عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين
اتصف هذا العام عن غيره بانه عام المشاريع على ما يفترض وكذلك عام الميزانية والخطط الانفجارية.وقد تابع العراقيون حركة الارقام صعوداً ونزولاً وهي تتحدث عن ميزانية للدولة قدرت بـ(41 مليار دولار) خصص نصفها على حد تصريحات المسؤولين لاعادة البناء والاعمار والاستثمار والقضاء على البطالة.وقد حصلت بهذا الصدد مجموعة لقاءات ضمت السيد وزير المالية والسادة المحافظين وكان الغرض من هذه اللقاءات هو البحث في كيفية انجاز المشاريع بوقتها المحدد وكيفية ايجاد آليات لانفاق المبالغ التخصصية ذات العلاقة ببرامج تطوير المحافظات واقامة المشاريع فيها.الآن وبعد اشرافنا على توديع النصف الاول من العام المالي الحالي يبدو السؤال عما تحقق بات يمثل اكثر من حاجة وضرورة والكل يعيش معاناة خدمية ادارية لم يمر بها العراق من قبل خصوصاً في المناطق التي تتوافر فيها نسب هائلة من الامن والاستقرار.وعندما يعيد السؤال نفسه لابد للاجابة ان تكون حاضرة لتبيان كم من المشاريع الاستراتيجية انجزت وكم من الاخرى المرحلية قد دُشنت.ربما الاجابة لا تحتاج الى كثير جهد وفلسفة فأي متابع وخصوصاً المسؤولين المعنيين من وزراء ومحافظين وبرلمانيين واجهزة رقابة ليس مطلوب منهم سوى ان يذهبوا الى محافظاتنا ليتأكدوا من الحقيقة التي بات الجميع يبحث عنها.فتلك هي مدارسنا وتلكم هي شوارعنا ودوائرنا ومؤسساتنا التي بات منظرها ومحتواها يبعث على القرف والاشمئزاز في ظل الاهمال المضاعف واستشراء آفة الفساد.لقد بات المواطن العراقي وخصوصاً في فصل الصيف القاسي يبحث عن قطرة الماء الصالح للشرب وعن نصف ساعة من الكهرباء وعن مدرسة يتحسر تلاميذها الصغار على مروحة تزيح عن اجسادهم الطرية حبات العرق المتدفقة من مسامات اولئك البراعم، فيما البعض الاخر من ابناء شعبنا بات يتشوق الى الاستماع لهدير المولدات التي اخرسّت مع اختفاء الوقود بطريقة سحرية، وعن شارع ليست فيه خنادق كانها الكمائن وعن امن يتبخر مجرد سماع مشاجرة بالقرب من بوزر لمحطة وقود، وعن حصة تموينية يأتي فيها الصابون ويختفي منها الرز والسكر والطحين ومع هذا فان التجارة تشهر في كل يوم كارتها الاصفر بوجه العائلة العراقية مهددة اياها بالموت جوعاً.مَنْ يسأل مجالس المحافظات والمحافظين عما انجزوه من مشاريع ومن الذي يسألهم عن كيفية صرف كامل مستحقات المقاولين دون ان يصل المقاول في مشروعه الى 20% من الانجاز.من يسأل الشرطي او عنصر الحرس الوطني كم (ورقة) اعطيت لسمسار لتهب روحك لوطنك مقابل رغيف خبز تجلبه لجياعك ومن يسأل عن 20% من الفوائد التي تتقاضاها المصارف مقابل سلفة ينبغي على المستفيد ان يسددها خلال عام فان تأخر يوماً واحداً عليه ان يدفع 20% اخرى ليكون الربح المصرفي خلال عام واحد يساوي نصف المبلغ المستقرض.غيض الاسئلة هذه ينتظر فيضها والاثنين ينتظران من يتكرم على هذا الشعب المسكين بالاجابة.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha