المقالات

الأمــم تولـــد من أرحـــام الحـــروب

1346 19:22:00 2007-05-30

( بقلم : قصي محبوبة متخصص بالادارة الدولية وانظمة القيادة )

((بنــاء أمـــــة أم حـــرب أهليـــــــة ))

الى/ الأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط

الأمــم تولـــد من أرحـــام الحـــروب

حينما تسائل عضو الكونغرس الأمريكي ، ان كان العراقيون يريدون بناء أمة ام يريدون حرب أهلية ؟انما كان يحاول الأجابة من بين ثنايا السؤال ، لكن حذر الساسة منعه من البوح بالمحظور.فلا يوجد شك .. ان رجل يصل ليكون عضوآ في الكونغرس، لايعي أن الأمم ولدت من أرحام الحروب وخصوصاً الأهليه منها . وخير مثال الأمة الأمريكية التي خاضت حرب أهلية شرسة ، لتضع أوزارها على صوت ولادة أمة بهرت العالم بكل المقاييس .. وتفوقت بزمن قياسي على أمم الأرض وتسيدت عليها.

فلولا الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب .. لما أستطاع الأباء المؤسسون لهذه الأمة من وضع دستورها المختصر المفيد ، وتثبيت قيمها وحسم أتجاهاتها وتوجهاتها ، وخلق هذا النموذج الذي استطاع أن يجمع التناقظات والمترادفات ، وان يتحول الى عجلة عملاقة ، تدور ويدور معها الاخرون.

أن التاريخ القديم والحديث يرفدنا بالكثير من الأمثلة الواقعية الناتجة عن الحروب الأهلية ، للانها بالاصل ليست صراع بين مكونات الامة ، بل هو بالحقيقة حرب أرادات ومخاض لولادة جديدة ، يتشكل بها جنس الجنين تبعا لقيم الارادة التي سوف تنتصر . وهكذا كانت وهكذا ستبقى . ولنراجع حروب الامة الفرنسية ، وحروب القياصرة في روسيا ، وحروب الصين الاهلية ، والحرب الاسبانية واخرها حرب البلقان ، لنرى ان الاسباب تختلف ولكن المسببات واحدة .

ونحن في بلاد مابين النهرين أو أرض السواد أو العراق ، منذ القدم لم ننشيء أمة .. لأننا كنا دائماً نأجل الحسم ، ونؤمن بسياسة التضحيات الصغيرة على فترات متباعدة ، بدلآ من التضحية الكبيرة ولمرة واحدة

فالأمة العراقية لم تتشكل بعد، لأنها لم تحسم بعد أتجاهاتها وتوجهاتها .. وأن الصراع كان ومازال للوصول الى السلطة ، وليس لبناء أمة .العراق بتاريخة الحديث .. قد ولد ولادة خاطئة وتراكمت الأخطاء الى يومنا هذا ، والبناء الصحيح فوق الاساسات الخطأ لهو خطأ افدح وكارثة مؤجلة .أن القاعدة وغيرها وكل مانراه الان من هذا العفن المتراكم ، لايمكن لها ان تنمو لولا وجود حاظنات فكرية قبل ان تكون حاظنات مادية ومعنوية .

ولكن ورغم الألم والدموع .. فأن تسلسل الحياة يجب أن يستمر ويمر بنفس المراحل ، ولن يكــون لنــــا وليــد بـدون صـــراخ .. ودمــاء مخــاض .. وعصــرات ألـــم ...

قصي محبوبة متخصص بالأدارة الدولية وأنظمة القيادة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عابس
2007-05-30
نعم، عندما يفهم الجميع ان الانسان لا يطوّع بالقوة وإنْ سكت او خاف، وان الناس سواسية لا يرجح الدين او اللون او العشيرة او الاقليم او المذهب احدهم على الآخر، وان الناس يتفاضلون بحسب اجتهادهم وعطائهم لا بنسبهم، وان القوة آخر واضعف الفياصل في الامور، وان احترام رأي الآخرين مهم ومثمر، وأن "من اسبتدّ برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها"-علي (ع)-
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك