( بقلم : وداد فاخر * )
الحديث عن عودة بعض فرسان البعث من المومياءات التي كانت مركونة في ركن مظلم وفي زوايا منسية مجهولة ومحاولة ضخ الحياة فيها من جديد ، وذلك بواسطة زرق أنواع من المنشطات والفيتامينات الأمريكية لهو مسألة غاية في الأهمية والخطورة . خاصة إذا عرجنا على بعض الأسماء التي كانت ولا زالت تخرج على العراقيين من بعض القنوات المسخرة لتجييش الارهابيين ، والتحريض على قتل العراقيين كقناة المستقلة وغيرها من قنوات العهر العربية ، ينبهنا لامور غريبة وكثيرة تجري على الساحة العراقية ، وتزيد من خوف وقلق العراقيين من العودة المكثفة لرجال البعث البائد بعد سقوط نظامهم الفاشي يوم 9 نيسان العام 2003 . فقد شاهدنا بالعين المجردة كيف عاد رجال البعث للسلطة ومن دون أن تتم للآن محاسبة الكثيرين منهم ممن ساهم وشارك في قتل آلاف مؤلفة من العراقيين بدءا من أصغر شرطي امن كان يشارك في تعذيب وقتل العراقيين إلى اكبر جنرال يصول ويجول الآن بين العراقيين إن كان ببزتة العسكرية الجديدة ، أو عضوا داخل مجلس النواب ، أو إرهابيا يقتل الناس بدم بارد . فمعظمهم عاد وهناك أخبار مخيفة تقول إن هناك فريق عمل للتفاوض مع اوطا شخصية بعثية عرفها العراقيون وهو الوزغ عزت الدوري الذي لم تكذب الحكومة العراقية خبر التفاوض معه . كذلك صرح احد قادة الجيش الأمريكي وهو اللوتنانت جنرال ريموند أوديرنو الرجل الثاني في قيادة القوات الأميركية في العراق إلى إمكانية إجراء مصالحة مع بعض عناصر تنظيم القاعدة في العراق. حيث صرح قائلا "أعتقد أن هناك مجموعات عراقية لا يمكن إجراء المصالحة معها، لكن المصالحة ممكنة مع الغالبية العظمى. أنا شخصيا أعتقد أن 80 في المئة من العراقيين، بمن فيهم جيش المهدي والمسلحون السنة يمكن التصالح معهم، كما أعتقد أن جزءً ضئيلا جدا من تنظيم القاعدة يمكن إجراء المصالحة معه". فأين هي نسبة 80% التي يتحدث عنها الجنرال الأمريكي ؟ . فإذا كان على الحكومة فهي لا تمثل في هذه الحالة إلا نفسها لان الناخبين الذين أوصلوها للسلطة بشجاعتهم وتضحياتهم لا يشاركونها هذا الاجتهاد الخطر بتاتا.ولم هذا التنازل المشين الذي يثبت نظرية المؤامرة على العراق ولماذا إذن جرت عملية التغيير هل لأجل إقصاء العائلة الحاكمة التي كانت تمثل صدام وعائلته والدائرة الضيقة المحيطة به ؟؟!! . وهي حقيقة وهذا ما طرحناه منذ مدة طويلة عندما لم تجري أي مساءلة أو محاكمات لمن يبيد يوميا العراقيين بسياراتهم المفخخة ، ولو تم منذ أول تفخيخ أو إلقاء القبض على أول إرهابي عملية إعدام علنية ووسط بغداد لقضي الأمر الذي فيه تستفتيان ولما رفع جبناء البعث رؤوسهم للأعلى أبدا . كون من يتم إلقاء القبض عليهم إما أن يتم إطلاق سراحهم أو يوضعوا في فنادق مريحة ويتم صرف 20 دولار يوميا لكل منهم . ولا لأولئك الجالسين تحت قبة البرلمان الغريب الأطوار ، والذي اهتم بنفسه وبحمايته الشخصية ، وتامين التقاعد لافرادة ، وتخصيص العطل الطويلة للتجوال في دول العالم واستنشاق الهواء النقي بينما فقراء العراقيين مهددين بالموت في أية لحظة . وبداية الخبر ما نشره صحفي طائفي ومرتزق في جريدة إيلاف الالكترونية المدعو أسامة مهدي يلجأ إليه ومع الأسف ولاة الأمر في العراق فيزودوه أحيانا بما يصدر من بيانات وتصريحات والبعض الأخر يستمده من الجماعات التكفيرية وغلاة البعث ووكلائهم من جماعة جبهة التوافق لكي يدبجه على شكل خبر مفبرك . حيث نشر هذا الصحفي خبر عن إعادة وزارة الخارجية العراقية لـ ( 14 ) دبلوماسي إضافة إلى موظفين دبلوماسيين آخرين خرجوا على نظام المقبور صدام حسين وهم كما يقول الخبر (، إما أعلنوا استقالاتهم من وظائفهم احتجاجًا على ممارسات النظام السابق أو إنهم رفضوا أوامر نقلهم إلى بغداد، وذلك خلال الفترة بين عامي 1979 و1996 ) ، يدخل بضمنهم أسماء لشخصيات لا زالت تحرض على الإرهاب كـ ( سليم شاكر الامامي ) احد المتآمرين على الشعب العراقي في 8 شباط الأسود عام 1963 ، وعضو المكتب العسكري لحزب البعث المنهار . وأسماء أخرى لها وقع ( جميل ) على مسمع الفرد العراقي كـ ( صفاء الفلكي ) الذي لا زال يصول ويجول محرضا على قتل العراقيين أيضا . و ( ماجد السامرائي ) ، و ( وحامد الجبوري ) و ( محمد حسين الشامي ) . وقد اشترط السفراء والدبلوماسيين المعادين للخدمة المباشرة في دوائر أعمالهم في الخارج دون الذهاب لبغداد في وزارة الخارجية العراقية ، كون معظمهم يعرف مقدار ما اقترفت يداه من جرائم وتوقع أن يكون له بعض الضحايا أو آلهم بالمرصاد لكي يقتص منه . والسؤال المطروح هو كيف جرت عودة الدبلوماسيين للعمل من جديد وما هو دور وزارة الخارجية العراقية والحكومة العراقية بالذات ؟؟! .ولكوننا نعرف تماما إن هناك تراجعا كبيرا في عملية اجتثاث البعث ، انصياعا للضغوطات الأمريكية والعربية ، لكن وزارة الخارجية نفسها لم تجري عملية تقويم صحيح لعملها في الخارج ، وكذلك لتفحص كادرها الدبلوماسي المليئ بعناصر النظام السابق ووجوه بعثية وصل الحد ببعضها للاحتفال بعيد ميلاد الطاغية المشنوق صدام حسين . كذلك لا زال البعض منهم يتمتع بخيرات العراق ويسكن بالقوة في بعض ممتلكات الحكومة العراقية . ويسرح ويمرح البعض بين جدران سفاراتنا باسم مشاركة جميع العراقيين في السلطة وباسم المصالحة ، ويتجسسون على الداخل والطالع ، ويبعثون كل أسرار الحكومة العراقية ومراسلاتها لأعداء العراق من الإرهابيين . والمضحك للغاية إن وزارة الخارجية العراقية تستجيب لشكاوى يعض المتعاونين والمحرضين على الإرهاب وترسل لجانا للتأكد من دعواهم ، كما حصل من استجابة لشكوى بمن سموا أنفسهم بـ ( الجالية العراقية في النمسا ) الذين رفعوا شكوى كيدية ضد سفارتنا بفيينا وبعثت وزارة الخارجية لجنة تفتيش بناء على تلك الشكوى الكيدية ، ثم عاد الحنقباز المختفي في فيينا وجلكم تعرفونه وهو البعثي العفلقي سمير عبيد ليشتكي على السفارة من جديد لتستجيب وزارة خارجيتنا ( حفظها الله ) أيضا له وتبعث بلجنة تحقيقية فأي سخرية هذه يا ترى ، وأي وزارة خارجية هذه ؟! .وحتى معظم السفراء المعينين الجدد ماذا فعلوا للعراق والعراقيين ؟! ، وهل خفي علينا جميعا النشاط البعثي المحموم بالخارج وما ينتج عنه من تجييش للإرهابيين ودفعهم للاشتراك بالأعمال الإرهابية في داخل وطننا على مرأى ومسمع سفرائنا في الخارج ووقوفهم متفرجين على كل ما يجري من نشاطات تصب في مجرى العملية الإرهابية التي يقودها قتلة ومجرمين باسم ( مقاومة المحتل ) من تجميع للأموال وتهريب للسيارات التي تدخل العراق خلسة لتكون سيارات مفخخة بعد ذلك ، أو ما يجمع من قبل بعض الهيئات المعروفة باسم أطفال العراق من أموال الزكاة والأضاحي وغيرها.وما يجري من تحريض على الإرهاب في المساجد السلفية في الغرب اجمع وبصورة علنية ومعها جمع التبرعات لما يسمى بـ ( المقاومة العراقية ) !! وماذا فعل سفرائنا في كل دول محميات الخليج الفارسي واليمن ومصر وليبيا وسوريا وهم يشاهدون تحركات ازلام البعث وتآمرهم على العراقيين ، وخاصة محميات الخليج ؟؟!! .كذلك فبدلا من تعيين ملحقين ثقافيين وإعلاميين كعناصر مهمة وأصوات مدافعة عن العراق الجديد يجري ضخ العديد من العناصر البعثية داخل سفاراتنا إن كان عن طريق التعيين المحلي من قبل بعض السفارات ، أو عن طريق من تم إعدادهم من قبل المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية ، إن كان ضمن المحاصصة القومية والطائفية ، أو بتوصيات خاصة .فأين دور رجال المعارضة العراقية ممن ضحى بالغالي والنفيس من اجل ازاحة الدكتاتورية ليتم إعادة ضخ عناصر البعث داخل المؤسسات الدبلوماسية واخرها محاولة تنظيف وتلميع المومياءات التي غطتها الأوساخ والأتربة لتوضع في أركان بعض السفارات بدلا من الانتيكات واللوحات التي تمت سرقتها من قبل ازلام النظام الفاشي بعد سقوطه . وما الذي ترتجي منه وزارة الخارجية العراقية وحكومتنا ( الرشيدة ) من رجال مسنين يمكن أن يمنعهم التقدم في العمر من سرعة الحركة والنشاط الدائم ؟. أي إنهم سيكونون وسيلة عرقلة وليس عامل تعجيل في معظم الأمور ، وخاصة التي تتطلب نشاطا وحركة دائمة .وبالنسبة للوحات والتحف الثمينة والمستندات الرسمية والسرية هل تمت محاسبة بعض الموظفين السابقين ممن كان يعمل في سفاراتنا عن كيفية اختفائها ؟؟ ، قطعا لم يحدث ذلك وبعضهم لا زال يعمل بتلك السفارات وآخرين قدموا لجوءا سياسيا في نفس الدولة أو دول أخرى بعد أن تم احتساب التقاعد لهم . ألا يجدر بوزارة الخارجية أن تقطع رواتبهم التقاعدية بعد أن يتم إخبارها من قبل السفارات المعنية ؟ . وكيف يصح أن يكون لاجئا في دولة ويستلم راتبا تقاعديا من وزارة الخارجية ؟؟!! . وما يخيف جماهيرنا أكثر إن من لفظهم شعبنا بعد أن ناضل لإزاحتهم عقودا طوالا عادوا بسرعة وخفة لجميع مراكزهم داخل وزارات الدولة ومؤسساتها والأخطر من كل هذا طلب وزارة الداخلية عودة طاقم البعث القمعي من رجال امن ومخابرات .والسؤال مرة أخرى هل جرى كل ذلك بمحض الصدفة ، أم بأوامر علية وفرمانات أمريكية أملاها المحتل الذي يهيمن على كل مقدرات العراقيين ؟! . والظاهر للجميع إن هناك قوى محركة تلعب بمقدرات الشعب العراقي وتعيد ترتيب الحالة العراقية كما كانت قبل سقوط النظام الفاشي والتلاعب بالدستور الذي تم التصويت عليه شعبيا لإرضاء أطراف معينة . فهناك لاعبين كثر على الساحة العراقية بدءا من بعض الجالسين تحت قبة البرلمان الملغوم بازلام صدام حسين حتى اصغر مؤسسة عراقية . ونشأت دول داخل الدولة العراقية وجيوش فمن دولة العراق الإسلامية التي يقودها بقايا جنرالات صدام المهزومين إلى دول في أماكن أخرى من العراق . أما الجيوش فحدث ولا حرج كما يقال وألا ما معنى أن يوجد نواب داخل البرلمان ولديهم جيوش خارجه من كلا الطرفين السني والشيعي ؟! ، وكيف تسمح الدولة بذلك ولم لا يتم إلقاء القبض على من وجدت أدوات الجريمة داخل مساكنهم كالدليمي والعليان وظافر العاني ؟ . ولماذا لم يتم الكشف وللآن عن جرائم عديدة بدءا من جريمة اغتيال الشهيد محمد باقر الحكيم والشهيد عبد الزهرة عثمان احد رؤساء مجلس الحكم الدوريين ، وجريمة جسر الأئمة ، وتفجير مرقد العسكريين ، واعتداءات كربلاء المتكررة ، والعدوان على سوق الصدرية الذي لم ينقطع ، والاعتداءات المتكررة على منطقة البياع ومدينة الثورة ومدينة العامل والشعلة ووجود العصابات المعروفة المكان والمصدر في جانب الكرخ والفضل ، وأخيرا التفجير الذي حصل في منطقة باب الشيخ حيث أصيب مرقد الشيخ الكيلاني بأضرار جسيمة . ثم والأخطر من كل ذلك عدم استجابة شبه دول كالأردن واليمن ، ومحميات تقع على الخليج الفارسي لطلب العراق باستقدام قتلة ومجرمين كزوج المقبور صدام بنت خير الله طلفاح وابنتها رغد ، ووزغ البعث عزت الدوري والمجرمين القابعين عند نظام البعث الثاني في دمشق ، كـ ( محمد يونس الأحمد ) وعصابته البعثية المجرمة .ثم ألا يشكل التفاوض واللقاءات المستمرة مع المجاميع الإرهابية المتواجدة على الساحة العراقية خرقا للسيادة العراقية وإساءة متعمدة لدم الضحايا والمنكوبين من فقراء العراقيين ؟؟! . وللآن لا نعرف سر اللعبة السياسية الجارية على ارض وطننا والتي أضافت لضحايا النظام الفاشي ضحايا جدد لم يكونوا في الحسبان . أما علاج الحالة التي نحن عليها فتتلخص أولا في :1 – رفض مبدئي لقانون العدالة والمساءلة المطروح كبديل عن قانون اجتثاث البعث .2 – تفعيل قانون اجتثاث البعث .3 – تفعيل قانون مكافحة الإرهاب ، وذلك بإلقاء القبض على كافة عناصر الإرهاب ومكامنها أي كانت صفتهم ومواقعهم وقوميتهم وطائفتهم .4 – إعادة هيكلة وزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني والخارجية ، والطرد والإحالة على التقاعد لكل من يثبت عدم أهليته الإدارية، أو كونه جزء من النظام الفاشي المنهار ، او يثبت تواطئه مع أي جهة كانت ، أو فساده المالي والإداري .5– إصدار قانون تشجيع الكفاءات العراقية ، وتوفير المقومات الأساسية لرجوعهم للوطن بغية المشاركة في إعادة أعمار العراق .6– إصدار قرار من القائد العام للقوات المسلحة العراقية بحل الميليشيات المسلحة كافة ، وتخويل الجيش والشرطة بإطلاق النار على كل من يحمل سلاحا غير شرعي .7– الاعتماد الكلي على العراقيين كافة ممن ثبتت مواقفه النضالية المبدئية ونظافة اليد بعيدا عن المحاصصة السياسية .8 – أن يقتصر النشاط السياسي لكافة الأحزاب والقوى السياسية الممثلة في البرلمان داخله فقط ، وابتعادها كافة عن التدخل بشؤون الحكومة على أن تطلق يد رئيس الوزراء باختيار العناصر الكفوءة والوطنية والمخلصة من الوزراء وخارج نطاق المحاصصة السياسية لقيادة عمليه إعادة أعمار العراق . كذلك بالنسبة لكافة إدارات الدولة ، على أن يكون دور البرلمان كمراقب ومقوم للعملية السياسية فقط .
أما بالنسبة لقرار وزارة الخارجية الجديد فمن الأفضل إحالة كافة السفراء والدبلوماسيين المعنيين بالقرار الأخير على التقاعد وضخ دم وطني جديد داخل سفارتنا وعدم التحجج بخبرات من كانوا ضمن طاقم النظام المنهار . والتحرك على الشارع العراقي لأنه فقط الظهير الحقيقي لكل من يدعي حب العراق أما الركض وراء رغبة الأمريكان وتنفيذ مآربهم وتنظيم الاتصالات بازلام العفالقة فتلك هي الخسارة الحقيقة لكل سياسي أو جاهل بالسياسة ، وسيكون هناك مستقبلا حساب عسير يفوق الحساب الذي جرى لصدام حسين لكل من تسول له نفسه التجاوز على الشعب العراقي والتحدث باسمه . ونحن كممثلين للضمير العراقي من كتاب وصحفيين سندعو الجماهير للخروج للشوارع وإسقاط كل من يتعامل مع القتلة البعثيين أي كانت صفته وتاريخه السياسي ، فالتعامل والتفاوض مع البعث هو الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه مطلقا فدماء شهدائنا لم تجف بعد ورفات الكثير منهم لم يجري العثور عليها ، وسيكون لكل حادث حديث، وكل آتٍ آتْ.
هامش رقم 2 : عبد السلام عارف حليف البعث الرئيسي لكنه لما انقلب على البعث بعد أن استنكر وهو المجرم بحق الشعب العراقي جرائم البعث المنكرة بعد تسلطهم على العراقيين في 8 شباط الأسود قام بمطاردة البعثيين وإقصائهم وفضحهم وكشف كل جرائمهم وليس كما يفعل البعض الآن من حكامنا بالتزلف للبعثيين والتودد إليهم للحفاظ على كرسيه الذي يجلس عليه .
آخر المطاف : قال احدهم :
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فلم تنفعهم القلل واستنزلوا من أعالي عز معقلهم ... فأسكنوا حفرة يا بئس ما نزلوا
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنجwww.alsaymar.de.ki
https://telegram.me/buratha