( بقلم : المهندسة بغداد )
حي العامل منطقة تقع غربي العاصمة الحبيبة بغداد نشأت في نهاية السبعينات وتقطنها اغلبية شيعية ، تلك المنطقة الشعبية التي يُجمّلها طيبة ابنائها وبساطتهم غدت اليوم هدفاً للارهاب الصدامي المقيت وان لم يغيب عنها الارهاب الصدامي بالامس والذي لم يتوانى بقتل الشباب في هذه المنطقة لاي سبب وان كان وزن (شنكة صمون) كما فعل بعامل في افران خبز دخلت عليه السيطرة بذريعة وزن الخبز وليجدوا احدها منقوصة الوزن ليعدموا الشاب فدولتنا كانت صارمة في احقاق الحق !!!.وقبيل اشهر قليلة مضت تعطل جهاز التلفاز في منزلنا ببركة قدوم الوطنية فالمولد الصغير ... الخ ، وفي اليوم التالي وانا في محل عملي تذكرت ان احد زملائي متخصص باصلاح الاجهزة الكهربائية وله محل في منطقة حي العامل فشرحت له حالة تلفازنا واردت اخذ موعد منه ليتسنى لاهلي اخذ التلفاز فأجابني بان نشتري تلفاز جديد فقلت له وهل الخلل عسير لهذا الحد؟ فقال لا وانما وضع المنطقة هو العسير وهنا استطرد في وصف ما يحدث في هذه المنطقة قائلا ان المنطقة هادئة وفي لحظة واحدة ترى نيران في كل جانب حد انه لا يستطيع اغلاق باب محله وفي يوم نطق محكمة العدل باعدام صدام خرج الناس بعفوية فرحين لهذا الخبر السعيد ولتاتيهم النيران من جانب شارع الجنابات المعروف بالولاء الصدامي وتطور الحال الى ان وصل بالرد عليهم من جماعات اخرى وليمسخ الليل الناري صباحاً يصحو فيه الناس ليجدوا مساجد وحسينيات ساوت الارض ارتفاعا ولتبدأ بعدها مرحلة التهجير القسري لكلا الجانبين .
و في زيارة لصديقتي التي تسكن بذات المنطقة وصادف ان يكون اليوم جمعة قبل سنتين مضت ومنزلها قريب لمسجدين احدهما وهابي المنهج يحث الهمم على القتل والتدمير والجانب الاخر يتكلم بواد اخر وانا وصديقتي الكردية الاصل نقف على الشرفة متوقعين حربا في أي لحظة فلقد بدأت الشتائم بين الطرفين وعلانية !!
تبادلنا ضحكات الام انا وهي تلك العزيزة التي تعبر اول صديقة لي في الحياة ابنة اطيب كردي رايته في حياتي سلبه الجيش الشعبي من بين احضان ابناءه ليموت باول هجوم في الحرب وليعيشوا ايتاما مع امهم ذات المذهب الشيعي . لم اتوقع ان تكون هذه الضحكات هي الاخيرة بيننا فلقد تركوا منزلهم ووالدتهم التي تغايرهم في المذهب بعد موجة تهجير قاسية لايرضى بها مسلم في حقهم وقد شرحتها هاتفيا لي ولم اراها واسمع عنها خبر للان .
اه يا حي العامل وابناء حي العامل الاصلاء الخيرين لقد دخل على منطقتم دخيلان عاثوا بها اذاً فالاول استفز الثاني حتى خرج عن طور اصول الدين والا كيف يمكن ان يحدث كل هذا في هذه المنطقة التي تشرفت بان تكون ربما الوحيدة في بغداد التي ساندت الانتفاضة الشعبانية عام 1991 وذاقت الامرين لهذا وهي اول منطقة اقامت حفل ميلاد قائد الحفر صدام التكريتي عام السقوط عندما جلبوا حماراً اجلكم الله ولصقوا عليه لافتة كتب عليها ( كل عام وانتة بخير سيدي ) مع مراسيم الاحتفال من كعكة الميلاد والحلوى وسط تقافز الاطفال الذين لم تطل فرحتهم واستهدفهم الارهاب في اقسى جريمة حدثت في حي العامل عندما جمع الامريكان حولهم الاطفال لافتتاح محطة ماء ولتدخل السيارة المفخخة لتقصدهم تاركة الامريكان !!!!
صبراً اهالي حي العامل فبأيمانكم الذي نشهد له وقوة صبركم ستتخطون الازمة ان شاء الله كما اغلب مناطقنا ونسال وزارة داخليتنا والتي لا تغفل عما يحدث ان تضع حلولاً باقصى سرعة لابناء هذه المنطقة المضحية منذ نشأتها .
اللهم فرج هذه الغمة عن هذه الامة انك سميع الدعاء .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha