بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين
المتتبع للمشهد السياسي العراقي خلال الاسابيع الثلاثة الماضية يرصد وبوضوح انكماش وتراجع في الحراك السياسي لساحتنا السياسية العراقية،ويعزو المراقبون السياسيون ان هذا الفتور الذي احاط بطبيعة الحركة السياسية خلال الاسابيع الماضية كان بسبب غياب احد اهم رموزها سماحة السيد الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد رئيس المجلس الاعلى السلامي العراقي.
ويتضح هذا الغياب واثره في الساحة السياسية كلما تفحصنا الاستحقاقات السياسية المهمة التي تعيشها هذه الساحة فالتعديل الوزاري لم ينجز بالرغم من ان دولة رئيس الوزراء قد قدم لائحة الى مجلس النواب باسماء الشخصيات التي من شأنها اشغال الحقائب الوزارية المراد استبدالها،والتعديلات الدستورية ظلت هي الاخرى تنتظر قراراً من زعماء الكتل السياسية بعد ان انجزت لجنة التعديلات ما عليها من مهام واضطرت الى تحويل الفقرات المختلف عليها الى المراجع السياسية العليا،ويزداد الوضع غموضاً مع اقتراب الفقرة 140 من الدستور والخاصة بموضوع كركوك وما تستبطنه هذه الفقرة من احتمالات مفتوحة على كل الاتجاهات،فيما شهدت الاسابيع الثلاثة الماضية تدن حاد في مجالات الخدمات وتعثر المشاريع حتى عدّ المراقبون والمواطنون معاً المفصل الزمني الحالي بأنه الاسوأ في تأريخ العراق لجهة تأمين الوقود والطاقة الكهربائية وشحة المياه،ولعل التعثر الذي رافق مسيرة مجلس النواب خلال هذه الفترة وتوقف بعض جلساته بسبب عدم اكتمال النصاب يعد الاخطر من بين الازمات تلك.
الان وبعد عودة زعيم كتلة الائتلاف العراقي الى ارض الوطن لاحظ المراقبون المحليون والدوليون ان الساحة العراقية السياسية قد استدارت بشكل حاد لجهة تفعيل المشهد وحلحلة الازمة خصوصاً وان المراقب السياسي بات يرى حركة سياسية محورها مكتب السيد الحكيم غير مألوفة من قبل وقد اجتذبت هذه الحركة ارفع المستويات الرسمية والبرلمانية والسياسية والاجتماعية والعشائرية ومجمل اتجاهات الشارع العراقي. وقد قدر المراقبون السياسيون عدد الاستقبالات التي قام بها سماحة السيد الحكيم خلال ال( 24) ساعة الاولى بأكثر من خمسين استقبالاً ضم ارفع الوجوه السياسية والرسمية في البلاد،فيما شهد اليوم الثاني انجازاً هو الاهم عندما ترأس سماحته اجتماعاً مطولاً للشورى المركزية للمجلس الاعلى ولعل هذا الاجتماع كان رسالة بليغة وجواباً ابلغ على كل التخرصات والاستفسارات والتسريبات التي ذهبت الى ان المجلس الاعلى يعكف حالياً على تسمية بديل عن السيد الحكيم لرئاسة المجلس وزعامة الائتلاف.
الوقائع الحالية تشير الى ان سماحته سيبادر لدعوة اللجنة السياسية للامن الوطني للانعقاد بغية تدارس الاوضاع الامنية في البلاد وكيفية تقويم اداء الحكومة في هذا المجال،فيما سيترأس سماحته خلال الايام القريبة القادمة اجتماعاً هاماً للجنة السداسية للائتلاف العراقي الموحد بغية ايجاد السبل الكفيلة لتطوير هيكلية الائتلاف وتدعيم ركائزه بما يجعله قريباً من تحقيق برنامجه السياسي والامني والخدماتي الذي وعد المواطن العراقي به. نستنتج من ذلك وعلى وجه السرعة ان الروح القيادية التي يتحلى بها السيد الحكيم هي روح متجددة وقادرة على العبور نحو الضفة الاخرى كلما تتعرض التجربة العراقية الجديدة الى اهتزازات او ما نصطلح عليه بالانكفاء.
https://telegram.me/buratha