( بقلم : سمير عبد الصمد )
بدات مجريات الامور والاحداث في العراق تتضح وبشكل جلي حيث الاطراف التي كانت تخفي نواياها واهدافها على الساحة العراقية بدات تكشف الان عن تلك النوايا والاهداف وبكل وضوح وبدون اي خجل او خوفوالمقصود بتلك الطراف هي السعودية وحلفائها الاقليميين وهم دولة الامارات والاردن ومصر وايضا حلفاء السعودية في داخل العراق وهم كثيرون غالبيتهم العظمى جماعات سنية سياسية ومسلحة ومن ابرزها جبهة التوافق السنية وجبهة الحوار لصاحبها المطلق وجماعة التجمع الجمهوري برئاسة عاصم الجنابي وجماعات سياسية سنية اخرى وانضمت اليهم ايضا جماعة الوفاق لصاحبها اياد علاوي وهناك يوجد ايضا حلفاء للسعودية داخل الجماعات السنية المسلحة في مقدمتها جماعة الجيش الاسلامي الارهابية ومجاميع سنية مسلحة اخرى وانطلاقا من هذا الواقع بان كل تلك الاطراف التي تم الاشارة اليها تملك اهداف واجندة مشتركة فيما بينها وتاتي الاجندة الطائفية في الاولوية فالسعودية وحلفائها الاقليميين والمحليين في داخل العراق يعارضون ومنذ اللحظة الاولى من سقوط نظام صدام المجرم اي عملية سياسية ديمقراطية تؤدي الى حكم الاكثرية الشيعية العراق على الرغم من دخول بعض حلفاء السعودية العملية السياسية وحتى المشاركة في الحكومة العراقية وان الهدف الحقيقي لتلك الاطراف المشاركة في العملية السياسية هو الوقوف والتصدي للهيمنة الشيعية المزعومة على مقاليد السلطة في العراق حيث استمرت تلك الاطراف من وضع العراقيل وخلق المشاكل داخليا وجارجيا للحكومة العراقية ولقد لعبت السعودية ومعها في ذلك حلفائها في المنطقة دورا بارزا في اثارة الفوضى والعنف والارهاب في العراق عن طريق الدعم المادي والاعلامي للجماعات المسلحة الارهابية والسماح لمشايخ الوهابية باصدار فتاوى تكفر الشيعة مما شجع قيام مئات الارهابيين بتفجير انفسهم في المناطق الشيعية والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من الشهداء والجرحى ووعشرات الالاف من الايتام والارامل وبذلك اشتركت السعودية وحلفائها من جهة وتنظيم القاعدة الارهابي من جهة اخري في هدف واحد طائفي وهو التصدي ومحاربة شيعة العراق ثم خارجيا وفي داخل امريكا استغلت السعودية ومعها الامارات والاردن ومصر الملف النووي الايراني والعلاقات المتوترة بين ايران والولايات المتحدة الامريكية لصالح اجندتها الطائفية المتمثلة في تضليل وتخويف صانع القرار الامريكي من التعامل والارتباط مع الاطراف الشيعية بحجة النفوذ الايراني وبالتالي التاثير على صانع القرار الامريكي لاتخاذ خطوات لصالح الاطراف المحسوبة على السعودية والامارات والاردن وهي في مقدمتها جبهة التوافق وجبهة الحوار والمثال على ذلك مايحدث من تركيز كبير على المناطق الشيعية في الرصافة والكرخ وعدم حدوث نفس الشيء في التعامل مع حواضن الارهاب في الكرخ ومنها مناطق حي الجامعة والعدل والعامرية والجهاد ومناطق اخرى وذلك ضمن تطبيق خطة فرض القانون في بغداد
وانطلاقا من هنا تاتي اهمية المحادثات الايرانية الامريكية لقلب الطاولة على مؤمرات اللوبي العربي الطائفي في واشنطن وبان وصول الجانبان الايراني والامريكي الى تفاهم مشترك وبالتعاون مع الحكومة العراقية وربما نجاح تلك المحادثات وان هذا الشيء لاترغب به مطلقا السعودية وحلفائها الاقليميين والمحليين في داخل العراق بل السعودية وحلفائها يخشون ويخافون من اي تقارب ايراني امريكي وهذا انعكس على تصريحات تلك الاطراف التي اظهرت عن اعتراضها وخشيتها ومخاوفها من المحادثات الايرانية الامريكية ومنها تصريحات المسؤولين السعوديين وتصريحات طارق الهاشمي وصالح المطلق وعدنان الدليمي واخيرا اعلنت جماعة دولة العراق الاسلامية المرتبطه بتنظيم القاعدة الارهابي عن مخاوفها من المحادثات الايرانية العراقية واعترضت عليها ووصفتها بالمحادثات الشيطانية بين امريكا ودولة الروافض الصفويين في اشارة الى ايران وبذلك يشترك تنظيم القاعدة الارهابي مع السعودية وحلفائها في الاعتراض والمخاوف من اجراء ونجاح المحادثات الايرانية الامريكية
https://telegram.me/buratha