اعلان وزير المالية العراقي السيد بيان جبر عن ان 45 دولة الغت ديونا لها على العراق وبنسبة تتراوح بين 80% و 100% يعتبر تصويب مهم حققه العراق باطفائه تلك الديون التي ورثها من نظام وسياسة لم تعرف سوى الخراب والدمار والقمع والتسلط والذي بدد تلك الاموال على الحروب والتصنيع العسكري وشراء الذمم ومن اجل شعارات جوفاء اكل عليها الدهر وشرب . والعراق الذي يتطلع الى تعاون "الاخوة" العرب في اطفاء تلك الديون ليكون قادر على التحديات التي يواجهها والمتمثلة باعنف موجة ارهاب يشهدها حيث لم يسبق لاي دولة من دول العالم ان مرت بما يمر به العراق الان ,, وعلى الرغم من ان جل الارهاب ياتي من الدول"الشقيقة"التي تطالب بديونها التي استخدمت في تمويل ماكنة الحرب العراقية الايرانية التي راح ضحيتها مئات الالاف من اجل الدفاع عن "بوابة العرب الشرقية" حيث كان النظام يحارب نيابة عنهم لوقف المد الايراني المزعوم!.
وعودة الى ديون العراق المستحقة للمملكة ,, نرى ان السعودية ليست بحاجة الى اموال التي لا تتعدى الخمس عشر مليار دولار؟؟ فلو نظرنا الى الاحتياطي النقدي السعودي للعام 2006 نرى بانه قد تجاوز 220 مليار دولار حسب مؤسسة ستاندرز اند بورز !!! هذا من جانب , ومن جانب اخر يتكشف بان المتنفذين "واصحاب السمو" كانوا يتلاعبون بالمليارات باموال الشعب السعودي فتصرف على معاملات وصفقات سلاح الغرض منها السرقة والاستلاب كصفقة اليمامة مثلا والتي تعتبر اكبر واشهر صفقة عسكرية عالمية بينها وبين المملكة المتحدة حيث تقدر قيمتها بـ 75 مليار دولار "بالرغم من ان الجيش السعودي لا يستطيع استيعاب مثل هذه التكنلوجيا ويصنف كجيش من الجيوش المتواضعة بامكانياته" (((فما كشفته صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية في عدد الأحد أول شباط (فبراير) لعام ١٩٩٨، نجد أن الصحيفة دعت الحكومة البريطانية العمالية الجديدة (وقتها)، الى الكشف عن تفاصيل برنامج اليمامة العسكري بين بريطانيا والسعودية، واصفة الصفقة بأنها الأكبر، وربما الأكثر فساداً في التاريخ البريطاني. وعلّلت «الأوبزرفر» موقفها هذا بقولها إن الشعب البريطاني لم يحط علماً بالصفقة، إلا عندما بدأ مكتب التحقيقات الوطنية الكشف عنها في العام ١٩٩٢. وكما وتمكن تلفزيون البي بي سي ان يكشف الحقائق التي تعتبر فضيحة حول الصفقة والرِّشى والدعارة، فقدّم برنامج «المال» الذي تبثّه القناة الثانية مقابلات مع عدد من الأشخاص الذين شاركوا في فضيحة اليمامة... وقيام شركة الأنظمة الإلكترونية والجوّيّة البريطانية لتصنيع الأسلحة، بدفع مبالغ مالية تقدّر بنحو ٦٠ مليون جنيه استرليني، لتسهيل الحصول على أكبر صفقة أسلحة في تاريخ بريطانيا.
ونشر موقع إذاعة «بي. بي. سي» القسم العربي تقريراً جاء فيه، أن الأمير تركي بن ناصر، أحد أفراد العائلة المالكة السعودية، هو المستفيد الأكبر من تلك الملايين، حيث كان مسؤولاً على مدار العشرين عاماً للاشراف على أعمال الجانب السعودي لإتمام الصفقة التي عادت على الشركة البريطانية بمليارات الدولارات. "الصفقة الأكثر فسادًا فى تاريخ بريطانيا" وقد أوضحت التحقيقات التى بدأت فى يوليو 2004 بأن واقعة الرشوة التى حصل عليها الأمراء السعوديون مقابل إتمام الصفقة بلغت سبعة مليارات جنيه استرلينى، وأن الأمراء الذين تفاوضوا على الصفقة طلبوا رفع سعر الطائرة التورنيدو يومها بنسبة 35% لكى ترتفع عمولتهم.))) فما جدوى مثل تلك الصفقات المريبة تثير التسائل عن الاموال التي تصرف عليه والتي يذهب جلها الى عمولات ورشاوي تقدر بمليارات الدولارات ينفقها الامراء في هذا المجال لتسند بها مواقفهم السياسية والدبلوماسية كقوة ضاغطة على تلك الدول لتمرير مخطط سعودي في اي بلد ترى فيه انه يهدد مصالحها او ان نظامه السياسي لا يتوائم مع نظامها لدوافع طائفية بالدرجة الاولىاو فرض سياسة تعتبرها المملكة هي الاصلح لها ولما يحيطها من الدول . فالاموال السعودية التي ترصد للتامر على الدول تدفع بغير حساب فلا توجد دولة عربية لم تكتوي بنار خبث ودهاء حكام وامراء المملكة والتي يغطى عليها ببعض الاعمال الخيرية التي تمولها في هذا البلد او ذاك وحتى هذه الاعمال لم تستفد منها الدول الاسلامية على الوجه الاكمل مقارنة لما تبذله على دول اخرى غير اسلامية . فمثل تلك الصفقات التي يعتبر تمويلها من الضخامة يكفي لتمويل دولة ! تذهب اموال الدولة الاسلامية "بلاد الحرميين الشريفين" الى رشاوي وعمولات دولية مريبة. السعودية التي تعتبر الواجهة للعالم الاسلامي بوجود المعالم الاسلامية الكبيرة فيها والتي من الممكن ان تكون المثال الذي يحتذى به بتطبيق تعاليم الاسلام السامية التي جاء بها الرسول الاعظم صل الله عليه واله الاطهار لا ان تكون الوجه القبيح والمشوه بتعاملاتها التي يطغى عليها الخسة والانحراف وفساد العقيدة التي تعتبر المال هو الغاية والوسيلة وبقية الاعتبارات تاتي في درجات اخرى متفاوتة
فلو استخدمت المملكة"التي يحمل علمها الاسلام كشعار" كل تلك المليارات لتمويل الدول الاسلامية الفقيرة التي تعيش تحت خط الفقر بمشاريع انمائية يستفاد منها على المدى البعيد بدل انفاقها على صفقات مشبوهة ورشاوي لاجل ان يعيش هذا الامير او تلك الشخصية او الجهة حياة البذخ وتذهب تلك الاموال الى من لا يستحق لانقذت حياة الملايين الذين يعانون شظف العيش من المسلمين بدل من اشفاق دول العالم عليهم باعانات مما يجمعونه من مقتنيات يتبرع بها ابناء بلدانهم مما فاض و بلي من مساعدات !. ولكن فساد العقيدة التي شوهت اسم الاسلام بتصرفات بعيدة عن مبادئه ودعمهم لمذهب بني على الارهاب والقتل وعاث فسادا في الارض بعقيدة مشوهة رسمت صورة قاتمة للاسلام في العالم وباعانة اعدائه بابرازهم كواجه للمسلمين بلا فكر ولا مبادئ وهو يهم بقطع الرقاب واسالة الدماء .
الخمسة عشر مليار دولار ديون السعودية للعراق لا تعتبر مبلغ مهم او انها بحاجة له , فبامكان السعودية ان تدفع هذا المبلغ رشاوي لصفقتين او ثلاث فقط "هذه مشكلة الاموال التي تقع بايدي السفهاء" ولكن اختلاف السعودية مع العراق الان سياسيا وطائفيا دفعها للعب الدور الذي تلعبه فيه , رغم انها تعلن ان موقفها مساند للعملية السياسية ولكن هذه السياسة تعودت عليها المملكة في التعامل مع الاحداث بوجهين وجه اعلامي كي لا يثير حفيظة الشعوب العربية والوجه الاخر المخفي التامري المعتمد في سياستها والمطبق على ارض الواقع . تخفيفها لديون العراق جاء مشروط بالتدخل في تشكيلة الحكومة التي تنازلت الكثير عن استحقاقها الانتخابي , التدخل السعودي جاء كورقة ضاغطة على الحكومة للحصول على مكاسب سياسية للاطراف البعثية التي فقدت السلطة والتي اتخذت من طريق " المقاومة الشريفة" طريق للوصول الى السلطة من جديد بالعبور على اشلاء الابرياء عن طريق الاعمال الارهابية التي يقفون خلفها ,والتي تعتبر المملكه الممول المالي والمعنوي لها . هكذا تريد المملكة " عراق بعيدا عن الاستقرار " لتثبت ان التغيير في هذه المنطقة صعب ولا يكتب له النجاح .
عراقيـــه
https://telegram.me/buratha