( بقلم : عبد الامير الصالحي )
كثيرة هي المؤتمرات التي خصصت للتداول بالشأن العراقي لا سيما التي حملت صفة مؤتمرات دينية ضمت في اروقتها علماء الدين من المذاهب الاسلامية انسجاما مع الشعار الالهي(واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا) والذي تحقق لولا الوتر من الذين يسمون انفسهم علماء او ممن يعتاشون على زرع الفتن في صفوف المسلمين كما سنوضح ذلك.
مؤتمر مكة من المؤتمرات التي عقدت لهذا الشأن العراقي والذي عول عليه الكثير وتناوله الاعلام بشكل مسهب في حينه وقد ادلينا بدلونا بمقال تناول هذا الامر وهو على الرابط التالي :http://www.belagh.com/interview.asp?id=579 لا شك ان مثل هذه المؤتمرات تحمل ايجابيات كثيرة بغض النظر عن ما تتمخض عنه من نتائج يكون من العسير تطبيقها اوان نجد صداها على ارض الواقع لا سيما في العراق اليوم، ذلك لأن المشكلة في العراق اليوم هي مشكلة سياسية ونزاع اداري تمشكل فيه سياسيو البلد بالدرجة الأولى وليس نزاعا او مشكلة دينية او طائفية هذا ما يعترف ويجمع عليه حتى السياسيين والمتصدين في العراق. فالتاريخ يحدثنا ان بلدنا العراق رغم تعدد اعراقه واطيافه لم يشهد احتقانا طائفيا او نزاعا عرقيا كالتي تشهدها البلدان ذات التعدد الطائفي والديني وكما يحصل في وقتنا الحاضر بين اصحاب الديانات او البلد المتعدد الطوائف كالنزاع المستمر بين طائفتي البروتستانت والكاثوليك او ما تشهده الهند المتعددة الاديان من نزاعات تصل الى سفك الدماء في الشوارع والطرقات.
فمثل هذا لم يشهده العراق _ ولله الحمد_ على الاقل في الازمنة السابقة والذي ساعد على هذا الامر هو الانظمة الدكتاتورية التي تناوبت على حكم العراق والتي اذاقت الشعب العراقي بكافة اطيافه مرارة السجون والاعدامات فكانت النتيجة ان توحد ابناء البلد الواحد في مواجهة المصير الواحد.
وفي عودة لذي بدء فأن اختلاف علماء امة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) رحمة كما يقول الحديث الشريف (اختلاف علماء امتي رحمة) هذا اذا اخذنا بتفسير الاختلاف على انه التزاور وطرق الابواب فيما بينهم لا بمعنى الاختلاف الفقهي، فأن مثل هذا الاختلاف فيه من الايجابيات الكثير ويبين حقيقة ان الحالة في العراق سياسية لا طائفية كما اسلفنا.
ولكن يبقى التطبيق الفعلي لما تنتجه هذه المؤتمرات وبما يأمله الشعب العراقي منها كايقاف حقن الدماء وبث واشاعة روح الاخوة الاسلامية وهذا بطبيعة الحال فيه قوة ورفعة للاسلام ، وبالنتيجة فالمؤتمر الاسلامي الذي يدعو الى حقن الدماء وعدم تكفير الاخر والاعتراف بحرية الرأي والمعتقد فتطبيق هذا هو قوة للاسلام ونجاح للنظرية الاسلامية والتي من اجلها فتحت البلاد وانتشر الاسلام على يد المسلمون الاوائل.لقد نادى علمائنا الاعلام _تبعا لائمة الهدى عليهم السلام _ بوجوب التمسك بالوحدة الاسلامية في مواجهة اعداء الاسلام الذين يريدون ضرب هذه الوحدة وشق صفوفها تحت نظرية ماسونية حاقدة الا وهي نظرية (فرق تسد) والتي وقف علمائنا وفي اكثر من مناسبة ومحفل بالوقوف ضدها لا سيما في الوقت الراهن والذي تتكالب علينا وعلى اسلامنا قوى الاستكبار العالمي والقوى الدخيلة التي تقف كطابور خامس لتدق اسفين الحرب الاهلية بينابناء هذه الامة في كل فرصة تتاح لها.لقد وقف علمائنا وقفة رشيدة مخلصة تجاه هذه الهجمة لا سيما المرجعية الدينية في النجف الاشرف ناصحة تارة ومرشدة تارة اخرى الى هذا الخطر سواء ببيانات او رسائل حملت في طياتها الحرص على الاسلام والمسلمين بدون اي تميز او انحياز يستحق من الجميع ان الوقوف وقفة اجلال واتخاذ هذه المواقف قدوة للاهتداء بها راجع الرابط التالي.http://www.sistani.org/local.php?modules=extra&eid=2&sid=84وhttp://www.sistani.org/local.php?modules=extra&eid=2&sid=67 حيث اوضح مآرب هذا المخطط الذي لا يستثني احدا.ولا يخفى ان هذا الطابور كشّر عن انيابه وتمادى في غيّه فلم يبقى الا ان تعي هذه الامة اذا ما ارادت ان تحيى حجم الخطر الذي يحدق بها وان تمسك زمام امرها، برجوعها الى علمائها العاملين والمخلصين لا الى كل من هب ودب ومن يعتاش على فرقة المسلمين ونزاعاتهم.يقول الله تعالى (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم)والله من وراء القصد
https://telegram.me/buratha