المقالات

القضية الشيرازية/ بعد لقاء "الدعوة" هل يجمع المالكي شمل الشيعة

1898 01:25:00 2007-06-06

( بقلم : اسعد راشد )

لم أكن اعلم ان التيار الشيرازي في العراق لن يحظى باهتمام الاخ الدكتور المالكي الذي يشكل اليوم ـ ان لم نبالغ ـ بالنسبة لشيعة العراق من خلا قيادته لحكومة منتخبة صمام امام ولم اصدق ان اقرأ في موقع "النهرين نت" ان معظم المسؤولين العراقيين عندما يهمون بزيارة كربلاء يلتقون بكل المرجعيات الدينية دون استثناء وخاصة المرجعيات التي تملك تاريخا نضاليا كبيرا ولها مواقف مشرفة في مقارعة الظلم والظالمين ونشر افكار التشيع والدفاع عن حقوق الاغلبية في العراق الا الرئيس المنتخب الدكتور المجاهد نوري المالكي وبعض من قادة حزب الدعوة الذين مازالوا حسب ما جاء في الموقع المذكور يحملون مخلفات الماضي السقيم وترسبات افكار "الحزب القائد" و"القائد الضرورة" وما اشبه من خزعبلات لو اطلع عليها العالم الحر لتمسخر بنا .

التحديات التي تواجه الاغلبية المظلومة في العراق تفرض على قادة الاحزاب والتكلات السياسية الشيعية الابتعاد عن كل ما يضر بوحدة الكلمة الشيعية والالتفاف حول مبدأ الدفاع عن حقوق تلك الاغلبية والخروج من شرنقة الحزبيات والفئوية الضيقة والانطلاق نحو رحااب الانفتاح على بعضنا البعض .

الشيرازيون بغض النظر عن الاخطاء التي تلازم كل حركة عاملة ونشيطة وبغض النظر عن الاجتهادات "السياسية" وحتى "التنظيمية" فانهم طاقات وقدرات فكرية يملكون تجارب جبارة لا يمكن ان تستغني عنها حكومة المالكي او اي حكومة عراقية منتخبة يقودها اناس شرفاء من امثال السيد المالكي او شخصيات اخرى من فعاليات شيعية ذات وزن كبير كالسيد الدكتور عادل عبدالمهدي وغيره .

يكفينا التشتت والتشرذم ويكفينا ما عانينا ونعاني من قهر واضطهاد وتكالب قوى الشر والرذيلة الوهابية والبعثية واتباع جماعات القتل الارهابية علينا فنحن شيعة العراق جميعا في سفينة واحدة ان غرقت ـ لاسمح الله ـ غرقنا جميعا ‘ وان سلمت ووصلت الى شاطئ الامان سلمنا ونجونا جميعا .

التقرير الذي نشر على موقع النهرين نت حول زيارة وفد من "حزب الدعوة" لمكتب المجع الديني السيد صادق الشيرازي في كربلاء خطوة مباركة ومبادرة ايجابية نأمل ان تستمر وتسود اوساط كافة الكتل السياسية والدينية الشيعية من اجل تقوية اللحمة الشيعية ومن اجل رص الصفوف ورفع الشأن الشيعي والابتعاد عن كل ما يسبب شرخا او جفاءا فيما بين ابناء المذهب الواحد ‘ نأمل ان لاتكون تلك الزيارة وغيرها من الزيارات التي تحصل فيما بين الكتل الدينية والسياسية وحتى المرجعيات الشيعية مجرة ظاهرة عابرة او صور للمجاملة بل نريدها صادرة عن نوايا صادقة بهدف توحيد كلمة اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام ولمواجهة التحديات التي تعصف بالبيت الشيعي .

يجب ان نقر بان ضعف أدائنا السياسي في المشهد العراقي سبب لشيعة العراق اوجاع دفع بالبعض من الشرفاء والمخلصين لاتخاذ منحى سلبيا فرض عليهم الانعزال لاسباب غير منطقية كانت تصرفات بعض قادة الاحزاب لها دور في تهميش شريحة واسعة من المجتمع الشيعي وخاصة الشيرازيون الذين لعبوا في فترة من الفترات دورا نضاليا كبيرا وساهموا بافكارهم الثورية في اغناء التجربة الشيعية في العراق ـ وغير العراق ـ لذا كان حريّا بنا ان لا نستغني عن تكل الشريحة ونمد لها يد العون والمدد ونستفيد من خبراتها وكفاءات قادتها في رفد البيت الشيعي بزخم من الحيوية والحركة .

الدكتور المالكي رئيس وزراء العراق وامين عام الحزب هو الرجل المناسب والقادر‘ ان لم يحدث اي امر مفاجأ او تغيير خارج عن ارادته ‘ في لم شمل الشيعة بحكم موقعه السياسي واتخاذ مبادرات بناءة وايجابية تتخطى ترسبات الماضي وتتجاوز العقد الحزبية والشخصية وتسموا على كل الحسياسيات وهذا لا يعني اننا لا نثق بغير المالكي وانما لكون ان الاخير يتمتع بخصوصية شعبية كون انه رئيس لحكومة منتخبة يحبذ ان يكون صدره مفتوحا ومبادراته للانفتاح على الكتل والمجاميع السياسية والدينية تشمل الجميع فليس البعثيون ولا مجرمي الجماعات المسلحة اولى في الانفتاح من ابناء المذهب الواحد والبيت الواحد ‘ يجب ان لا تتكرر اخطاء الماضي ولا نذهب بعيدا في ترضية الابعدون وننسى بل ونتجاهل الاقربون .

فاذا كانت التقارير تتحدث عن ان السيد رئيس الوزراء قد فتح قناة حوار مع جماعة تابعة للمجرم عزة الدوري بهدف كسبه للعملية السياسية رغم ان هذا النذل الزنيم لا يملك في العراق ذرة من الشعبية ولا قاعدة جماهيرية بل كل ما يملكه هي عصابة ارهابية احترفت القتل والاجرام كوسيلة للوصول الى السلطة وغايات قذرة فان من الاجدر ايضا بالدكتور ان يضع في حسبانه امر توحيد البيت الشيعي ولم صفوف ابناءه وكسبهم الى مشروع العراق الديمقراطي الحر .

نعم ليس الشيرازيون لوحدهم يجب ان يحظى برعاية واهتمام الدكتور السيد المالكي وتياره بل يجب المبادرة لعقد مؤتمر شيعي ـ شيعي لضم كل الفعاليات الشيعية بلا استثناء للاستفادة من طاقاتها وامكانياتها ولمعرفة ما يدور في خلجات نفوس قادتها وكوادرها وابناءها ولازالة ظاهرة الجفاء وما تعلق بالنفوس من كره وحقد او اي امر له صلة بحالات الاحتقان الحزبي او الشخصي وحتى المرجعي ‘ بلا شك ان الشيرازيين كان لهم النصيب الاوفر في التهميش والاقصاء لاسباب منها ذاتية ومنها خارجية ولكن لانريد في العراق الجديد ان تستمر الحالة بل نريد ان يكون الجميع تشملهم العناية والرعاية والاهتمام وكسبهم الى صف المشروع الديمقراطي وتفجير كل الطاقات من اجل الكيان الشيعي القادم بحول الله .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
شيعي اماراتي
2007-11-17
نشكرمرجعيةالامام الشيرازي على ماتبذله لعراقناالجريح وهذه الايام تمرعليناذكرى رحيل المرجع السيدمحمدالشيرازي العظيم الذي كتب عن العراق اكثر من 25 كتاباومؤلفا فجعلهم الله ذخرالنا وجميع مراجعناالعظام
مسلم شيعي
2007-06-09
تكمله ....... واستشهاد ايه الله السيج حسن الشيرازي - في بيروت - على يد ازلام النظام البائد و هو في طريقه الي اقامه فاتحه على روح الشهيد اية الله العظمي السيد محمد باقر الصدر و اخته في بيروت سنه 1400 من الهجره . الاخ اسعد راشد بارك الله فيك و جزاك الله خير الجوزاء
مسلم شيعي
2007-06-09
بسم الله الرحمن الرحيم كلام منطقي رائع الشيرازيين لهم الحظ الاكثر في تاريخ العراق منها ثورة التبغ التي قادها الميرزا حسن الشيرازي و ثورة العشرين التي قادها الشيخ محمد تقي الشيرازي والعمل لوقف المد الشيوعي في ايام عبد الكريم قاسم بقيادة اية الله العظمي السيد عبد الهادي الشيرازي و اية الله العظمي السيد ميرزا مهدي الشيرازي - والد الامام السيد صادق الشيرازي و الكفاح التي قادها الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي - قدس سره - ضد البعثيين .
سلطان علي (محب للعراق و أهله)
2007-06-06
رؤية استراتيجية و في غاية العقلانية تأتي منك ايها الكاتب الفاضل. هذا ما يجب علينا كشيعة ان نبادر له و على كل مستوياتنا من القيادات و من القاعدة. لا يجلب لنا التباعد و التشرذم و الانكفاء على ذواتنا و اقصائنا لبعضا البعض إلا مزيد من الضغوط علينا من اعدائنا و القتل فينا من ارهابييهم. لنجعل خطنا الاستراتيجي ان نكون كلنا لحمة واحدة بدون اقصاء داخلي فيكفينا ما نلاقيه من اقصاء و تهميش خارجي لنا. أذا كنا لا نمانع من مد ايدينا حتى لأقسى و اشرس اعدائنا فما لنا لا نمد تلك الايدي لإخوان لنا في الدين و المذهب و كلنا مستهدفون و بنفس الدرجة لأننا شيعة. للمعلومية انا لا اتبع خط مرجعية الشيرازي. تقبل تحياتي و تقديري.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك