المقالات

تهمة ظريفة في دائرة مخيفة !!!

1780 20:16:00 2007-06-03

( بقلم : المهندسة بغداد )

الى من يعمل موظفاً في العراق

الى من يعاني بصمت

الى من لم يصله التلوث للان

الى المعلق الدائم المهندس احمد كامل تقبل مني هذا المقال كاهداء .

بينما اطالع التعليقات على المقالات والتي اعتز بها جدا من الاخوات والاخوة والتي تجعلني اشعر باننا معاً في خندق واحد نتقاسم الرزايا ونبحث عن حلول واقعية وان رسمناها مبدئياً كحروف لا ان ينفرد كل منا بزاوية بعيدا باكياًعلى اطلال بلد جريح ، بينما انا كذلك قرأت تعليقك ايها المهندس لمقالة نشرت لاسبوع خلا او اكثر الا انني اتوقع تعليقات اضافية خاصة من داخل العراق فالكهرباء تحكم كما يقال!!

ها انت يا اخي تعيش حالة عشتها معك وربما سبقتك اليها الا انني اكيدة انني قررت قبلك لقلة صبري ربما و لمبادىء اخشى خسارتها واسباب كثيرة لا تسعها السطور .

سطورك القليلة لطالما جلبت انتباهي ففي ثناياها كلام كثير واهات تريد ان تترجم الى كلمات وحقيقة كل يوم يزداد فضل هذا الموقع علينا والذي ساعدنا على مشاطرة الافكار مع الاخرين وتصحيح افكار خاطئة ربما كانت ثوابت عندنا فوفقهم الله وايانا لكل ما فيه خير.

لقد قررت ايها المهندس ان تكون سائق تكسي بعد كم الفساد الاداري الذي رايت وحاربت بجدوى وبدون جدوى والتهديات المقيتة التي لقيت كاغلب المخلصين في عملهم ، تلك الحرب التي وصلتني منك كحروف بسيطة وكانت تفرحني وتحزنني بذات الوقت فرحتي بها لان هناك من لايزال يتحدى الصعب وحزني ان تصل بك نشوة التحدي حد الهلاك وبذل نفس ربما تستطيع ان تخدم البلد بصيغة اخرى وان كانت سائق تكسي !!!

وقبل ان اخوض في صحة قراركم الذي يجول في راس اغلب المخلصين اليك قصتي التي على اثرها سبقتك للقرار وتوديع لقب مهندس غير اسفة والتي كتبتها لاكثر من مرة بصيغة عامة بعنوان ( لو كنت مكاني ) فلقد وصلت بي الحيرة حد اني استشير كل من اعرفه ولا اعرفه في مشكلتي !!! الا انني ساكتبها اليوم كما حدثت .

محدثك ايها المهندس سارقة !!!

مهندسة في دائرة مهجورة تقريبا لا تملك كرسي تجلس عليه غير خشبة اسطوانية صنعت لها مقعد اسفنجي وعملت لها غلاف من قماش كي يكون منظرها اكثر اناقة ثم لترتقي فتحصل على كرسي قديم من الجلد وطاولة يتساقط منها الصدأ كما يتساقط الثلج في الدول الاسكندنافية مغطاة بقطعة زجاج مكونة من اربع قطع ( حيث انها مهشمة ) ربطتها بشريط لاصق بطريقة لا تقرف الناظر وكم كنت سعيدة بهم فجل ما كان يسعدها انها عملت بعد السقوط بأمال وطموح لاتسعها الكرة الارضية .

بدأت رحلة العمل الشاقة بالنسبة للمرأة كي يتقبلها المجتمع كمهندسة ويعاملها على هذا الاساس وهذا امر تتحكم به هي وربما تنجح وربما لا .

نجحت هذه المهندسة نجاحا مبدئيا وصار لها كلمة في مكان عملها وبدات تكتشف المستور فمسؤولها مشبوه في تعاملاته ومن بعده مديرها ومدير الخدمات الهندسية وصولا الى المدير العام ( رئيس العصابة ) وهنا بدات همومها ومشاكلها في كل مرة تقول فيها لا تلاقي من الصعاب الكثير لكنها كانت تفرح بتلك العقوبات في دهشة من العمال الذين يعملون معها متسائلين عن ابتسامتها التي ترسمها في اقصى درجات الالم لقد عرفت ان تلك الابتسامة والرضى تقتلهم !!

الا ان صباحا قد اشرق عليها غير كل شيء اليوم : يوم في دائرتها ،الوقت: صباحا ، الحدث : زيارة هيئة النزاهة الى دائرتها .

فرحت كثيرا قائلة انهم جائوا يصطادون المفسدين ولم تكن تعلم انها المطلوبة مع مجموعة من المهندسين والفنيين من المخلصين وغير المخلصين ، كانت اول من استدعوها للتحقيق على اساس ان المرأة تقول كل شيء !!!!!!!!

دَخَلت ووجدت ثلاثة رجال تفيض اعينهم حكمة وهدوء وما ان القت التحية حتى انزل احدهم منظرته قائلا طلبنا فلانة فقالت نعم انها انا فتبسم ضاحكا ان التهم كبيرة عليكِ متى تعينتي لتعملي كل هذه المصائب !!!!! ولقد اطمئنت ان لهذا الرجل نظرة ثاقبة فلقد قرأ البراءة قبل الشهادة !! فانتظمت دقات قلبها وجلست لتسمع التهم .

بدأ الرجل بقراءة الورقة مبتدئا باختلاسات ومحاولة اسقاط نظام الدائرة !!!( وكانها دولة ) وسرقة جهاز الكتروني متتطور لماكنة تابعة للدائرة وهنا قاطعته حامدة الله ومتبسمة كعادتها فتسائل ما الخبر فأخبرته ان الماكنة صنعت عام 1952 فقال ثم ماذا ؟ فقالت والترانسستور صٌنع عام 1968 والترانسستور اساس عمل أي دائرة الكترونية فكيف اسرق شيئا قبل اختراعه !!!! لقد كانت الماكنة ميكانيكية مئة بالمئة باستثناء بورد كهربائي بسيط وانها تعمل فكيف تعمل على نقص وبشكل صحيح .

لقد اثبتت برائتها وزملائها بفعل غباء المهندس الذي اتهمهم والذي تبين بعد ايام انه يشاركهم ذات الغرفة !!!!!!!!

النتيجة كتاب شكر وتقدير من الوزير شخصيا ونقل المهندس وليس فصله لان له ظهرا كبيرا بذات الوزارة وتهمة ظريفة لا تــٌنسى .

لكن النتيجة المحزنة في الامر ان هذه المهندسة لم تعد قادرة على العمل بعد هذا الجرح الكبير ليس لانها لا تستطيع ان تتغلب على جراحها بل لان باب التهديد بدأ يطرق وكانت هذه التهمة اول الغيث ولطالما ناشدت وارادت التغيير وحاولت مع من حولها لكنها بدات تدرك انها بدات تخطا في بعض الامور سهوا وجهلا وانها تعلم ان الغافل ليس بمعذور بعد ان يزينوا الخطأ ويجعله صحيح خاصة لموظف جديد فهو ( صيدة ) ليمسكوا عليه الخطأ .

ايها المهندس ، قلتها في تعليق انك توقع على اوراق وتعلم انهم يسرقون بها لكن ما بيدك حيلة وانك تتبرع بجزء من راتبك للمهجرين ، ومنذ قرائتي لهذه الجملة وان على نية في كتابة مقالة اعتذر انني تاخرت بها ، رغم كون تصرفك الثاني نبيل جدا الا انك بالتصرف الاول تظلم نفسك وحقيقة اني اشعر جدا بحيرتك الا انك وصلت للنتيجة الصحيحة بقرار ترك العمل لو استمر الحال كما هو عليه وتعرضت مبادئك للضرر او حياتك الشخصية وبأمكانك تغير محل عملك او صفته فهذه الهجرة التي طالما ذكرتها وناقشتني بها لم اكن اعني فقط حمل الحقيبة والمغادرة ( فالغاية ابعد من هاي ) انها هجرة كل شيء ملوث هجرة كل عزيز في سبيل دين ونصرة مذهب ومبادىء هجرة كل ما يكسر كرامتنا عزتنا بريق اعيننا فاما ان تستيطع التغيير او ان تنسحب قبل ان تتغير !!! .

ولا تشعر بالذنب ما دمت تستطيع ان تقدم خدمة للبلد باي صيغة كانت فأساس أي عمل صدق النية وما ان تقرر متوكلا على الله ستجد طرقا وسبلا لا تتوقعها كما حصل معي لقد انسحبت وبتعبيرك هربت ، هربت من اناس خشيت ان يغيروا ما تربيت عليه وتوجهت الى زهور المجتمع بناتنا اخدمهم كمدرسة فهذه البراعم تحتاج لمن يساعدها علها تغير الحال بعد ان فقدت الامر في تغير الكبار .

الان انا انظر الى اناملي وانا مرتاحة الضمير بعد ان كنت اعاتبها يوميا على ما توقعه من اوراق على الرغم من الوقت الكبير الذي ااخذه والذرائع التي استخرجها من باطن الارض كي لا اوقع ولعل موقف الزعيم في مسرحية الزعيم هو الاقرب عندما يطلبون منه ان يُوقع !!!!!

وفي الختام اتمنى ان تصلكم مقالتي هذه وانتم بخير وعافية وكل شبابنا المخلصين واتمنى ان لا تظطر الى القرار الصعب وان تنتصر عليهم الا اذا تقاطعت مبادئك معهم فهنا اقول لك توكل على الله واهرب الهروب الايجابي الى فكرة الى عمل اخر الى مكان اخر ولا تعطي فرصة لهؤلاء الصغار ان ينالوا من شبابنا الواعي المثقف ونصيحة ان تختار عمل اخر غير سائق تكسي فهو اشد خطرا من ان تكون مهندس !!!!!!!!

اسال الباري ان يحفظ الشباب الخيرة حتى يخدموا مجتمعنا وساعد الله قلبك يا حكومتنا على هذه التركة الثقيلة نسال الله لك التوفيق في ان تخطين اسرع قبل ان تفقدي هكذا شباب ممكن ان تكّون معكِ درعا واقيا للوطن من الارهاب والفساد الاداري انه سميع الدعاء .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أحمد كامل
2007-06-04
انا اعتذر لكن , الحقيقة مؤلمة جدا شعب يستغيث سراق في كل مكان اضافة الى وجود قتلة محترفوون عندما ارى الناس تعاني من الكهرباء وصعوبة الحياة بدونها اكون قادار على اتخاذ اي قرار مجنون لمجرد ان اساعد حتى لو كان الثمن ان اراهم بام عيني يسرقوون المهم هو الشعب وانا اعلم انني حصلت على شهادتي المجانية وخبرتي وهي ملك الناس ليست ملكي لذلك علي ان افعل المستحيل حتى لوكان الثمن الذهاب الى المناطق الخطرة او يقوم مدير بالسرقة للشعب والذنب ليس ذنبي بل لعدم وجود قانون صارم اما انا فساعمل الى ان اموت
المهندسة بغداد
2007-06-04
حياك الله ايها الفاضل وواقعا هنيئا لنا على هكذا اناس خيرة امثالكم وربما كانت دائرتي والدوائر التي احببت ان انتقل لها تساوت في نظري في شيء واحد انها لابد ان تلوث المقابل عن جهل منه او عن دراية وافضل مرحلة يستطيع ان يصل اليها المخلص هو ان يكون شيطان اخرس!! لهذا قررت ببساطة ترك كل شيء الى شيء ثاني يقيني شر التلوث لكن يبدو ان العمل زمن الطاغية يسهل ادراك مفردات اليوم الا ان الذي ياتي بعد السقوط يصدم الله يوفقكم يارب ولن ننساكم بالدعاء فربما نعود الى لقبنا ذات يوم ونستفاد من خبرات اناس خيرة ام
أحمد كامل
2007-06-04
هذه الطريقة الوحيدة التي اجدها مناسبة فهم يسرقوون منذوا ايام صدام المقبور واريد ان اخبرك بامور كثير لكن لعدم توفر عنوانك الأليكتروني و أنني بدات حياتي كمهندس وعانيت كثيرا في الزمن السابق واقسمت بعد ااتحرير انني سأبقى وسأقوم بتدريب الكثير من المهندسين الصغار وساعمل على كسر للاكاذيب التي يروجها الارهاب البعثي لذلك لم يستطع اي مدير على ازاحتي ولان كثير من المهندسين والفنيين تركوا العمل عندما علموا انني تركت العمل وبرغم من الفرصة الكثيرة لي خارج العراق لم اغادر وسابقى الى ان اموت بأحدى رصاصاتهم
أحمد كامل
2007-06-04
السلام عليكم , شكرا جزيل وأود ان اضيف قليلا صحيح هنالك مهندسون كثيروون لكنهم مختلفين بالتفكير والخبرة والحمد لله اني من النوع الذي يحول الصعوبة والقسوة والمعاناة الى خبرة وهذا كان حالي قبل التحرير وبعد التحرير لذلك انا لااقبل الخسارة و اتمتع بالدبلوماسية بسبب أدارة الفرق التي امارسها وانا وزملائي الذين هربوا قمنا باول انتفاضة داخل الكهرباء وهكذا الحال لكنني عدت الى العمل لعدم قدرتهم على ملء الفراغ الذي تركته سبب خبرتي ولذلك قررت ان نتقاسم هم يسرقوون وانا احاول زيادة الميكاواط للشعب
البغدادية
2007-06-04
عظم الله اجر الشاب العراقي على مايراه ويسمعه ويا عراق الخير خلي صبرك يطول
المهندس قيس كاظم
2007-06-03
الى المهندسة بغداد لطالما أعجبتني مقالاتك ولكن هذه المقالة حاكت واقع نعيشه كلنا في دوائر أكل عليها الدهر وشرب الشريف فيها والطاهر متهم حتى تثبت برائته من الطهارة والامانة ولولا الاختلاف في بعض تفاصيل حكايتك لقلت أنها حكاية مهندسة في دائرتنا تحاول الوقوف لوحدها أمام الباطل!!! المستشري مع الاسف في كل مكان ولكني أتمنى أن لاتنتهي مثلك بالهرب من الواقع الى المستقبل ليس هذا هو الحل فلو أنسحب الشرفاء فمرحى لمعاشر اللئام يصولوا ويجولوا كما يريدون أتمنى أن تكون محاولة التغيير للواقع مرحلية لادفعية خاسرة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك