( بقلم : اسعد راشد )
هل هناك فرق بين القاعدة والسنّة ام القاعدة هم السنة والسنة هم القاعدة؟!لماذا يحاول البعض التفريق بين بيئة القاعدة وبيئة السنة وكأن القاعدة ليسوا من ابناء السنة وان البيئة السنية ليس هي المسؤولة عن انتشار القاعدة وافكارها ؟!
البعض يعتقد في العراق ان القاعدة هم فقط عرب وغرباء قدموا الى العراق واسسوا تنظيمهم في صحاري قفراء واوجدوا "بشر" من غير البشر القاطنين على سطح الارض العراقية وقاموا بقتل العراقيين وخاصة الشيعة دون ان تراهن الاعين السنّية وبالتالي فهم دخلاء وهويتهم ليست عراقية ؟!!
بعض المحللين والسياسيين يمارسون دور التورية والتضليل في وصفهم لظاهرة القاعدة في العراق او اي بلد اخر ويسعون الى خلط الامور والاوراق لابعاد الشبهة عن المجتمع القاعدي والبئية التي ينموا فيها تنظيم القاعدة ‘ ففي العراق يتصور البعض ان القاعدة ليسوا من سنّة العراق وان عناصرها ليست عراقية بل ويحاول البعض المغالطة في مفردات لها علاقة جدلية بين السنة والقاعدة السنية التي هي اساسا فكر وعقدية ونهج متطرف يوجد في كل بيئة سنية وخاصة اذا اكانت تلك البيئة تتواجد على ارض تشاركها بيئة غير متمذهبة بمذهب "اهل السنة والجماعة" حيث المعروف ان عناصر القاعدة في العراق ‘ رغم عدم انكارنا بوجود عرب من غير العراقيين بداخلها ‘ تتشكل في معظمها من عراقيين سنة وخاصة من العناصر السنية البعثية ومن ايتام صدام وفدائيه ‘ القاعدة لم تصل الى العراق من افغانستان بل هي كانت قائمة ومتواجدة في العراق قبل سقوط صدام بحكم العلاقة الفكرية والعقائدية التي تربط بين قاعدة العراقية والقاعدة الافغانية واذا اردنا ان نواصل اسقاطات ظاهرة القاعدة هناك وهناك للزم القول ان القاعدة في لبنان هي لبنانية قبل ان تكون "عراقية" او "افغانية" وان فتح الاسلام هم سنة لبنانيون قبل ان يكونوا سنة من غير لبنانيين ‘ والحال لم يختلف في العراق حيث من الخطأ اعتبار ان ان مايجري اليوم من قتال بين ما يسمى اتباع "الامارة الاسلامية في العراق" من جهة وبين ارهابيوا الجيش الاسلامي وكتائب "العشرين" من جهة اخرى هو قتال عراقي ـ عربي وليس قتال "سني قاعدي ـ قاعدي سني حيث ان اغلب رجال وعناصر "امارة الدولة لاسلامية" او تنظيم القاعدة هم عراقيون سنة اختلفت المصالح بينهم فتقاتلوا فيما الجميع يعلم ان خطر "الجحش الاسلامي" و"العشرين" ليس باقل من خطر مجرمي "الامارة الاسلامية" وكلا الطرفين قد مارسوا جرائم الابادة الجماعية بحق الشيعة والكورد وكلا الطرفين قتلوا المدنيين وذبحوا الاجانب ومارسوا عملية التطهير الطائفي في العراق .
الذين قتلوا الشيعة في اللطيفية والذين ذبحوا الالاف من اتباع اهل البيت في ديالي وتلعفر ومناطق بغداد هم انفسهم الذين يتقاتلون فيما بينهم في العامرية وبعقوبة ‘ نعم هناك شرفاء في مناطق الانبار كرجال صحوة الانبار يختلفون كليا عن القاعدة والجحش الاسلامي وغيرهم قاموا بدور مشرف عندما واجهوا عناصر القتل والارهابية في الانبار وقاموا بقتالهم واستئصالهم والكل سمع وقرأ عن تصريح ذلك العار الذي يقود مجرمي "العشرين" الضاري في وصفه لقادة "صحوة الانبار" بانهم عملاء للامريكان وانهم عصابة شكلتها ايدي اجنبية لسبب بسيط وواضح وهو رفض صحوة الانبار الدخول في مشاريع الضاري والعليان والمطلق والدليمي وعصابة البعث الاجرامية رغم ان البيئة التي نمت فيها القاعدة هي بيئة الانبار السنية وان عناصرها كانت تتشكل خليطا من المجرمين الارهابيين التابعين للجحش الاسلامي وعصابة "العشرين" وتنظيم "امارة الدولة الاسلامية " وان رجال صحوة الانبار قاتلوا جميع تلك الشراذم ‘ واليوم يحاول البض من رفع شان الجيش الاسلامي وميليشياته الطائفية التي تتقاتل فيما بينها ومع تنظيم القاعدة من خلال تصوير هذا الجيش وكانه "تنظيم وطني" فيما القراءة الاولية تقول ان هذا الجيش لن يخلتف في تواجهاته وحتى افكاره العنصرية والطائفية عن تنظيم القاعدة الام في شيء بل ان المعلومات الدقيقة تفيد ان رجال القاعدة هم رجال الجيش الاسلامي وان عناصر ذلك الجيش الارهابي هي ذاتها عناصر القاعدة وكلهم كانوا من عناصر فدائي صدام وتشكلوا تحت يافطات عدة لابادة الشيعة وقتلهم وليس صحيحا ما يذهب اليه البعض في اعتبار ان القاعدة في العراق وتنيظماتها هي ليست عراقية نعم هناك اجانب وعرب من مختلف الاقطار وخاصة من السعودية حيث المذهب الوهابي قد التحقوا بها وشكلوا رأس الحربة في قتال الشيعة والامريكان وقد استخدموا كقنابل بشرية ضد تجمعات سكانية واهداف مدنية الا ان اكثر من 95% من عناصر تلك التنظيمات هي سينة عراقية ومن بيئة عراقية سنية خالصة اما القاعدة فهي مجرد للتغطية على الهوية الاصلية لتلك التنظيمات والا فكيف يستطيع تنظيم "اجنبي" ان ينموا وينتشر في العراق بسرعة مذهلة ويتغلغل في مفاصل الدولة العراقية وفي ادق مواقعها دون ان يكتشفها العراقيون انفسهم !! وهذا امر يشبه ظاهرة "فتح الاسلام" والتي يحاول اطراف لبنانية حاكمة ربطها بالخارج وخاصة بالفلسطينيين والسوريين فيما معلومات استخباراتية تقول ان "فتح الاسلام" هي في الاساس صناعة لبنانية سنية تشكلت من عناصر سلفية لبنانية متطرفة وكان لتيار الحريري دورا كبيرا ورئيسيا في ايجادها وتغذيتها وتمويلها بالمال والعتاد ومختلف الاسلحة وان بيئتها الرئيسية كانت طرابس وبعض مناطق صيدا التي تتواجد فيها عناصر جند الشام التي تقودها بهية الحريري والمعلوم ان جند الشام وفتح الاسلام هما وجهان لعملة سنية متطرفة والارهابية هي لبنانية في الاصل والاساس وقد فضح الصحافي الامريكي سيمون هيرش في لقاءه مع الـ"سي ان ان" تواطؤ الحكومة السنيورية وسعد الحريري وتيار المستقبل كله مع عصابة فتح الاسلام ودور ذلك التيار في تقوية وتمويل تلك العصابة لمواجهة نفوذ حزب الله وتصاعد الدور الشيعي في لبنان وليس لمواجهة اسرائيل ومقاتلها كما يدعون خاصة وان شاكر العبسي زعيم العصابة الارهابية كان يتجول بكل حرية بين الاردن والعراق ولبنان وكان مرشدا للانتحاريين الذاهبين الى العراق لقتل الشيعة وتنفيذ العمليات الارهابية الاجرامية .
والمفارقة هنا ان كل تلك التنظيمات السلفية الارهابية والسنية المتطرفة سواءا كانت من القاعدة او من فتح الاسلام اومن البعث والجحش الاسلامي تحتضنها دولة الام الوهابية السعودية والتي تقدم لها المال والفتاوي وكل سبل الدعم التي تساعدها على نشر الفتنة والفوضى والارهاب في المنطقة وما يؤكد على ذلك هو رفض علماء الوهابية ومشايخ الافتاء في السعودية اخيرا اصدار فتاوي ضد تنظيم القاعدة في العراق وقد اعتبر البعض ان ذلك الرفض جاء بناءا على اوامر من بندر "ابن النابغة" واجندته التي تقضي بعدم المساس او تكفير كل من يقتل الشيعة ويمارس الابادة بحقهم ولعل ما تناقلته مصادر خاصة حول طلب "الجيش الاسلامي" من علماء الوهابية في السعودية اجتمعوا ببعض من فصائل "المقاومة" وتنظيمات سنية طائفية ومشايخها وبرعاية "بندر" المعروف بان النابغة باصدار فتاوي ضد القاعدة وامتناعهم من اصدار مثل تلك الفتاوي بحجة انها قد تسبب في "اراقة دماء المسلمين" ـ المصدر ملف برس ـ يكشف هذا الامر عمق التدخل السعودي في شؤون التنظيمات الارهابية ورعايتها واحتضانها وان الدولة الوهابية هي من تقوم بصناعة القاعدة في كل مكان ولما يتعاظم شرها وخطرها تقوم بتحريض بعضها على البعض لاضعافها او لاستخدامها لاغراض واجندة طائفية .
ومن هنا فان من الخطأ ان يتصور البعض وخاصة المسؤولين في الحكومة العراقية وفي الائتلاف العراقي وفي التحالف الكوردستاني ان خطر الجيش الاسلامي اقل من خطر القاعدة وان البعث اقل ضررا من "امارة الدولة الاسلامية" والحاال ان جميع تلك التنظيمات هدفها واحد وهو السلطة وقتل الشيعة ومن ثم الكورد ولا معنى بعد ذلك لتصريح السيد جلال الطالباني بان يعد الرئيس بوش بتضحيات يقدمها الشيعة لصالح العرب السنة ‘ الا يكفي ما قدمه الشيعة من الدماء الغالية والالاف المؤلفة من الشهداء من اجل انجاح العملية السياسية فهل يريد السيد رئيس الجمهورية ان يقدم الشيعة مجددا رقابهم لزمر القتل والاجرام ولماذا لم يعد الرئيس الامريكي بان يقدم الكورد انفسهم بعض التضحيات للعرب السنة خاصة وان الاقليم الشمالي اي كردستان بحد ذاته دولة شبه مستقلة تملك كل مقومات الدولة الحديثة وتمتاز بامور تحلم بها الاقاليم الشيعية في الجنوب والوسط فليكن التضحية ببعيض الوزارات السيادية لصالح العرب السنة من قبل الكورد مقدمة للاستئناس بحكومة "المصالحة والمصارحة"!
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha