( بقلم : علي آل سعبر )
تتميز قناة الشرقية ـ في نقل أخبارها ـ عن باقي القنوات، في أنها تضرب دائما على الوتر الطائفي البغيض. وتقوم دائما بفبركة الخبر ودس السم فيه وقلب الحقائق. فمثلا عندما غطت تلك القناة المشبوهة خبر تفجير مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام), وعندما زار وزير السياحة ـ آنذاك ـ الموقع للإطلاع على الوضع وتحديد مدى الدمار والخراب الذي أصاب المرقد الشريف. قامت مجموعة من المتعصبين من أهالي المدينة, التي يقع فيها المرقد الشريف (الذين احتضنوا الإرهابيين الذين قاموا بالعمل الجبان) بمنع وزير السياحة من زيارة الموقع, وحاولوا الاعتداء عليه بأسلحتهم التي كانوا يحملونها وقتله, لولا تدخل القوات العراقية التي أنقذته من أيدي هؤلاء الرعاع. فقامت قناة الشرقية بقلب الحقيقة تماما, حيث وصفت أولئك الرعاع بأنهم أناس مساكين مسالمين. وقد جاء وزير السياحة للانتقام منهم والاعتداء عليهم في عقر دارهم. وهدفها من وراء ذلك تأجيج نار الفتنة الطائفية.
كما تخصصت هذه القناة المشبوهة بنقل الأخبار المفبركة والكاذبة عن الخلافات الشيعية ـ الشيعية, بهدف ضرب الشيعة بعضهم ببعض. فعندما حدثت حادثة "جند السماء" على مشارف النجف الأشرف, زعمت هذه القناة زيفا بأن هؤلاء كانوا أناسا أبرياء عزلا من السلاح جاءوا لأداء مراسم الزيارة, فقامت الشرطة العراقية بإطلاق النار عليهم, وعلى عوائلهم, فأردت أكثر من 500 قتيلا, وجرحت أكثر من 700شخص. لا لسبب سوى وجود خلافات بين مدير شرطة النجف وعشيرة المغدورين, فقام الأول بالانتقام منهم بهذه الطريقة الوحشية. إن سبب دفاع هذه القناة الخبيثة عن هذه الفئة الضالة هو, أن مصادر تمويل هذه القناة القذرة, وممولي هذه الفئة الضالة هم جهة واحدة ـ كما كشفت التحقيقات فيما بعد.
بالأمس (التاسع والعشرين من آيار) ـ ولكي تستمر في بث سمومها لإذكاء الفتنة الطائفية في العراق ـ فبركت قناة الشرقية حادثة تفجير مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني بطريقة مفضوحة تنم عن خبث وحقد وغل. وكالتالي: (الخبر كما هو, عن قناة الشرقية)
"طالب الرئيس العراقي جلال الطالباني الأجهزة الأمنية بالكشف عمن يقف وراء التفجير الذي ألحق أضرارا بمسجد عبد القادر الكيلاني وسط بغداد أمس،.... وقد أكدت مصادر أمنية مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصا وإصابة 30 آخرين بانفجار شاحنة مفخخة ألحقت أضرارا جسيمة بمسجد الكيلاني. وتعتبر هذه الضاهرة خطيرة وغير مسبوقة، وأصيبت الحضرة القادرية . . . بأضرار وخصوصا قاعدة احدي مناراته التي تهدمت جزئيا. كما تضررت الجدران الخارجية للمسجد حيث يرقد الكيلاني.وأشار مصدر موثوق للشرقية إن التفجير تم بواسطة خبراء زرع المتفجرات قدموا من إحدى دول الجوار وان أعضاء من فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيرانية منتشرين في العراق، وان الأسلوب الذي تم به التفجير مشابه للأسلوب الذي يعتمده أعضاء فيلق القدس في تنفيذ عملياتهم حيث إنهم يلجؤون إلى ركن السيارات المفخخة قرب المواقع المراد تخريبها، كما وان السيارة لم يكن يقودها انتحاري وهذا بدوره يزيد من احتمال تورطهم بهذه العملية، وأكد المصدر عن تواطؤ الأجهزة الأمنية العراقية مع إحدى دول الجوار في تنفيذ هذا العمل التخريبي". (انتهى الخبر)
من يسمع هذا الخبر بهذه الصورة سيعتقد أن الحكومة والشيعة في العراق ومن ورائهم إيران هم الذين قاموا بتفجير الحضرة القادرية. والذي يدقق أكثر في هذا الخبر يشم من خلاله رائحة المخابرات الصدامية العفنة. و قد نسى أو تناسى ذلك الوغد القذر( سعد البزاز مدير قناة الشرقية ) الذي صاغ هذا الخبر إن أول المدافعين عن المراقد المقدسة هم الشيعة لان المراقد تمثل لهم رمزا من رموزهم القيمة والتي لا غنى لهم عنها وان الشيخ عبد القادر الكيلاني له منزلة رفيعة في نفوس شيعة العالم كله،وان الذين يزوروه هم من الشيعة والسنة، ولكن كيف للاحس قصاع عربان الخليج اليوم، ولاحس أحذية أسياده صدام وعدي وقصي المقبورين بالأمس، أن يصوغ الخبر بطريقة أخرى. لأنه لا يعرف إلا هذا الأسلوب العفن الذي تعلمه في مدارس المخابرات الصدامية, إبان استلامه منصب مدير تلفزيون العراق في عهد المقبور صدام, والذي قام بتلميعه حتى انزله منزلة الآلهة. بالإضافة إلى تلبيته لرغبات الفسق والمجون لسيده عدي المقبور من تقديم الفتيات المراهقات له تحت ذريعة إجراء الاختبارات الضرورية لهن للعمل كمذيعات في الإذاعة والتلفزيون. وبسبب منصبه هذا وذاك قام بالتخلي عن زوجته فاتن حسن ( المذيعة في تلفزيون العراق أيام النظام المقبور) عندما تم اعتقال أختها سهاد حسن ( المذيعة أيضا في نفس التلفزيون ) من قبل جلاوزة النظام ألصدامي بتهمة النيل من قائد الضرورة صدام أثناء ثرثرتها في حديث عابر، فبدل أن يساندها ويقف إلى جنبها كأي إنسان شريف قام بتطليقها وتركها ارضاءا لرغبات سيده المقبور وإشباعا لطموحه المريض وحاله بالأمس كحاله اليوم فهو يقوم في بث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد وأبناء الدين الواحد عبر قناته الفضائية الرقطاء ارضاءا لساداته الجدد في تمزيق العراق وإغراقه في حرب أهلية .
وهنا أقول لهذا الخبيث إن الذين فجروا مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام والذين فجروا مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني والذين فجروا حسينية ألائمة في حي العامل اليوم أثناء الصلاة والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وجريح هم أسيادك من البعثيين والصداميين والتكفيريين القتلة الذين باعوا أنفسهم للشيطان خدمة لمصلحة أمريكا وأذنابها من العربان الجالسين على كراسي السلطان .
وأقول للبرلمان العراقي الموقر أين وصلت لجنة اجتثاث البعث في عملها, لا سيما بعد إلغاء أغلب صلاحياتها؟ وهل لا زلتم تفكرون بإلغائها تماما, بناءا على نصائح تشيني؟ ومن للبزاز والمطلق والدايني وغيرهم من البعثيين والصداميين الذي يعيثون في الأرض فسادا؟ حق لهم ـ بعد هذا كله ـ أن يزدادون ضراوة يوما بعد يوم!
وأقول لحكومتنا المنتخبة أين وصلتم في تفعيل قانون مكافحة الإرهاب؟ وهل مازال هذا القانون حبرا على ورق كما هو حال قانون الفدرالية ؟ آم إنكم تخشون من تطبيقه حتى لا تجرحوا مشاعر من فرضتهم أمريكا والدول العربية الشقيقة عليكم لإجراء المصالحة الوطنية معهم من بعثيين وصداميين قد تلطخت أيديهم بدماء العراقيين في السابق والحاضر ؟ أم انه يطبق على جهة دون أخرى؟! فها هم الأمريكان يغيرون على مدينة الصدر بطائراتهم ويدمرون الدور على ساكنيها من المدنيين الأبرياء بحجة مكافحة الإرهاب والمتمثل بجيش المهدي فهل يا ترى انتم طلبتم من الأمريكان ذلك ؟ لان اتفاقية التفاهم التي وقعت بين الحكومة العراقية والقوات الأمريكية تنص على عدم قيام القوات الأمريكية بأي عمل عسكري داخل العراق إلا بطلب من الحكومة العراقية، فإن كنتم طلبتم منهم ذلك فتلك مصيبة! لان التيار الصدري هم من أجلسكم على كراسيكم وهذا ردكم لجميلهم، وإن لم تطلبوا من الأمريكان ذلك فالمصيبة أعظم!! لأنكم تدعون إن للحكومة العراقية السيادة المطلقة على أراضيها فأين سيادتكم والأمريكان والأشقاء العرب يفعلون ما يحلو لهم في العراق .
أين انتم ـ يا حكومتنا الموقرة ـ من سموم قناة الشرقية التي تنفثها في كل مكان وهدفها واضح وصريح في تنفيذ مخططات إخواننا من العربان وأبناء العم سام والهادفة لجر العراقيين إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر؟ وأين انتم من وابل الاتهامات والإهانات التي توجهها تلك القناة لكم ولكل العراقيين الشرفاء من أبناء الوسط والجنوب وتتهمكم بأنكم حكومة طائفية وصفوية تابعة لإيران؟ وهذه الإهانة لا تنال من كرامتكم وحدكم بل تنال من كرامة كل الشيعة العراقيين العرب، فانتم إن تغاضيتم عن نيلها من كرامتكم فهذا شانكم معها. لكن لا نسمح لكم في التهاون معها عندما تنال من كرامة الشعب العراقي, متمثلا بأكبر مكوناته, وهم الشيعة أبناء ثورة العشرين والفالة والمكوار .............
علي آل سعبر
https://telegram.me/buratha