بقلم : علي آل شفاف
" لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا"يا أبناء العراق . . يا طيبي الأعراق . . أيها الأكارم, أبناء الأكارم . . الأماجد الأطياب, يا من ناطح النجوم سموا . . وزحم منكب الجوزاء علوا . .يا من بارى السحاب كرما, وفجر ينابيع الندى والجود . . يا سنام العز, وغرة المجد, وذروة الشرف يا أعيان الفضل، وأقطاب الفخر, وهامة العز
هكذا تُسترخص دماؤكم, وهكذا يُستخف بكم, وهكذا يَرمي اللئام مجرميهم وقتلتهم وأزبالهم عليكم. وهكذا تتمادى عليكم المجان (غير) المطرقة. النابتة في شر منبت من الخسة، والدناءة، والمهانة، والضعة؛ مدعوا العروبة, وليس لهم منها ولا قلامة ظفر. الذين انتفوا عن "كنعان" أصلهم الأول, وتبرأوا من "هاني بعل" فرعهم القديم. الذين استلحقناهم بالعروبة استلحاقا, وألصقناهم بها لصقا, بعد أن عاشوا كالمنبوذين وأبناء الدهاليز, قالين لأصلهم, إلا قليلا منهم. ضائعين تائهين, ما بين العرب والمصريين والروم واليهود.
أيها المدعي سليمى سفاها * * * لســـت منها ولا قلامة ظــــفرإنما أنت في سليمى كـــواو * * * ألحقت في الهجاء ظلما بعمرو
هؤلاء الذين ما قعد بهم عن نيل المساعي إلا لؤم طباعهم, وخبث سرائرهم. فتبا لأم زجلت بهم، وقبح الله ناجليهم وحاضنيهم. انتسبوا للعرب فكانوا وبالا عليهم, وانتحلوا الإسلام فكانوا عليه شؤما ولؤما. هذه العصابة التي غلبتها الفئة القليلة بإذن الله. الجبارون على الضعفاء, المنبطحون أمام الأقوياء. الذين باعوا أرضهم وعرضهم لليهود, وحملوا العرب أوزار خيانتهم, ما بين نكبة ونكسة وحصار.
ففي يوم الجمعة الماضية الأول من حزيران وفي أثناء تغطية محطة الـ (ANB) الفضائية لأحداث "نهر البارد في الساعة الثانية إلا ربع بعد الظهر أفلتت ـ بقصد أو دون قصد ـ من فم صحفي يدعى "أسعد بشارة", فضيحة مجلجلة مدوية دون أن يعي هذا الجاهل تداعياتها وحجمها, فقد ذكر (ما معناه) "أن الوسطاء ما بين حكومة "السنيورة" والجماعة التي تطلق على نفسها "فتح الإسلام" اقترحوا ترحيل المجرمين والقتلة من هذه الجماعة إلى العراق". هكذا وبكل بساطة!!!
ولم لا؟! فبدلا من أن يعيثوا بأرض لبنان الفساد, وبدلا من أن يقتل اللبنانيون هذه العصابة التي أرادت قتل أبنائهم, وبدلا من أن يتقاتل الفلسطينيون فيما بينهم, يذهب هؤلاء إلى العراق, إلى حيث يمكنهم الإفساد والقتل والذبح مجانا. لأن العراقيين ـ بنظر منعدمي الضمير ـ مشاريع دائمة للذبح والقتل والجريمة لهمج الإرهاب, ومجرمي الضلالة, ومنحرفي الأخلاق والضمير, وفاقدي الشرف والإنسانية. هذه هي مكافأة أبناء العراق الذين بذلوا مهجهم وفلذات أكبادهم في الحروب من أجلهم!! يكافئهم هؤلاء الخونة بأرتال من البهائم المفخخة التي تحرق أبناءهم وتذبح نساءهم وتقتل شيوخهم.
إن كان هؤلاء الخوارج المارقون مجاهدين بنظركم, فلماذا لا يجاهدون من أجل تحرير أرضهم, وصيانة عرضهم, وشرفهم المستباح من اليهود؟ إن من يترك أرضه وعرضه بيد الغير, لا شرف له! ولا غيرة عنده! وأولى به أن يمرغ ـ هو بنفسه ـ أنفه في التراب, وفي بقايا الجيف المتعفنة.
لكنها عقدة الهزيمة التي طالما جعلتهم (يتعبدون) كل من أدعى الدفاع عن فلسطين كذبا وزورا. لأنهم أعجز من أن يحرروا أرضهم وعرضهم. وهكذا الأمر الآن, فبعد أن عجزوا عن تحرير أنفسهم وأرضهم من مستعبديهم, راحوا يبحثون يمينا وشمالا عن متنفس يبثون فيه السموم والأحقاد التي حبست بين أحشائهم. فكان أن وجدوا في المنحرفين وخوارج آل سعود ذلك الأب الحاني, والساحة الخام من العقل والضمير, فتلقفوها تلقف الصبية للكرة, علها تكون عوضا عن وطن باعوه, أو أرض عجزوا عن تحريرها. بعد أن عرفوا جسامة خيانتهم لأرضهم, وتنبهوا لفضيحة بيعها للآخرين.
فلا عجب ـ إذا ـ يترك هؤلاء البائعين لها, أرضهم بيد اليهود؛ ليأتوا لقتل أبناء العراق. بعد أن اختلطت عقولهم, واختلت أفكارهم, وانعدمت ضمائرهم؛ فهم ما بين أحمق وأهوج وأرعن إلا قليلا. وبعد أن مستهم مواس الخبل, واعترتهم وساوس الشيطان؛ فهم ما بين داله وواله ومعتوه, إلا نزرا يسيرا.
فليعلم هؤلاء . . إن جرتهم الدواهي لدخول أرض العراق, فسوف لن يجدوا فيها, إلا من هو صادق البأس, شديد الحزم, بطل باسل مغوار. وعندها سيلاقي هؤلاء ما لا يسرهم لقاءه.
فمرحا للبائعين ضمائرهم في سوق الخيانة! ومرحا للمبتاعين موتة ذل ومهانة!
علي آل شفاف
https://telegram.me/buratha