي واعطاء التسهيلات وتوفير خدمات لينهضوا بالواقع الزراعي وليحققوا الاكتفاء الذاتي وليوفروا على الدوله استيراد المواد الغذائية التي تكلف الملايين التي لو صرفت على تطوير الزراعة لاصبح العراق الان يصدر لجميع دول الجوار منها . على الحكومة العراقية ان تعي في هذا الوقت والوضع الغير مستقر امنيا لخطورة مثل هذه الخطوة التي ينادي بها الهاشمي من القاهرة لاعادة المصريين مرة ثانية للعمل في العراق لان الامور ستزداد سوءا فالفاسد منهم والذي يتقن اعمال النصب والاحتيال سيزيد ما موجود من فساد مالي واداري في البلد اضافة الى الذي ياتي تحت غطاء الايدي العاملة وينخرط مع المجاميع الارهابية , ليكملوا ما بدئوه في عقد ثمانينات القرن الماضي في تدمير العراق ارضا وشعبا .فلتستوعب الحكومة العراقية الاعداد الكبيرة من العاطلين بيوفير فرص عمل لهم وانتشال عوائلهم من فقر عاشوه عقود طويلة والارتفاع بمستواهم المعاشي اولا واخرا فلنفكر هذه المرة لبلدنا وابناء شعبنا والنهوض به وليعمر العراق بايدي عراقية وكفائات عراقية مع خبرات اجنبية . بدل التفكير بتشغيل الاخرين الذين لم يجلبوا لنا الا التخلف والدمار وسلب الخيرات. عراقيـــه
https://telegram.me/buratha