( بقلم : حامد جعفر )
شكى أهل الاهوار الى الزعيم الشعبي عبد الكريم قاسم رحمه الله , تكاثر البعوض الانفجاري في مناطقهم, و ما يسببه ذلك لهم من أذى و أمراض و على رأسها مرض الملاريا. و طلبوا منه ايجاد حل لهذه المشكلة المتفاقمه... وعدهم الزعيم خيرا, ثم طلب من الخبراء المختصين دراسة هذه المشكلة الخطيرة و الاسراع باخباره بالحل المناسب... و بعد مناقشات مستفيضة و اقتراحات عديدة, اتفق هؤلاء المتخصصون وأرسلوا نتيجة بحثهم المضني الى الزعيم !!! كان الحل الانسب في رأيهم, وهم من لا يشق لهم غبار, أن يستورد العراق نوعا من السمك الصغير المعروف بأنه يتغذى على يرقات البعوض و أطلاقه بالاهوار ... فاذا بهذا السمك يتكاثر اكثر من البعوض !!! واذا به يترك الاهوار الا قليلا وينتشر بكل انهار وسواقي العراق الجميلة من شماله الى جنوبه!!! واذا به يلغي وجبة يرقات البعوض من غذائه اليومي المفضل ويبدله بوجبات شهية لم يكن يحلم بها في مستنقعات اجداده, من صغار سمك البني والشبوط والانواع الاخرى من السمك اللذيذ الذي تزخر به انهار العراق ... وليس هذا فحسب , بل اصبح أبو الزمير وبالا على صيادي السمك والرجال والاطفال الذين يسبحون في الانهار والاهوار . ذلك لان لابي الزمير شاربين طويلين كالسوط بيد الجلاد, يضرب به ارجل من يخوض في المياه , فيسبب الما لايوصف ولايدركه الا من تعرض له وكانه لدغة العقرب ..!!! ومنذ ذلك اليوم والى يومنا هذا اسقط بيد العراقيين , ولم يتمكنوا من القضاء على هذه الافة المستقدمة من بلاد اجنبية !!! هذا بالضبط المأزق الذي أوقع به البعثيون أنفسهم.!! وهكذا اشار خبراء البعث على البعثيين باستقدام القاعدة.
عرف البعثي بجبنه و خبثه و تسلقه على جماجم الاخرين... لذلك فقد بدا له أن يستقدم عصابات القاعدة الارهابية الى العراق للقيام بدلا عنه بالتفجيرات الانتحارية و القتل الجماعي و تاجيج الفتنة المذهبية ... ليتفرغ البعثي للاغتيالات و قطع روؤس البسطاء و الاختطاف و السرقة التي هي من اختصاصه حصرا.. لم يحسب البعثي و هو يعاني من الياس و الهزيمة حساب صروف الدهر. فاذا بعصابات القاعدة من عربان وافغان و مجرمي العراق يستحوذون على مال و حال البعثيين , و ينتشرون في اوكارهم انتشار وباء الطاعون.. و هكذا جنى البعثيون سوء ما عملوا . و ها نحن اليوم نرى الحرب قائمة بينهم على قدم وساق واذا برؤوس البعثيين أصبحت لقى في مزابل القاعدة!! (على نفسها جنت براقش).
روي ان رجلا كان في حبس الطاغية الحجاج بن يوسف. وكان يعذب كل يوم , وكان هذا الرجل غنيا. وذات يوم في اثناء تعذيبه اقترح على معذبه ان يعطيه مبلغا كبيرا من المال مقابل ان يحتال لاطلاق سراحه. كان الحجاج اذا مات سجين امر بتسليمه الى اهله. لذلك قال الرجل للسجان: اكتب اسمي في الموتى حتى اسلم الى اهلي وستصبح من اغنى الاغنياء ولن انسى لك فضلك .. ففعل السجان ما اتفقا عليه ورفع اسمه الى الحجاج مع اسماء الموتى. فلما قرأ الحجاج اسمه قال: مثل هذا لايسلم الى اهله قبل ان ارى جثته. فرجع السجان الى الرجل وقال له اعهد, واخبره بامر الحجاج , ثم خنقه. واخذ جثته الى الحجاج فامر بتسليمه الى اهله وقد اشترى الموت لسوء تدبيره .. وهكذا انقلب السحر على الساحر. وقد قال ابو جعفر المنصور: لايختلي فحلان في اجمة الا قتل احدهما الاخر... فكلوا ياايها البعثيون من زقوم ما زرعتم .. ولايحيق المكر السيء الا باهله.
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha