( بقلم : اسعد راشد )
لم أكن اعلم ان التيار الشيرازي في العراق لن يحظى باهتمام الاخ الدكتور المالكي الذي يشكل اليوم ـ ان لم نبالغ ـ بالنسبة لشيعة العراق من خلا قيادته لحكومة منتخبة صمام امام ولم اصدق ان اقرأ في موقع "النهرين نت" ان معظم المسؤولين العراقيين عندما يهمون بزيارة كربلاء يلتقون بكل المرجعيات الدينية دون استثناء وخاصة المرجعيات التي تملك تاريخا نضاليا كبيرا ولها مواقف مشرفة في مقارعة الظلم والظالمين ونشر افكار التشيع والدفاع عن حقوق الاغلبية في العراق الا الرئيس المنتخب الدكتور المجاهد نوري المالكي وبعض من قادة حزب الدعوة الذين مازالوا حسب ما جاء في الموقع المذكور يحملون مخلفات الماضي السقيم وترسبات افكار "الحزب القائد" و"القائد الضرورة" وما اشبه من خزعبلات لو اطلع عليها العالم الحر لتمسخر بنا .التحديات التي تواجه الاغلبية المظلومة في العراق تفرض على قادة الاحزاب والتكلات السياسية الشيعية الابتعاد عن كل ما يضر بوحدة الكلمة الشيعية والالتفاف حول مبدأ الدفاع عن حقوق تلك الاغلبية والخروج من شرنقة الحزبيات والفئوية الضيقة والانطلاق نحو رحااب الانفتاح على بعضنا البعض .
الشيرازيون بغض النظر عن الاخطاء التي تلازم كل حركة عاملة ونشيطة وبغض النظر عن الاجتهادات "السياسية" وحتى "التنظيمية" فانهم طاقات وقدرات فكرية يملكون تجارب جبارة لا يمكن ان تستغني عنها حكومة المالكي او اي حكومة عراقية منتخبة يقودها اناس شرفاء من امثال السيد المالكي او شخصيات اخرى من فعاليات شيعية ذات وزن كبير كالسيد الدكتور عادل عبدالمهدي وغيره .
يكفينا التشتت والتشرذم ويكفينا ما عانينا ونعاني من قهر واضطهاد وتكالب قوى الشر والرذيلة الوهابية والبعثية واتباع جماعات القتل الارهابية علينا فنحن شيعة العراق جميعا في سفينة واحدة ان غرقت ـ لاسمح الله ـ غرقنا جميعا ‘ وان سلمت ووصلت الى شاطئ الامان سلمنا ونجونا جميعا .
التقرير الذي نشر على موقع النهرين نت حول زيارة وفد من "حزب الدعوة" لمكتب المجع الديني السيد صادق الشيرازي في كربلاء خطوة مباركة ومبادرة ايجابية نأمل ان تستمر وتسود اوساط كافة الكتل السياسية والدينية الشيعية من اجل تقوية اللحمة الشيعية ومن اجل رص الصفوف ورفع الشأن الشيعي والابتعاد عن كل ما يسبب شرخا او جفاءا فيما بين ابناء المذهب الواحد ‘ نأمل ان لاتكون تلك الزيارة وغيرها من الزيارات التي تحصل فيما بين الكتل الدينية والسياسية وحتى المرجعيات الشيعية مجرة ظاهرة عابرة او صور للمجاملة بل نريدها صادرة عن نوايا صادقة بهدف توحيد كلمة اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام ولمواجهة التحديات التي تعصف بالبيت الشيعي .
يجب ان نقر بان ضعف أدائنا السياسي في المشهد العراقي سبب لشيعة العراق اوجاع دفع بالبعض من الشرفاء والمخلصين لاتخاذ منحى سلبيا فرض عليهم الانعزال لاسباب غير منطقية كانت تصرفات بعض قادة الاحزاب لها دور في تهميش شريحة واسعة من المجتمع الشيعي وخاصة الشيرازيون الذين لعبوا في فترة من الفترات دورا نضاليا كبيرا وساهموا بافكارهم الثورية في اغناء التجربة الشيعية في العراق ـ وغير العراق ـ لذا كان حريّا بنا ان لا نستغني عن تكل الشريحة ونمد لها يد العون والمدد ونستفيد من خبراتها وكفاءات قادتها في رفد البيت الشيعي بزخم من الحيوية والحركة .
الدكتور المالكي رئيس وزراء العراق وامين عام الحزب هو الرجل المناسب والقادر‘ ان لم يحدث اي امر مفاجأ او تغيير خارج عن ارادته ‘ في لم شمل الشيعة بحكم موقعه السياسي واتخاذ مبادرات بناءة وايجابية تتخطى ترسبات الماضي وتتجاوز العقد الحزبية والشخصية وتسموا على كل الحسياسيات وهذا لا يعني اننا لا نثق بغير المالكي وانما لكون ان الاخير يتمتع بخصوصية شعبية كون انه رئيس لحكومة منتخبة يحبذ ان يكون صدره مفتوحا ومبادراته للانفتاح على الكتل والمجاميع السياسية والدينية تشمل الجميع فليس البعثيون ولا مجرمي الجماعات المسلحة اولى في الانفتاح من ابناء المذهب الواحد والبيت الواحد ‘ يجب ان لا تتكرر اخطاء الماضي ولا نذهب بعيدا في ترضية الابعدون وننسى بل ونتجاهل الاقربون .
فاذا كانت التقارير تتحدث عن ان السيد رئيس الوزراء قد فتح قناة حوار مع جماعة تابعة للمجرم عزة الدوري بهدف كسبه للعملية السياسية رغم ان هذا النذل الزنيم لا يملك في العراق ذرة من الشعبية ولا قاعدة جماهيرية بل كل ما يملكه هي عصابة ارهابية احترفت القتل والاجرام كوسيلة للوصول الى السلطة وغايات قذرة فان من الاجدر ايضا بالدكتور ان يضع في حسبانه امر توحيد البيت الشيعي ولم صفوف ابناءه وكسبهم الى مشروع العراق الديمقراطي الحر .
نعم ليس الشيرازيون لوحدهم يجب ان يحظى برعاية واهتمام الدكتور السيد المالكي وتياره بل يجب المبادرة لعقد مؤتمر شيعي ـ شيعي لضم كل الفعاليات الشيعية بلا استثناء للاستفادة من طاقاتها وامكانياتها ولمعرفة ما يدور في خلجات نفوس قادتها وكوادرها وابناءها ولازالة ظاهرة الجفاء وما تعلق بالنفوس من كره وحقد او اي امر له صلة بحالات الاحتقان الحزبي او الشخصي وحتى المرجعي ‘ بلا شك ان الشيرازيين كان لهم النصيب الاوفر في التهميش والاقصاء لاسباب منها ذاتية ومنها خارجية ولكن لانريد في العراق الجديد ان تستمر الحالة بل نريد ان يكون الجميع تشملهم العناية والرعاية والاهتمام وكسبهم الى صف المشروع الديمقراطي وتفجير كل الطاقات من اجل الكيان الشيعي القادم بحول الله .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha