المقالات

هل إنطفأ العـراق ؟؟؟

1371 17:20:00 2007-05-30

( بقلم : عبد المنعم فرج الله الأسدي )

عقدت كلية الشيخ الطوسي في النجف الأشرف مؤتمرا موسعا للوقوف على أزمة الطاقة الكهربائية في العراق .. وعلى مدى يومين كانت هناك بحوث قد طرحت في هذا المؤتمر إضافة إلى كلمات المسؤولين في الدولة العراقية .. فما هي النتيجة ؟؟

لم يخرج المؤتمر بشيء جديد ولم يتوصل الباحثون إلى حل لأزمة العصر ــ الكهرباء ــ شأن هذا المؤتمر شأن غيره من المؤتمرات التي لم تحل أي أزمة سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية .. أموال كثيرة صرفت لأقامته ،، وإرباك شل حركة المواطن النجفي في عقر داره بدواعي أمنية ..

(( لا حل لأزمة الكهرباء )) عبارة جديدة قديمة ،، تذكرنا بحرب قديمة جديدة .. حرب شنها نظام صدام المقبور لإماتة النفس العراقية بحسرة أبسط حقوقها التي يجب على الدولة أن توفرها لها ومع الأسف واصل نظام العراق الجديد تلك الحرب رغم إختلاف المسميات لكن بقيت النتيجة واحدة .. حرمان .. وحرب نفسية .. وسكوت مذل .

إن ما دفعني إلى كتابة هذا المقال هي قصة إمرأة ربما لا تعني للمسؤول العراقي شيئا .. إمرأة عجوز فقيرة الحالة المادية تعيش مع أولادها الثلاثة الذين يعملون في البناء كعمال مغلوب على أمرهم .. هذه السيدة العراقية المنسية فاجأها القدر يوما برجال الكهرباء الأشاوس وهم يطرقون بابها طرقات متتالية قوية .. سلموها ورقة أجور الكهرباء ودوّن أسفل الورقة مبلغ ( 33.750 ) دينار عراقي فقط .. ووسط كلمات (وينها الكهرباء .. وأنتو أشوكت منطينياها ) غادر الرجال المكان .. وعادت المرأة إلى بيتها .. بعد عشرة أيام ذهبت العجوز إلى دائرة الكهرباء وسددت ما بذمتها من متعلقات .. ويمضي أسبوع آخر لتفاجأت العجوز وأولادها برجال الكهرباء وهم يرومون قطع التيار الكهربائي عن دارهم .. سألتهم : لماذا ؟؟ فأجابوها : أنكم لم تدفعوا أجور الكهرباء .

من حسن حظ العجوز أنها ما زالت تحتفظ بوصل التسديد ، عندما أحضرته لهم أجابها أحد الرجال الأبطال : زين .. بعد ما تتأخرين بدفع الأجور .. مفهوم !!!! مفهوم .. أجابته العجوز بصمتها الحزين .

وبالمقابل لي جار يعمل في دائرة الكهرباء .. قال لي يوما بالحرف الواحد : إنه يعلم أن ( فلان ) متجاوز على خطين لكنه يخشى أن يبلغ عنه أو أن يقوم بإزالة التجاوز لأن فلان من الحزب الفلاني وأنه .....

وما بين الحالتين علامة إستفهام كبرى .. ربما بحجم مساحة العراق الكبيرة .

كنت أردد دائما مقطوعة الشاعر جابر الجابري ـ وكيل وزير الثقافة الحالي ـ عندما كان في المهجر ، والتي يقول فيها :

الله أكبر يا عراق ...

من كل قارعة تحوم على سمائك ..

الله أكبر يا عراق ...

من كل غائلة تعيش على دمائك ...

الله أكبر يا عراق ...

من كل شائبة تعشعش في ردائك ..

لا .. لست أبدأ في رثائك ..

لا .. لم يحن زمن إنطفائك ..

واليوم أقول لك أيها السيد الجابري .. هل حان الآن زمن إنطفأ العراق ؟؟ .. وهل أنتم شهود على ذلك ؟؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك