بدأت الاخبار تتوارد عن القتال الدائر بين الفصائل المسلحة وتنظيم القاعدة الارهابي في العراق ,وقد ذكرت الاخبار ايضا ان القتال شديد وبالغ الضراوة, وهذا طبعا مؤشر ممتاز على دنو النهاية السوداء المتوقعة لتنظيم القاعدة في العراق الذي عاث فسادا وتقتيلا في العراق والعراقيين ولم يرعى لاذمة ولاضمير فقد قتل العراقيين بلا تمييز بين مذهب واخر واستباح الحرمات وهدم الجوامع والصوامع. ان القتال الدائر اول مايعني ان تنظيم القاعدة بدء يخسر الحواضن التي اوته واحتضنته بعد ماكانت مصدر قوتة الوحيد لأن القاعدة ماكانت لتنجح في العراق لولا ان تجد من يأويها ,وان اعضاء وقيادات التنظيم اغلبهم من الغرباء ولاتوجد قوة لغريب مطلقا مالم يجد من يسنده في البلاد الغريبه . ان مطاردة الفصائل المسلحة للقاعدة الان بعد ان كانتا متعاونتين تعني ايضا النجاح لجهود الحكومة العراقية برئاسة السيد المالكي في اقناع الكثير من الفصائل المسلحة بمحاربة الغرباء وبعد ذلك وضع السلاح جانبا واللجوء الى المشاركة في العملية السياسية لأن الفصائل المسلحة في النهاية هم عراقيون ويمكن التفاهم معهم اما الغريب فهو طفيلي لايمكن تقبله في هذا الوطن ولايملك الحق والشرعية في التدخل والعبث في العراق . ان خطوات الحكومة على المسارين الخارجي والداخلي قد اتت اكلها فعلى المسار الخارجي نجحت كثيرا ومن خلال مؤتمري شرم الشيخ في حصد نتائج لسنا بصدد ذكرها الان اما على المسار الداخلي فالنجاحات كثيرة فمنها مؤتمرات الصحوة لعشائر العراق والتي اصبحت ظاهرة تطبق في اكثر من محافظة بعد ان كانت مقتصرة على الانبار وهناك خطة فرض القانون والتي قللت من العمليات الارهابيه في بغداد وبشكل ملحوظ وهناك الخطوات المتسارعة لتحقيق المصالحة الوطنية والتي نأمل ان تكون مطاردة الفصائل المسلحة لتنظيم القاعدة هي خطوة من خطواتها. هنا لابد ان نشير الى نقطة مهمة جدا وهي ان المكون للارهاب في العراق هو ليس تنظيم القاعدة فقط فهناك البعثيين المتورطين في قتل العراقيين وبين هؤلاء من هم قادة في الفصائل المسلحة التي تقاتل القاعدة الان فكيف سيتم التعامل مع هؤلاء؟ وماهو الاتفاق الذي ابرم بينهم وبين الحكومة –ان وجد-لكي يقاتلوا القاعدة. هل ان في قتالهم للقاعدة صك لأعفائهم من الجرائم التي اقترفوها ضد ابناء العراق؟ام ان هناك وعود من قبل الحكومة او الجانب الامريكي لتسليمهم مناصب سياسية مرموقة ودمجهم في العملية السياسية ونسيان الماضي كما يشاع الان في اوساط الشارع العراقي ؟ وهل سيعفى القادة السياسين لهذه الفصائل من المسالة والذين هم اعضاء برلمانيون الان وثبت تورطهم في عمليات اجرامية كبيرة؟ام ان لاصحة لهذه التساؤلات وان القضية وما فيها انهم ضاقوا بالقاعدة ذرعا بعد ان اخذت تقتل وتخطف حتى وجهاء مناطقهم وتقتل قادتهم وان الرهان وراء الاستعانه بالقاعدة هو سراب يحسبه الظمأن ماءا. ان التساؤلات اعلاه وغيرها نابعة من مخاوف تنتاب المواطن العراقي في ان تكون تلك الفصائل والتي اغلبها اسست من قبل حزب البعث وبقاياه قد غيرت من تكتيكها وارتأت ان تزحف على السلطة من طريق اخر بعد ان ادركت ان القتال المسلح لن يجدي نفعا ضد حكومة منتخبة عبر صناديق الاقتراع وواقع ديمقراطي جديد وان ظاهرة الانقلابات العسكرية لاوجود لها بعد الان. ان الحكومة مطالبة بأن تضع الشعب في الصورة ولو بالخطوط العريضة للاتفاق هذا لو سلمنا بوجوده ,وان وضع الشعب في صورة مايحدث سوف يبدد المخاوف التي بدءت تظهر على الشارع العراقي . في النهاية نتمنى ان مايجري الان من قتال الفصائل المسلحة للقاعدة في العراق هو صحوة وطنية كما هو حاصل في الانبار من قبل العشائر هناك وعودة نظيفة لاحضان الوطن , وليست اجندة وتخطيط مستقبلي ووهم في التسلق الى سدة الحكم من جديد و الغاء بقية المكونات فعودة البعث وحكمه للعراق حلم لايتحقق. حسين الخزعلي 5-6-2007
https://telegram.me/buratha